يعاني مرضى الفشل الكلوي في مدينة الأبيض من تدهور الخدمات الصحية، حيث توقفت بعض أجهزة غسيل الكلى في مركز الجميح عن العمل. يعود ذلك إلى الضغط المتزايد على المركز نتيجة لاستقبال عدد كبير من المرضى القادمين من ولايات مختلفة، مما يزيد من معاناة هؤلاء المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية مستمرة.
في إطار الجهود المبذولة لتحسين الوضع الصحي، قامت لجنة أمن ولاية شمال كردفان برئاسة د. الأمين شايب محمد حريكة، الأمين العام لحكومة الولاية بالإنابة، بزيارة تفقدية لمركز الجميح. تهدف هذه الزيارة إلى تقييم الوضع الحالي والتحديات التي يواجهها المركز في تقديم خدماته، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها المدينة.
تأتي هذه الزيارة في وقت حرج، حيث تعاني مدينة الأبيض من حصار مستمر منذ أكثر من عام، مما أثر بشكل كبير على القطاع الصحي. تبرز هذه الظروف الحاجة الملحة إلى تحسين الخدمات الصحية، لاسيما في مراكز غسيل الكلى، لضمان تقديم الرعاية اللازمة للمرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي.
خلال الزيارة، استمعت اللجنة إلى تقرير من إدارة المركز حول سير العمل والمشكلات المتزايدة. وأوضحت د. إيمان مالك، المديرة العامة لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية، أن المركز يواجه تحديات كبيرة، من أبرزها خروج عدد من الأجهزة عن الخدمة بسبب الضغط الناتج عن استقبال مرضى من ولايات متعددة. وأشارت إلى الحاجة الملحة لاستبدال الأجهزة المعطلة وتأمين قطع الغيار الضرورية، مؤكدة أن المركز استمر في تقديم خدماته رغم الظروف القاسية التي فرضتها الحرب والحصار.
يعاني مركز الجميح، مثل باقي المنشآت الصحية في الأبيض، من نقص حاد في الموارد والمستلزمات الطبية بسبب الحصار الذي أدى إلى عدم وصول المعدات الضرورية. وقد أثر ذلك بشكل مباشر على كفاءة خدمات غسيل الكلى، مما زاد من معاناة المرضى وعائلاتهم.
من جانبه، أكد د. الأمين شايب على اهتمام حكومة الولاية بتخفيف معاناة المركز والعمل على إزالة العقبات التي تعترضه، مشددًا على ضرورة توفير الدعم اللازم لضمان استمرارية الخدمة. كما أبدى أعضاء لجنة أمن الولاية تقديرهم للجهود التي تبذلها الكوادر الصحية في ظل هذه الظروف الصعبة.
يمثل مركز الجميح لغسيل الكلى صورة من صور معاناة القطاع الصحي في الأبيض نتيجة الحصار المستمر. ومع استمرار خروج الأجهزة عن الخدمة وازدياد عدد المرضى، تزداد الحاجة لتدخل عاجل لإعادة تأهيل المركز وضمان تقديم خدماته الحيوية.