في مدينة الطينة السودانية، الواقعة على الحدود مع تشاد، استمر تدفق المدنيين من مناطق دارفور المختلفة، حيث يسعى الكثيرون للوصول إلى مخيمات اللاجئين شرق تشاد. وقد أشار المتطوعون والعاملون في المجال الإنساني إلى أن هذا التدفق لم يتوقف، بل تزايد بشكل ملحوظ منذ بداية حصار الفاشر في أبريل من العام الماضي، والذي تبعه تصاعد المعارك في الصحراء وقصف جوي على بعض المناطق.
ووفقًا للناشط جمعة أحمد، فإن معظم الفارين من مناطق النزاع هم من النساء والأطفال وكبار السن، الذين يصلون إلى مراكز الإيواء في الطينة. هؤلاء المدنيون يواجهون ظروفًا إنسانية قاسية، حيث يسعون لترتيب أوضاعهم قبل الانتقال إلى تشاد. الوضع الحالي يعكس أزمة إنسانية متفاقمة، حيث تزداد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية والدعم العاجل.
من جانبها، أكدت إحدى أعضاء غرفة الطوارئ في الطينة، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن الغرفة تواصل تقديم خدمات المطبخ الجماعي لأكثر من أسبوعين، بدعم من غرفة طوارئ الفاشر والمعسكرات. هذا الجهد يعكس التزام المجتمع المحلي بتقديم المساعدة للنازحين، في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها، مما يعكس روح التضامن في أوقات الأزمات.
وأضافت: “يعمل أعضاء الغرفة بجهد كبير لتقديم وجبة إفطار لأكثر من 750 فردًا من أصل 141 أسرة في مركز إيواء الهجرة ومدرسة الطينة بنات، مع وجود مراكز إيواء أخرى تحتاج إلى تدخل إغاثي وغذائي عاجل”.
وأوضحت أن الغرفة قدمت مبالغ مالية للفحص الطبي للنساء الحوامل، وزعت أغراضاً على 150 فتاة في سن الإنجاب، بالإضافة إلى توزيع 100 قطعة من صابون الحمام.
وكشفت عن توزيع سلة غذائية للأسبوع الماضي شملت 100 أسرة نازحة، تحتوي على دقيق وأرز وسكر وبصل ومعكرونة في عدد من أحياء المدينة.
وأشارت إلى أن من بين التحديات التي تواجه الغرفة هي قلة الإمكانيات، والحاجة الملحة لزيادة الدعم اللوجستي لتغطية عدد أكبر من المحتاجين.
وطالبوا المنظمات الدولية والوطنية والخيريين بدعم الغرفة لتقديم المساعدات للنازحين والعابرين إلى مخيمات اللاجئين شرق تشاد.
وتستضيف دولة تشاد أكثر من 722 ألف لاجئ سوداني فروا إليها بسبب اندلاع القتال في البلاد في أبريل 2023، حيث يعيش معظمهم في أوضاع إنسانية قاسية.