تصدرت عبارة “ديسمبر باقية، الثورة مستمرة” منصات التواصل الاجتماعي في السودان، بعد أن تم تداول مقطع فيديو يظهر فيه أفراد من القوات النظامية وهم يسخرون من ثورة ديسمبر وشهدائها. الفيديو الذي أثار جدلاً واسعاً، يظهر جنوداً يرتدون زيًا يُعتقد أنه تابع لجهاز المخابرات العامة، في منطقة قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، حيث قاموا بالسخرية من صور الشهداء المرسومة على الجدران، بالإضافة إلى ترديدهم لعبارة “الثورة بالنص أم بالوادي”، في إشارة إلى منطقة في أم درمان.
أثار هذا الفيديو ردود فعل غاضبة على موقع فيسبوك، حيث اعتبر الكثيرون أن تصرف هؤلاء الأفراد يكشف عن النوايا الحقيقية للحرب الدائرة، والتي تهدف إلى القضاء على الثورة. وقد عبر العديد من الناشطين عن استيائهم من هذا السلوك، مؤكدين أن مثل هذه التصرفات تعكس عدم احترام لدماء الشهداء وتضحيات الشعب السوداني في سبيل الحرية والعدالة.
في سياق ردود الفعل، شارك خالد عمر يوسف، المهندس والقيادي السياسي، في الحملة الواسعة على الإنترنت، حيث كتب على صفحته الرسمية: “الثورة مستمرة وستظل مستمرة. لن تجهضها هذه الحرب الإجرامية التي لا يمكن إخفاء طبيعتها وأهدافها بغربال. حقيقتها وغاياتها واضحة، ومعلوم من يتكسب منها على دماء الناس وأشلاء البلاد. قوى الثورة حية لم ولن تنكسر، وستواصل مسيرتها لوقف هذه الحرب ومعالجة آثارها الإنسانية وإحلال السلام واستكمال مسيرة ديسمبر التي لن تتوقف.”
اعتبرت الفنانة السودانية نانسي عجاج أن ثورة ديسمبر تمثل أسوأ كوابيس النظام السابق، حيث عبرت عن ذلك من خلال منشور على صفحتها الشخصية. وأشارت إلى أن الأقدار تسخر من أولئك الذين أنفقوا ميزانيات ضخمة على الحملات الإعلامية التي تهدف إلى تضليل الشعب، مدعين أن الحرب هي حرب كرامة. وأكدت أن الفيديوهات الموثقة تكشف بوضوح الأهداف الحقيقية وراء هذه الحرب، مشددة على أن الأشرار يظلون أغبياء بطبيعتهم، مما يجعل ثورة ديسمبر تظل كابوسًا يلاحقهم.
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عثمان فضل الله أن ثورة ديسمبر ستستمر في سعيها لاجتثاث الفساد، مهما حاول الفاسدون الاختباء وراء الألقاب العسكرية أو تزيين أنفسهم بأوهام السلطة. وأوضح أن الثقة كبيرة في أن مارد ديسمبر سيستعيد قوته من تحت الأنقاض، ليحول ظلام الليل إلى نهار مشرق، حيث ستشرق شمس الثورة من جديد. هذه الكلمات تعكس الأمل المتجدد لدى الكثيرين في تحقيق التغيير المنشود.
في سياق متصل، أصدرت تنسيقية لجان مقاومة الكلاكلات وجنوب الخرطوم بيانًا قويًا يدين ما وصفته بـ”استهزاء مليشيا البراء بن مالك بالثورة ورموزها”. وأكد البيان أن الظالمين سيغادرون ولن يعودوا، وفي حال عودتهم، فإن الشعب سيستعيد هتافاته ونشيده الثوري. كما أشار البيان إلى أن استهزاء كتائب البراء بن مالك يعكس جهلهم وضلالهم، مؤكدًا أن ثورة ديسمبر لا يمكن هزيمتها، وستظل شعلة الثورة متقدة حتى تحقق أهدافها.
شهدت مدينة بحري حوادث مشابهة أثارت استياء المواطنين، حيث ظهر أفراد من القوات النظامية يهددون القوى المدنية أمام أحد معتقلات جهاز الأمن. وقد صرح أحدهم قائلاً: “هذا هو معتقل جهاز الأمن المعروف (تلاجات موقف شندي) الذي تعرفونه جيدًا أيها القحاطة (قوى الحرية والتغيير).”
في سياق متصل، قام قناص يُدعى هيثم الخلاء بتهديد قوى الثورة، حيث قال: “أيها الثوار وكل من قال تسقط بس، لم ننساكم. نعم، نحن عناصر النظام البائد.” هذه التصريحات تعكس التوتر المتزايد بين القوى الثورية والنظام السابق.
في حادثة أخرى، ظهر ناشط مؤيد للحرب يُدعى محمد عمر الشكري، حيث أعلن قائلاً: “لا ثورة بعد اليوم.” لكن ردود الفعل القوية على منصات التواصل الاجتماعي أجبرته على الاعتذار لاحقًا. ورغم هذه المحاولات للتشويه والاستفزاز، تواصل الثورة السودانية مسيرتها كرمز للصمود، مؤكدين أن “شعلتها ستظل متقدة حتى تحقيق أهدافها.”
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره في اخبار السودان رابط
المصدر من هنا