السودان الان السودان عاجل

سقوط ضحايا بينهم ضباط في القيادة العامة اثر تدوين.. البرهان يزور المقر ويصرح: لا تفاوض ولا صلح

مصدر الخبر / راديو دبنقا

قام القائد العام للجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، بزيارة لمقر القيادة العامة صباح يوم الأحد، وذلك بعد أن تمكنت القوات المسلحة من فك الحصار الذي استمر لأكثر من عشرين شهراً. كما شملت الزيارة مقر جهاز المخابرات العامة في منطقة بحري ومصفاة الجيلي.

خلال كلمته التي ألقاها أمام الضباط في جهاز المخابرات، أكد البرهان على موقفه الحازم بعدم قبول أي تفاوض أو صلح مع أي جهة دعمت أو تعاونت مع قوات الدعم السريع.

في سياق متصل، أعلن البرهان عن عزم الجيش على تنظيف مناطق بحري وأمدرمان خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز يومين، مشيراً إلى أن الزحف نحو الخرطوم سيبدأ من القيادة العامة. هذه التصريحات تعكس تصميم القيادة العسكرية على القضاء على قوات الدعم السريع، مما يشير إلى مرحلة جديدة من التصعيد العسكري في الصراع القائم.

قصف مدفعي للقيادة

أعلن العميد نبيل عبد الله، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، خلال مؤتمر صحفي عُقد في القيادة العامة، أن القوات التي وصلت إلى القيادة العامة قد تمكنت من شق طريقها من منطقة وادي سيدنا، مروراً ببحري وأوضح أن هناك جيوباً في منطقة بحري تعمل القوات على تطهيرها.

في سياق متصل، أفادت مصادر موثوقة بسقوط عدد من القتلى والجرحى في القيادة العامة، من بينهم ضابط، نتيجة القصف الذي نفذته قوات الدعم السريع يومي السبت والأحد. هذه الأحداث تعكس تصاعد حدة الاشتباكات في المنطقة، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني ويؤثر سلباً على المدنيين.

من ناحية أخرى، أكد جنود من الجيش أن قوات سلاح المدرعات قد حققت تقدماً ملحوظاً في منطقة جبرة بجنوب الخرطوم،  . كما أفادت مصادر متطابقة بأن القوات المسلحة قد تمكنت من السيطرة على عدد من القرى في شرق النيل، مما يعزز من موقفها الاستراتيجي في المنطقة ويعكس التقدم الذي تحرزه في مواجهة التحديات الأمنية.

حجم الأضرار في مصفاة الجيلي

أكد العميد نبيل عبد الله، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، خلال تصريحات صحفية داخل القيادة، أن القوات المسلحة قد تمكنت بالكامل من السيطرة على مصفاة الجيلي والتصنيع الحربي الواقع بجوارها. واتهمت قوات الدعم السريع بإشعال النيران في المصفاة، مشيرًا إلى أن كافة الأسلحة التي حصلت عليها الجيش كانت من دولة الإماراتِ.

وقد تبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات حول حرق المصفاة يوم الخميس، بينما حذر خبراء من أن الدخان المتصاعد من المصفاة قد يتسبب في أمراض وآثار بيئية خطيرة.

من جهة أخرى، قلل الخبراء من حجم الأضرار التي لحقت بمصفاة الجيلي جراء الحريق، مشيرين إلى سلامة الوحدات الأساسية وأن معظم قطع الغيار متوفرة بالمصفاة.

وأكدوا على ضرورة إصلاح وتشغيل محطة قرى الحرارية للكهرباء لتزويد المصفاة بالطاقة، مشيرين إلى أن هذه العملية تحتاج إلى حوالي 6 أشهر.

بدوره، قال هشام بابكر، مدير التشغيل بمصفاة الخرطوم للنفط في مصفاة الجيلي، إن عملية صيانة المصفاة يجب أن تسبقها تقييمات من فرق متخصصة من داخل وخارج السودان لتحديد حجم الأضرار ووضع خطة للصيانة.

وذكر مهندسون من المصفاة أن الحريق أثر جزئيًا على وحدة التفحيم وثلاثة خزانات للخام، والتي تسببت في تصاعد الدخان الأسود الكثيف، بالإضافة إلى منطقة الضخ المسؤولة عن ضخ الخام إلى المنشآت.

نفي من الدعم السريع

أعلنت قوات الدعم السريع عن سيطرتها على مطار الخرطوم من خلال نشر مقاطع فيديو توثق ذلك، بينما قام جنود من الجيش بنشر مقاطع أخرى تؤكد أن القوات المسلحة قد استعادت السيطرة على المطار. هذا التباين في الروايات يعكس حالة التوتر والارتباك السائدة في المنطقة.

في بيان رسمي، نفى الناطق باسم قوات الدعم السريع صحة ما يروج له الجيش من انتصارات، مشيراً إلى أن هذه الادعاءات لا تتجاوز كونها أوهاماً. كما أشار إلى عدم وجود أي تحركات عسكرية من قبل القوات في الخرطوم أو بحري، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.

اتهم الناطق الرسمي بعض وسائل الإعلام والقنوات بالتحيز، مشيراً إلى اعتمادها على مراسلين ذوي انتماءات سياسية، مما يؤثر سلباً على الموضوعية والمهنية في تغطية الأحداث. هذه التصريحات تبرز الحاجة إلى تغطية إعلامية أكثر دقة وموضوعية في ظل الأوضاع الراهنة.

إدانة وقلق

أعربت نقابة الصحفيين السودانيين في بيان رسمي عن قلقها العميق تجاه الاتهامات التي وجهتها قوات الدعم السريع لمراسلي وسائل الإعلام المختلفة، حيث زعمت أنهم يحملون انتماءات سياسية تؤثر على نزاهتهم المهنية.

وأشارت النقابة إلى أن هذا البيان يعد بمثابة تحريض واضح ضد الصحفيين، مما يفتح المجال أمام احتمالات تعرضهم لأعمال انتقامية قد تكون خطيرة.

كما أكدت النقابة على تحميل قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن أي تهديدات أو انتهاكات قد يتعرض لها الصحفيون نتيجة لهذا التحريض، مشددة على أهمية حماية حرية الصحافة وحقوق العاملين في هذا المجال.

تحذير من التقسيم

أشار الكاتب والصحفي محمد لطيف إلى أن السيطرة العسكرية على الخرطوم والجزيرة قد تؤدي إلى انسحاب قوات الدعم السريع نحو الغرب، مما يفتح المجال أمام احتمالات تقسيم البلاد. وفي تسجيل صوتي، حذر لطيف من العواقب السلبية التي قد تنجم عن هذا الانقسام.

وأعرب لطيف عن أمله في أن يسهم انفتاح القوات المسلحة في تحقيق توازن نفسي ومعنوي، مما قد يساعد على العودة إلى طاولة المفاوضات. وأكد على أهمية تحقيق متطلبات حماية المدنيين في ظل الظروف الراهنة.

 

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا

تعليقات