يعاني النازحون في مخيمات ومراكز الإيواء بولاية وسط دارفور من عدم التوزيع العادل للمساعدات الإنسانية، حيث أشاروا إلى أن الرحل والسكان المستقرين يحصلون على نصيب أكبر من المساعدات مقارنة بالنازحين الذين فروا من النزاع. هذه الشكاوى تعكس واقعًا مؤلمًا يعيشه هؤلاء النازحون، الذين يعتمدون بشكل كبير على المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
في حديثه لموقع “دارفور24″، أوضح عبد الرحمن عبد الله، أحد النازحين في مخيم بندسي، أن معظم المساعدات التي تصل إلى المنطقة تُخصص لسكان المدينة والرحل، مما يترك النازحين المتضررين من النزاع في وضع صعب للغاية. وأكد أن الكميات التي يحصلون عليها لا تكفي حتى لإعداد وجبة واحدة، مما يزيد من معاناتهم اليومية ويجعلهم يشعرون بالتهميش والإهمال.
كما أعرب عبد الرحمن عن قلقه من المعايير التي تعتمدها المنظمات لتقييم الاحتياجات، مشيرًا إلى أنها قد لا تعكس الواقع الفعلي للنازحين. وذكر أنه في آخر توزيع للمساعدات، حصل شيخ المخيم، الذي يمثل أكثر من ألفي أسرة، على كمية ضئيلة من المساعدات، بينما حصلت أسر من الرحل والتجار على نفس الكمية، مما يثير تساؤلات حول عدالة التوزيع وشفافية العمليات الإنسانية في المنطقة.
وفي ذات السياق، انتقدت النازحة حليمة أبكر في مخيم مكجر تغيير توجهات المنظمات الإنسانية حيال النازحين، حيث باتت تركز أكثر على الرحل والسكان المستقرين في المدن بدلاً من النازحين في المخيمات.
وقالت حليمة، التي تعول أسرة مكونة من 9 أفراد، لموقع “دارفور24” أنه في آخر توزيع للمساعدات حصلت على زيت وحفنة من الأرز وملح، والتي استخدمتها في إعداد وجبة واحدة فقط.
وطالبت المنظمات بالتركيز على أوضاع النازحين الذين يفتقرون إلى الموارد لتلبية احتياجاتهم المعيشية، حيث كانوا يمارسون أنشطة زراعية وتجارية قبل الحرب تساعدهم على تحسين أوضاعهم، والآن يعيشون في ظروف أمنية صعبة مع تفشي ظاهرة النهب والانفلات الأمني.
من جهة أخرى، أوضح موظف في منظمة دولية، فضل عدم الكشف عن اسمه، لموقع “دارفور24” أن المنظمات التي تعمل في مناطق سيطرة الدعم السريع مجبرة على اتباع توجيهات الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، التي تركز على توزيع المساعدات في مناطق الرحل والسكان في المدن.
وأضاف أن الوكالة تعتبر مخيمات النازحين قد حصلت على ما يكفي من المساعدات خلال حرب 2003، وبالتالي لا ينبغي تخصيص مساعدات للنازحين المتضررين من نزاع أبريل 2023.
ويذكر أن الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية تتبع قوات الدعم السريع.
وأشار الموظف إلى أن الوكالة أكدت للمنظمة التي يعمل بها أن تركيزها على مخيمات النازحين وإهمال الرحل وسكان المدينة قد يعرضها للعواقب، حيث تم اعتقال المدير من قبل استخبارات الدعم السريع بسبب ذلك.
وركزت المنظمات في وسط دارفور على توزيع المساعدات الإنسانية داخل أحياء المدن عبر غرف الطوارئ، التي تشرف على توزيع المواد الغذائية ومواد الإيواء للأسر.
وتشترط المنظمات على أسر النازحين في المخيمات ومراكز الإيواء التسجيل في غرف طوارئ الأحياء للحصول على المساعدات.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن إقليم دارفور يواجه أزمة إنسانية خطيرة، حيث يحتاج 79% من سكانه إلى مساعدات إنسانية وحماية.