السودان الان السودان عاجل

ترحيب للدعم بتصريحات امريكية في جلسة مجلس الامن وسفيرة متقاعدة تتحدث عن سياسة ترمب تجاه السودان

مصدر الخبر / راديو دبنقا

في جلسة الإحاطة التي عُقدت يوم الاثنين حول أنشطة المحكمة الجنائية الدولية في دارفور، أكدت نائبة المندوبة الدائمة للولايات المتحدة في مجلس الأمن أن بلادها لا تأخذ جانب أي من الأطراف المتنازعة في الحرب الدائرة. وأشارت إلى أن كلا الطرفين المتحاربين يتحملان المسؤولية عن العنف والمعاناة التي يشهدها السودان، مما يعكس تعقيد الوضع الراهن في البلاد. وأوضحت أن الأفعال الوحشية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية تتطلب اتخاذ خطوات عاجلة نحو إنهاء الصراع من خلال التفاوض.

خلال مداخلتها، دعت السفيرة دوروتي شيا إلى ضرورة وضع حد للأعمال العنيفة التي ارتكبتها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مشددة على أهمية السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين. وأكدت أن الوقت قد حان لوقف القتل والدمار، مما يتيح للشعب السوداني فرصة تحقيق مستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً. كما أعربت عن قلقها العميق إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في البلاد، والتي تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي.

وأكدت السفيرة شيا على التزام الولايات المتحدة بمواصلة قيادة الجهود الرامية إلى إنهاء هذا الصراع، مشيرة إلى أهمية التعاون الدولي في هذا السياق. وأعربت عن أملها في أن تتمكن الأطراف المتنازعة من تجاوز خلافاتها والوصول إلى حل سلمي يضمن حقوق جميع المواطنين السودانيين. إن الوضع في السودان يتطلب تضافر الجهود الدولية والمحلية لتحقيق الاستقرار والسلام، وهو ما تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه من خلال دعم المبادرات الدبلوماسية.

سياسة قديمة بثوب جديد

في تعقيبها على مداخلة نائبة المندوبة الدائمة الأمريكية في الأمم المتحدة، السفيرة دوروتي شيا، خلال جلسة الإحاطة الخاصة بأنشطة محكمة العدل الدولية المتعلقة بدارفور، اعتبرت السفيرة مها خضر، مديرة إدارة المراسم ومديرة إدارة التعاون الدولي السابقة في وزارة الخارجية، أن المحاور الستة التي تناولتها السفيرة دوروتي شيا لا تحمل أي جديد ولا تختلف عن سياسة الإدارة السابقة.

وأشارت السفيرة المتقاعدة في حديثها لراديو دبنقا إلى أن بعض هذه المحاور موجودة في اتفاق جدة التفاوضي، مثل تمكين الشعب السوداني من تقرير مصيره، والتأكيد على محاسبة المسؤولين، واستبعاد القوات المتحاربة من العمل السياسي.

وأوضحت أنه ليس هناك فرق بين إدارة بايدن وإدارة ترامب بشأن القضية السودانية، ولم يتضمن الخطاب أي جديد أو إضافات لم يتم تناولها من قبل. بشأن ما إذا كان النهج المختلف للرئيس ترامب في التعامل مع القضايا يمكن أن يسهم إيجابياً في حل الأزمة السودانية، أكدت السفيرة مها خضر أن المجتمع الدولي والدول الكبرى لو كانت قادرة على حل هذه الأزمة، لما استمرت لأكثر من عامين.

وأشارت إلى عدم وجود محاولات فعلية أدت حتى إلى نتائج محدودة في مسار الحل بالنظر إلى حجم الكارثة والفظائع التي يشهدها السودان. ورفضت السفيرة المتقاعدة في حديثها لراديو دبنقا فكرة أن الرئيس دونالد ترامب يمكن أن يقدم حلولاً للأزمة في السودان، ما لم يكن البعض يتوقع تدخلاً عسكرياً عنيفاً، لكنها أكدت أنه على المستوى السياسي، لا يوجد اختلاف بين الأفكار التي طرحها وبين سياسة الإدارة السابقة.

الدعم السريع يرحب

في رد فعل على تصريحات السفيرة دوروتي شيا، غرد الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، معبراً عن تأييده لما جاء في خطابها حول عدم موثوقية الجيش السوداني في تمثيل الشعب. وأكد أن ما ذكرته السفيرة يعكس الحقيقة، مشيراً إلى أن الجيش السوداني قد تم اختطافه من قبل الحركة الإسلامية، مما أدى إلى سيطرة عناصر إرهابية على مفاصله. واعتبر أن هذه السيطرة تمثل دليلاً واضحاً على عدم قدرة الجيش على القيام بدوره الوطني.

أشار طبيق إلى أن الجيش قد قام بتنفيذ حملات انتقامية ضد الشعب السوداني، مستخدماً اسم الجيش كغطاء لهذه الأفعال. ولفت الانتباه إلى التاريخ الدموي للجيش في التعامل مع شعوب جنوب السودان ودارفور، حيث ارتكب العديد من الجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والذبح للمدنيين. كما ذكر أن هذه الممارسات كانت تستند إلى أسس عرقية وجهوية ودينية، مما يعكس انحراف الجيش عن مهمته الأساسية في حماية المواطنين.

وصف الباشا طبيق الجيش السوداني بأنه مجرد مليشيا إرهابية، تتبع أجندة الحركة الإسلامية السودانية وتنسق مع الحرس الثوري الإيراني. وأكد أن هذه الأجندة لا تعكس مصالح الشعب السوداني، بل تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية ضيقة على حساب الأمن والاستقرار في البلاد. وبهذا، دعا إلى ضرورة إعادة النظر في دور الجيش وتحريره من السيطرة الإرهابية لضمان تمثيل حقيقي للشعب السوداني.

 

الدعم السريع يرتكب عمليات قتل ممنهج للمدنيين

 

أدانت نائبة المندوبة الأمريكية في خطابها أمام جلسة مجلس الأمن الهجمات الأخيرة التي استهدفت المستشفى السعودي في الفاشر بالسودان، والتي أفادت التقارير أنها أسفرت عن مقتل 70 مدنيًا سودانيًا وإصابة العشرات. واعتبرت هذه الحوادث واحدة من صور المعاناة البشعة التي تعرض لها المدنيون الأبرياء في السودان نتيجة هذا الصراع. وقد اتهمت المقاتلين بممارسة قسوة وعنف مروع تجاه السودانيين العزل منذ بدء الحرب في 15 أبريل 2023.

كما أشارت السفيرة دوروتي شيا إلى أن هذا الصراع الوحشي تحول إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم، حيث يعاني 638,000 سوداني من أسوأ مجاعة في تاريخ السودان الحديث، وهناك أكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من القتلى. وأشارت إلى الحصار المستمر من قبل قوات الدعم السريع على الفاشر ومعاناة المدنيين المحاصرين من قبل الجماعات المسلحة.

كما وجهت نائبة مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الاتهام لقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بقتل المدنيين بشكل منهجي، بما في ذلك الرجال والفتيان وحتى الرضع، على أساس عرقي، واستهداف النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي الوحشي. كما قامت هذه الميليشيات باستهداف المدنيين الفارين، وقتلت الأبرياء الذين هربوا من النزاع، ومنعت المدنيين المتبقين من الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة.

 

القوات المسلحة ليست ممثلا موثوقا للسودان

اتهمت السفيرة دوروتي شيا القوات المسلحة السودانية بارتكاب جرائم حرب من خلال هجمات قاتلة ضد المدنيين، بما في ذلك قصف مكثف للبنية التحتية المدنية مثل المدارس والأسواق والمستشفيات. كما اتهمتها بارتكاب أعمال تعذيب وإعدامات دون محاكمة. وحملت المندوبة الأمريكية القوات المسلحة السودانية مسؤولية الحصار المتواصل لوصول المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن ذلك نتيجة للاعتداءات المتكررة على البنية التحتية المدنية والهجمات على المدنيين، مما تسبب في معاناة لا تُحتمل للمجتمعات الضعيفة، واعتبرت ذلك دليلاً على عدم موثوقية القوات المسلحة السودانية كممثل لجمهورية السودان.

عدم الإفلات من العقاب

أكدت السفيرة دوروتي شيا على أهمية محاسبة الأفراد المسؤولين عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبت في السودان، مشيرة إلى أن العديد منهم لا يزالون طلقاء رغم مرور أكثر من عشرين عامًا على تلك الأحداث. وأشارت إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل عاجل لتقديم هؤلاء الأفراد إلى العدالة، حيث أن عدم تحقيق المساءلة على مدى عقود يعد أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار الصراعات في المنطقة.

وأوضحت السفيرة شيا أن المسؤولين عن الجرائم الدولية المزعومة قد استغلوا الظروف المتقلبة التي تعيشها البلاد لحماية أنفسهم من المساءلة، مما أدى إلى تفشي العنف العرقي والجنساني، كما ورد في التقرير الذي تم تقديمه اليوم. وأكدت على ضرورة أن تتخذ الدول خطوات فعالة لدعم جهود جمع الأدلة وتحليلها، لضمان تقديم الجناة إلى العدالة.

في ختام حديثها، دعت السفيرة دوروتي شيا المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده في هذا المجال، مشددة على أن تحقيق العدالة والمساءلة هو أمر حيوي لاستقرار السودان ومنع تكرار مثل هذه الفظائع في المستقبل. وأشارت إلى أن العمل الجماعي والتعاون الدولي سيكونان ضروريين لتحقيق هذا الهدف، مما يسهم في بناء مستقبل أكثر أمانًا وسلامًا للبلاد.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا

تعليقات

  • ليت الإدارة الامريكيه تكون نزيهة لا تتكلم حسب مصالحها وتكون جادة فعلا في مساعدة شعب السودان في تحقيق أمنه واستقراره ومحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم قانونيه وسياسيه وعسكريه في حقه .عندها سيكون من اول شعوب المنطقة تطورا.

    • لا ادري ناس الصفحة كيف سمحوا ليك بإرسال هذه الألفاظ للقاريء
      لما يكون عندك مصطلحات تفيد القراء عندها اكتبي ي…….