تستيقظ امونة ادم في الصباح الباكر عندما تشرق الشمس، وتقوم بتحضير الشاي والقهوة لأبنائها وبناتها. هذا النشاط جزء من روتينها اليومي مع عائلتها، استعداداً للذهاب إلى الحقول للعمل في الزراعة.
تُعد الزراعة الحرفة الرئيسية لسكان ولاية القضارف، إذ يعتمدون عليها بشكل أساسي لتأمين الغذاء وجني الأموال من منتجاتها لتلبية احتياجات الحياة اليومية.
دعم الاتحاد الأوروبي
حصلت أمونة على منحة قدرها 10 كيلوغرام من بذور محصول الذرة المقدمة من الاتحاد الأوروبي، وذلك في إطار مشروعات الدعم للسودانيين خلال فترة الحرب. وقد ساعدت هذه المنحة في تحقيق إنتاج جيد، حيث عبَّرت الأم عن رضاها حيال الناتج.
دور الأبناء في الزراعة
ترافق ملاذ وسحر ورندا، زهرات أمونة، والدتهن في جميع الأوقات. وشاركوا في جميع العمليات الزراعية خلال فصل الخريف، بدءًا من تنظيف الأرض حتى الحصاد، وتطلب العمل بعد الزراعة إجراءً يعرف محليًا بـ”الكديب”، وهو تنظيف الأعشاب من الأحواض الزراعية.
مع إغلاق الجامعات بسبب الحرب، تقضي ملاذ وسحر معظم وقتهما في متابعة الزراعة والقيام بالأعمال المطلوبة. في حين أن رندا، الأخت الكبرى، تتولى إعداد الطعام والإشراف عليه أثناء غياب الأم وبناتها، ثم تلتحق بهن للمساعدة في الزراعة.
الأسرة والانتاج المتوقع
تتكون أسرة أمونة من سبعة أفراد، بما في ذلك زوجها وخمسة بنات وولدين.
تُزرع المنطقة الصغيرة التي تمتلكها والتي تبلغ 5 فدادين، بحيث تتضمن 3 فدادين لمحصول الذرة باستخدام المنحة من الاتحاد الأوروبي، فيما تُزرع بقيتها بمحصول الفول السوداني. تعبر أمونة عن توقعاتها بشأن الإنتاج، مشيرة إلى أن الكمية المتوقعة قد تصل إلى ما بين 15-20 جوال ذرة.
الأمل في الأمن والسلام
تعتبر أمونة أن هذا الإنتاج سيساعد أسرتها كثيراً، إذ يعتمدون عليه في غذائهم ويبيعون جزءاً منه لتغطية نفقات تعليم الأبناء وتوفير المستلزمات الغذائية الأساسية. تطمح أمونة إلى تطوير زراعتها البسيطة، حيث تأمل في توسيع مزرعتها من 5 إلى 10 فدادين.
كما تتمنى أمونة أن يسود الأمن والسلام في البلاد، وتعمل على توفير الدعم لها ولرفيقاتها من المزارعات من خلال جمعياتهن الزراعية. وقد قام الاتحاد الأوروبي بتمويل آليات زراعية لشبكات المزارعين الصغار في القضارف عبر منظمتي (ZOA) و **(GiZ)**، مما ساعد هذه الشبكات على تحقيق إنتاجية عالية وتطوير مهارات المزارعات.
تستمر أمونة وعائلتها في مسيرتهم الزراعية، راجين أن يُترجم دعمهم إلى واقع أفضل لهم وللمجتمع الزراعي في ولاية القضارف.