شهدت مدينة الفاشر في شمال دارفور يوم الأربعاء هجومًا عنيفًا من قبل قوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل أحد حراس الوالي المكلف حافظ بخيت وإصابة عدد من العسكريين اضافة الى حرس الوالي. وفقًا لمصادر محلية، فإن هذا الهجوم يُعتبر من الأعنف الذي تشهده المدينة، حيث تمكنت القوات المهاجمة من الوصول إلى مشارف ميدان “النقعة”، الذي يقع بالقرب من مقر قيادة الجيش.
وأفاد شهود عيان لموقع “دارفور24” بأن الهجوم كان منسقًا بشكل جيد، حيث قامت قوات الدعم السريع بقصف قيادة الجيش في الفرقة السادسة بالإضافة إلى المنزل الرئاسي. هذا القصف أدى إلى وقوع إصابات في صفوف العسكريين، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة. يُذكر أن الفاشر كانت قد شهدت في السابق توترات أمنية، لكن هذا الهجوم يُعتبر تصعيدًا خطيرًا في الأوضاع الأمنية.
أفاد مصدر عسكري رفيع المستوى من قيادة الفرقة السادسة، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لموقع “دارفور24″، بأن القوات المسلحة بالتعاون مع القوة المشتركة المدعومة من سلاح الجو، تمكنت من إحباط هجوم قوات الدعم السريع بعد معركة عنيفة استمرت لأكثر من أربع ساعات. وأوضح المصدر أن القوات المسلحة قامت بتنفيذ كمين محكم، مما أسفر عن تكبيد قوات الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية.
وأشار المصدر إلى أن الهجوم تم عبر المحور الجنوبي الشرقي، حيث تمكنت قوات الدعم السريع من الوصول إلى أطراف السوق الكبير قبل أن يتم صدها بشكل فعال. وأكد أن القوات المسلحة استطاعت الحفاظ على مواقعها السابقة، كما أنها بدأت في التوسع نحو مواقع جديدة في المحور الجنوبي الشرقي صباح اليوم الخميس.
في سياق متصل، كشف مختبر البحوث الإنسانية التابع لكلية الصحة العامة في جامعة بيل الأمريكية في بداية الأسبوع الجاري، عن تعرض مقر قيادة الفرقة السادسة مشاه في الفاشر لأضرار كبيرة. وتستمر قوات الدعم السريع في تطويق المدينة من الاتجاهين الشرقي والغربي، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة ويعكس التوترات المستمرة بين الأطراف المتنازعة.