اخبار الاقتصاد السودان عاجل

برنامج الغذاء العالمي : النقص الحاد بالسيولة النقدية أدى إلى تأخير عمليات توزيع المساعدات في السودان

مصدر الخبر / السودان نيوز

أعلن برنامج الغذاء العالمي أن قافلة مساعدات إنسانية قد وصلت إلى دارفور هذا الأسبوع، بعد تأخير دام ستة أسابيع منذ مغادرتها معبر أدرى. هذا التأخير الطويل جاء نتيجة للاحتجاز المتكرر الذي تعرضت له القافلة من قبل قوات الدعم السريع، مما أثر بشكل كبير على الجدول الزمني المعتاد لتوزيع المساعدات.

في التفاصيل، أوضح البرنامج أن الرحلة التي كان من المفترض أن تستغرق أسبوعين كحد أقصى، استغرقت وقتًا أطول بثلاث مرات. بعد عبور القافلة حدود أدري في منتصف ديسمبر، واجهت حوالي 40 شاحنة إنسانية احتجازًا من قبل المسؤولين المحليين التابعين لقوات الدعم السريع، حيث استمر هذا الاحتجاز لمدة تقارب الثلاثة أسابيع. وقد تطلب الأمر الحصول على موافقات جديدة وإجراء عمليات تفتيش إضافية، مما أدى إلى إعادة توجيه القافلة إلى منطقة أخرى تعاني من خطر المجاعة.

عند وصول القافلة إلى وجهتها، واجهت مرة أخرى احتجازًا من قبل قوات الدعم السريع، التي قدمت مطالب إضافية. ورغم هذه التحديات، تمكنت القافلة أخيرًا من الوصول إلى وجهتها في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما يسلط الضوء على الصعوبات الكبيرة التي تواجهها جهود الإغاثة الإنسانية في المنطقة.

أكد أليكس ماريانيللي، القائم بأعمال مدير مكتب السودان، أن هناك تقدمًا ملحوظًا في جهود توصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق النائية خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ومع ذلك، أشار إلى أن هذه الجهود لا يمكن أن تكون مجرد أحداث عابرة، بل يجب أن تتسم بالاستمرارية. وأوضح أن هناك حاجة ملحة لتوفير تدفق دائم من المساعدات للأسر التي تعاني في المناطق الأكثر تضرراً، والتي غالبًا ما تكون صعبة الوصول إليها.

منذ بداية حملة المساعدات الغذائية الواسعة في أواخر عام 2024، استطاع برنامج الأغذية العالمي الوصول إلى مناطق نائية، مثل مخيم زمزم في شمال دارفور وجنوب الخرطوم وغبيش في غرب كردفان. وفي يناير، تمكن البرنامج من إيصال المساعدات إلى ود مدني في ولاية الجزيرة بعد أن أصبحت المدينة آمنة بما يكفي لاستقبال شاحنات المواد الغذائية. وقد استفاد أكثر من 2.5 مليون شخص شهريًا من المساعدات الغذائية والتغذوية في الربع الأخير من عام 2024، حيث كانت هذه المساعدات ضرورية للعديد منهم لأول مرة منذ بداية النزاع.

ومع ذلك، لا تزال المعارك العنيفة والقيود التعسفية المفروضة على القوافل الإنسانية تعرقل جهود توصيل المساعدات بشكل فعال. هذه العوامل تؤثر سلبًا على قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم الدعم السريع والمستمر، مما يزيد من معاناة السكان الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة.

أعلن برنامج الأغذية العالمي أن النقص الحاد في السيولة النقدية قد أدى إلى تأخير عمليات توزيع المساعدات الغذائية، سواء النقدية أو العينية، لأكثر من 4 ملايين شخص لمدة تجاوزت الشهر. وأوضح البرنامج أن عدم توفر الأوراق النقدية الكافية قد أثر سلبًا على قدرة الحمالين في تحميل الشاحنات، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني. ومع ذلك، أشار إلى أن الجهود الأخيرة التي بذلها البنك المركزي السوداني ووزارة المالية قد أسهمت في تخفيف حدة الأزمة وزيادة توفر السيولة النقدية، مما سمح باستئناف عمليات برنامج الأغذية العالمي بشكل تدريجي.

في سياق متصل، دعا برنامج الأغذية العالمي جميع الأطراف المعنية في السودان إلى إزالة الحواجز والعقبات غير الضرورية التي تعيق الاستجابة الإنسانية الشاملة لأزمة الجوع المتفاقمة. وأكد على أهمية احترام حياد واستقلال العاملين في مجال الإغاثة، مشددًا على ضرورة ضمان مرور المساعدات الإنسانية بشكل آمن إلى المناطق التي تعاني من صعوبة الوصول، والتي تواجه خطر المجاعة. هذه الدعوات تأتي في وقت حرج حيث تتزايد الاحتياجات الإنسانية بشكل ملحوظ.

يواجه السودان حاليًا وضعًا إنسانيًا مأساويًا، حيث يعاني حوالي 24.6 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف سكان البلاد، من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. وتوجد سبعة وعشرون موقعًا في مختلف أنحاء السودان إما في حالة مجاعة أو معرضة لخطر المجاعة، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وفعال.

 

عن مصدر الخبر

السودان نيوز

السودان نيوز – وجهتكم الموثوقة للحصول على أحدث وأهم الأخبار السودانية خدمة إخبارية متميزة نقدمها من موقع أخبار السودان، حيث نسعى لتغطية الأحداث المحلية التي تهم المواطن السوداني. السودان نيوز تهدف توفير المعلومات الدقيقة والشاملة، تقديم محتوى إعلامي يعكس صوت الشعب السوداني.