اعتبر خبراء ومحللون سياسيون أن جماعة “الإخوان المسلمين” في السودان قد أظهرت منذ بداية النزاع المسلح في البلاد انحيازًا واضحًا للجيش السوداني، مشيرين إلى أن هذه الجماعة لا تؤمن بمبدأ تداول السلطة. وقد أشار هؤلاء الخبراء إلى أن موقف “الإخوان” يعكس رغبتهم في السيطرة على المشهد السياسي، مما يثير مخاوف من تفاقم الأوضاع في البلاد.
ولفت المحللون إلى أن “الإخوان” قد اتخذوا من الجيش السوداني درعًا لهم، مما أدى إلى وضع البلاد على حافة الانقسام. وأكدوا أن الجماعة تواصل نشر خطاب الكراهية والتحريض ضد قوات “الدعم السريع”، التي تساند التحول الديمقراطي، مما يزيد من حدة التوترات في الساحة السياسية. هذا التوجه يعكس استراتيجية “الإخوان” في الحفاظ على نفوذهم من خلال استمرار الصراع.
في سياق متصل، أوضح الخبراء أن قوات “الدعم السريع” تمثل عقبة رئيسية أمام عودة “الإخوان” إلى الحكم، حيث تساند هذه القوات مطالب الانتقال الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة وفق قولهم . وقد أدى هذا الوضع إلى تبني “الإخوان” الحل العسكري كخيار وحيد للتخلص من قوات “الدعم السريع” وإخضاع الشعب بالقوة، مما يعكس تصعيدًا خطيرًا في الصراع السياسي والعسكري في السودان.
منذ بداية الحرب المستمرة في السودان، أعلن الإخوان دعمهم للجيش السوداني بعد أن تبنى قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، مشروعهم السياسي، وتخلى عن اتفاق كان يهدف إلى استعادة الحكومة المدنية وتفكيك نظام البشير. وفي الوقت نفسه، دعمت قوات الدعم السريع “الاتفاق الإطاري” الذي وُقع مع القوى المدنية التي أسقطت النظام السابق.
بضاعة كاسدة
اعتبر المحلل السياسي داوود خاطر أن جماعة الإخوان المسلمين لا تستطيع الاستمرار بعيدًا عن السلطة، مشيرًا إلى عدم إيمانهم بمبدأ تداول السلطة، وهو ما يتضح من تجربتهم خلال فترة حكم الرئيس المخلوع عمر البشير. وأوضح خاطر في حديثه لـ”إرم نيوز” أن الإخوان، عندما واجهوا ثورة الشعب ضدهم في أواخر عام 2018، حاولوا التلاعب بمشاعر المواطنين من خلال تغيير استراتيجيتهم، حيث أعلنوا عن دعم لجنتهم الأمنية للاحتجاجات وعزل البشير من الحكم كوسيلة للبقاء في السلطة.
وأشار خاطر إلى أن محاولات الإخوان لخداع المحتجين باءت بالفشل، حيث استمر المعتصمون في اعتصامهم أمام قيادة الجيش حتى تحقيق مطالبهم بتسليم السلطة للمدنيين. هذا الضغط الشعبي أجبر الإخوان على استخدام القوة لفض الاعتصام والانقلاب على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ومع ذلك، فإن الشعب السوداني لا يزال يرفضهم حتى مع اندلاع الحرب الحالية.
وأكد خاطر أن الإخوان استخدموا شتى أساليب الخداع للتلاعب بمشاعر الشعب السوداني خلال هذه الحرب، سعياً لكسب تأييدهم ضد قوات الدعم السريع. وأوضح أنهم كانوا يمتلكون قوة أمنية وعسكرية تمكنهم من فرض سيطرتهم بالقوة، وكانوا سيستمرون في ذلك بعد عزل البشير لولا خروج قوات الدعم السريع عن صفهم، مما زاد من تعقيد الوضع السياسي والأمني في البلاد.
وقال خاطر إن وجود قوات الدعم السريع كقوة مسلحة تدعم قضايا التحول المدني الديمقراطي يشكل عائقًا أمام عودة الإخوان إلى الحكم، مما يدفعهم للاستمرار في الحرب، حيث يستمرون في استقطاب الناس بشعارات مضللة مثل “حرب الكرامة” واتهامهم لقوات الدعم السريع بأنهم “عرب شتات”.
ووصف خاطر الإخوان بأنهم مجموعة ماكرة ومجرمة تتلاعب بأرواح الناس لتحقيق أهدافها السلطوية، مضيفًا أنهم يكذبون ويحتالون ويقتلون كل ذلك تحت ستار الدين. وأشار إلى أنهم خلال فترة حكمهم على عهد البشير، سعوا للتحكم في الشعب من خلال نشر الكراهية والفوضى بين القبائل والمجموعات السكانية، وإشعال النزاعات العرقية في دارفور وكردفان لمنع توحد السكان هناك للمطالبة بمزيد من السلطة.
وأكد خاطر أن جماعة الإخوان لا تزال تفعل الشيء ذاته حاليًا من خلال تحريض بعض القبائل في دارفور وكردفان ضد قوات الدعم السريع. ودعا السودانيين إلى الانتباه لمخططات الإخوان التي وصفها بالضيقة، وبناء دولة وطنية سياسية تستوعب الجميع، موضحًا أن مشروع الإخوان لا يقبل بوجود الآخرين، حيث يعتبرون أنفسهم حكامًا بأمر الله، وأن من يعارضهم كافر ومعارض لمشيئته.
التقسيم والتشظي
اعتبر المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن لتدخل في صراع مع قوات الدعم السريع لولا أن هذه القوات خرجت عن سيطرتهم وأصبحت تشكل عائقًا أمامهم في الوصول إلى السلطة. وأشار إلى أن هذا الصراع يعكس حالة من الفوضى السياسية التي تعيشها البلاد، حيث يسعى الإخوان إلى استعادة نفوذهم من خلال إثارة الفتن والتحريض على الكراهية.
وفي حديثه لموقع “إرم نيوز”، حذر جمعة من تصاعد نشاط الإخوان في الآونة الأخيرة، والذي يعتمد على نشر خطاب الكراهية والتحريض، مما قد يؤدي إلى تفتيت البلاد وتقسيمها. وأكد أن هذه الأنشطة لا تهدف فقط إلى زعزعة الاستقرار، بل تسعى أيضًا إلى خلق انقسامات عميقة بين مختلف المكونات الاجتماعية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي.
كما أشار جمعة إلى الحملة الإعلامية التي تقوم بها غرف الإخوان لتشويه الحقائق، خاصة بعد مقتل أحد القادة البارزين في قوات الدعم السريع. حيث استغلت الجماعة الحادثة لتأجيج الفتنة بين القبائل، مروجة لرواية مغلوطة حول مقتل الجنرال جلحا رحمة، رغم أنه سقط نتيجة ضربة جوية من الجيش. وأكد أن الحل للأزمة السودانية لا يمكن أن يتحقق من خلال الحسم العسكري، بل يتطلب حوارًا شاملًا يحقق مطالب الشعب التي نادى بها خلال الاحتجاجات ضد النظام السابق.
لم اجد سفاههة في الطرحح اكبرر من محرري ارم الوهم المنحازون للكذب الرافضون للحق والحقيقة . مقققال يمثثل التفاااهة في معناااها الاصلي
لقد قلناها سابقا ان الجماعة لا تفهم لغة القانون والواجب مواجهتها باللغة التي تفهمها وقد تعاملت معها الشعوب في دول أخرى بنفس لغتها مما أدى للقضاء عليها والتخلص من شرها .
خبراء في الفتنة فقط … موتوا بغيظكم
انت لو ما معنى عليك منو هسي صاحب الفتن .جماعتك والا الغير .