احدثت التصريحات التي أدلى بها الفريق حميدتي، قائد قوات الدعم السريع، حول إعلان الجيش إنهاء حصار القيادة العامة وسيطرته على معظم محلية بحري، موجة من ردود الفعل المتباينة بين السودانيين. حيث اعتبر الكثيرون أن هذه التصريحات تعكس تصعيدًا في التوترات العسكرية بين القوات المختلفة في البلاد، مما يزيد من القلق بشأن الوضع الأمني والإنساني في السودان.
في تسجيل مصور، هدد حميدتي بشن هجوم وشيك على مواقع حيوية تابعة للجيش السوداني، مشيرًا إلى نية قواته لاستعادة السيطرة على تلك المواقع. وأكد في خطابه أن هناك مناطق معينة يرغبون في تحريرها، وأن القادة الميدانيين سيقومون بإبلاغ الجمهور بالتفاصيل، دون الكشف عن ذلك عبر وسائل الإعلام. كما أشار إلى نجاح قواته في طرد الجيش من مناطق مثل الخرطوم والمقرن وبنك السودان، مع تأكيده أن هذه المرة ستكون الأمور مختلفة.
من جهة أخرى، انتقد اللواء معاش الدكتور خليل الصائم تصريحات حميدتي، مشددًا على أن الجيش السوداني يسيطر حاليًا على جميع المناطق الاستراتيجية في بحري والجزيرة. وأكد أن التقليل من قدرة الجيش على السيطرة يعكس عدم فهم دقيق للوضع العسكري، مما يثير تساؤلات حول نوايا قوات الدعم السريع في ظل هذه الظروف المتوترة.
وأوضح في مقابلة مع راديو دبنقا أنه لم يتبقَ لقوات الدعم السريع إلا جيوب محدودة في الخرطوم والنيل الأبيض والجزيرة، وتوقع أن تتحرك القوات المسلحة نحو دارفور بعد تمكنها من السيطرة على أم روابة يوم الخميس، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة قد جندت عددًا كبيرًا من الجنود وستتمكن من هزيمة الدعم السريع في دارفور.
وفيما يتعلق بالشائعات حول انسحاب الدعم السريع نحو دارفور وكردفان وتأثيره على تقسيم البلاد، أكد اللواء خليل الصائم أن هذه مجرد أكاذيب، وأن الدعم السريع لن يستطيع السيطرة على الفاشر أو الصمود في دارفور، متهماً ما أسماه بالحاضنة السياسية بالترويج لهذه الأفكار.
كما هدد حميدتي في خطابه المصور بملاحقة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وتقديمه للمحاكمة، قائلًا: “سوف تُحاكم أنت ومن معك، الشعب سوف يحاكمكم، وسنجعل الأمر في متناول يدكم” مضيفا أن المتظاهرين يمثلون جزءاً من الشعب ولكنهم مستفيدون وأصحاب امتيازات تاريخية. وكشف حميدتي أيضًا عن معرفته بتحركات الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، مشيراً إلى أنهم يتابعونه ويعرفون مكان إقامته.
في هذا السياق، قال الصحفي والمحلل السياسي عثمان فضل الله إن خطاب حميدتي من الناحية العسكرية حمل إشارات معينة، أهمها الاعتراف بخسارة قوات الدعم السريع لمواقع مهمة مثل القيادة العامة وسلاح الإشارة، مضيفاً أن الخطاب لم يتضمن أي خطط عسكرية واضحة للمستقبل، بل ركز على أهمية السيطرة على مناطق نوعية قد تشمل مواقع لم تتمكن الدعم السريع من السيطرة عليها من قبل.
وأكد عثمان أن الخطاب من الناحية السياسية لم يقدم جديدًا، ولم يتم الإشارة إلى الحكومة المرتقبة في مناطق الدعم السريع، كما أنه لم يتناول العقوبات المفروضة على البرهان وعلاقته بقوى التقدم. واعتبر أن حديث حميدتي عن وجود طابور خامس في صفوف قواته يعد تحولًا كبيرًا على صعيد المعارك، مما يدل على ضعف قواته، مشدداً على أن الخطاب في المجمل لم يحمل جديدًا.