أصدرت منظمة أطباء بلا حدود معلومات مقلقة حول نتائج فحوصات سوء التغذية في مناطق متفرقة بالسودان، محذرةً من تفاقم الوضع خلال موسم الأمطار المقبل. وأكدت المنظمة على أهمية اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت الحالي لتجنب الكارثة.
الوضع في شمال دارفور
تعاني مدينة الفاشر في شمال دارفور من حصار قاسي تفرضه قوات الدعم السريع، مما تسبب في تجويع السكان ومنعهم من الوصول إلى المساعدات الحيوية.
في ديسمبر 2024، قامت فرق المنظمة بفحص أكثر من 9,500 طفل دون سن الخامسة أثناء توزيع الأغذية العلاجية في محلية طويلة.
النتائج المقلقة:
الفئة | النسبة |
---|---|
سوء التغذية الحاد | 35.5% |
سوء التغذية الحاد الشديد | 7% |
في سبتمبر الماضي، أظهرت حملة التطعيم في مخيم زمزم أن 34% من أصل 29,300 طفل فحصوا يعانون من سوء التغذية الحاد.
منذ بداية ديسمبر، كانت الغارات والقصف المتكرر عقبة أمام قدرة فريق المنظمة على إجراء المزيد من التقييمات، مما يهدد بتفاقم مستويات سوء التغذية في المنطقة.
الوضع خارج دارفور
تسجل فرق أطباء بلا حدود معدلات مقلقة من سوء التغذية في المناطق الخارجية لدارفور، حيث لجأ النازحون أو بالقرب من مناطق النزاع.
ففي أم درمان، بولاية الخرطوم، أجرت المنظمة مسحًا غذائيًا أثناء مشاركتها في حملة تطعيم الأطفال في أكتوبر 2024. وأظهرت النتائج أن 7.1% من الأطفال الذين خضعوا للفحص يعانون من سوء التغذية الحاد.
تؤكد منظمة أطباء بلا حدود أن التأخير في اتخاذ الإجراءات العاجلة يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية، ويشددون على ضرورة العمل الفوري لإنقاذ الأرواح وحماية الأطفال من تداعيات سوء التغذية المتزايد في السودان.
أطفال ونساء يعانون من سوء التغذية في نيالا
تكشف معلومات أطباء بلا حدود أن مشكلة سوء التغذية لا تقتصر على الأشخاص القريبين من مناطق النزاع فحسب، بل تؤثر أيضًا على سكان المدن الأكثر استقرارًا مثل مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور. ففي أكتوبر 2024، أظهرت الفحوصات أن 23% من الأطفال دون سن الخامسة الذين تم فحصهم في المراكز التي تدعمها المنظمة في نيالا والمناطق المحيطة بها يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد. كما أن سوء التغذية الحاد كان منتشرًا بين 26% من النساء الحوامل والمرضعات في مرفقين تدعمهما أطباء بلا حدود، حيث زاروا تلك المرافق طالبين الرعاية الطبية.
في ظل نقص توزيع المواد الغذائية من قِبل برنامج الأغذية العالمي، بدأت منظمة أطباء بلا حدود عملية توزيع للمواد الغذائية في جنوب دارفور في ديسمبر 2024، حيث قدمت مؤنًا تكفي لشهرين لحوالي 30,000 شخص. دعوة للمانحين
توجه منظمة أطباء بلا حدود نداءً إلى المانحين الدوليين والأمم المتحدة والأطراف المتنازعة في السودان وحلفائهم للتحرك بشكل عاجل لتجنب المزيد من الوفيات التي يمكن تجنبها بسبب سوء التغذية في السودان، حيث يُتوقع أن يزداد الوضع الصعب في البلاد هذا العام بحسب أطباء بلا حدود.يعيش نصف سكان السودان (حوالي 24.6 مليون شخص) تحت وطأة انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم 8.5 ملايين شخص يواجهون حالات طوارئ أو ظروف مشابهة للمجاعة، وذلك وفقًا لأحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
في هذا السياق، يوضح مدير عمليات أطباء بلا حدود، ستيفان دويون، “على الرغم من هذه المناشدة الجديدة، إلا أن الجهود الإنسانية والدبلوماسية المبذولة لتوفير المساعدات لم تكن كافية لتلبية الاحتياجات. ومن أجل تقديم الحصص الغذائية الشهرية فقط للأشخاص الذين يعيشون في أصعب الظروف، يحتاج الأمر إلى تأمين 2,500 شاحنة مساعدات شهريًا، بينما عبرت حوالي 1,150 شاحنة فقط إلى دارفور بين شهري أغسطس وديسمبر.”
تقول منسقة الطوارئ في أطباء بلا حدود، مارسيلا كراي، المتحدثة من نيالا في ولاية جنوب دارفور: “إن العمل في بعض مناطق السودان قد يكون صعبًا، لكنه بالتأكيد ممكن، وهذا ما يتوجب على المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة القيام به.”
وتقول: “لم يتم بعد استكشاف الخيارات مثل وسائل النقل الجوية في المناطق السهلة الوصول، وكذلك في المناطق الوعرة مثل شمال دارفور. فالتقاعس عن التحرك يُعتبر خيارًا، لكنه خيار يؤذي الناس.”لقد تم الاعتراف بوجود أزمة سوء تغذية منذ فترة طويلة، حيث أصدرت الأمم المتحدة تحذيراً في أكتوبر تفيد بأنه “لم يسبق في التاريخ أن عانى هذا العدد الكبير من الناس من الجوع والمجاعة كما هو الحال في السودان اليوم”.
سوف تتعقد عملية نقل الإمدادات خلال موسم الأمطار وفترة الجوع القادمة، حيث سيكون من المستحيل السير على الطرق الترابية المغمورة بالمياه. لذا، يجب البدء في عملية استجابة إنسانية شاملة الآن، تتضمن زيادة كبيرة في التمويل والقدرات اللوجستية المتاحة، بالإضافة إلى تأمين إمدادات الغذاء وتجهيز مخزون غذائي في تشاد والدول المجاورة.
تدعو منظمة أطباء بلا حدود وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول المانحة والحكومات المؤثرة إلى اتخاذ جميع الخيارات المتاحة، بما في ذلك استخدام الطرق الجوية، لدعم الطرق البرية واستبدالها عند الحاجة.
تقول المنظمة إن الشروط البيروقراطية المفروضة من قبل الأطراف المتنافسة تشكل عائقًا أمام قدرة المنظمات الدولية على الوصول إلى المحتاجين وتقديم الخدمات لهم. بدلاً من تلبية الاحتياجات الملحة في الوقت المناسب، تقوم الأطراف المتحاربة بتأخير إصدار التصاريح الضرورية أو ترفضها تمامًا. هذا يعيق أنشطة أطباء بلا حدود في جنوب دارفور، حيث تظل شاحنات المساعدات عالقة في تشاد في انتظار الحصول على أذونات الحركة من قوات الدعم السريع ومكاتبها. كما تم تأجيل عملية توزيع المواد الغذائية مؤخرًا في جنوب دارفور بسبب رفض منح المنظمة التصاريح اللازمة للسفر.طالبت الأطراف المتنازعة بالسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى الناس دون أي عقبات، ويجب أن يُشترط ذلك بتوفير المساعدات المنقذة للحياة للأشخاص المحتاجين، بدلاً من الاعتماد على بيانات تروج لإجراءات جزئية لا تعكس الواقع. وتناشد منظمة أطباء بلا حدود الأطراف المتنازعة وحلفاءها والدول ذات النفوذ للعمل من أجل تخفيف العقبات التي تؤدي إلى الوفيات والمعاناة.