السودان الان السودان عاجل

خبراء : إيران تقترب من فرض سيطرتها الكاملة على الجيش السوداني

مصدر الخبر / ارم نيوز

أشار خبراء إلى أن إيران تقترب من تحقيق سيطرتها الكاملة على الجيش السوداني، وذلك في ظل عودة حلفائها من جماعة الإخوان المسلمين إلى الساحة السياسية بقوة، مما يمنحهم القدرة على التحكم في مجريات الحرب المدمرة التي تعصف بالبلاد. هذه التطورات تأتي في وقت حساس، حيث تتزايد التوترات الداخلية في السودان، مما يفتح المجال أمام تدخلات خارجية قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل البلاد.

في تصريحات خاصة لوكالة “إرم نيوز”، أوضح الخبراء أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السوداني إلى إيران قد تمثل فرصة حاسمة لطهران لتعزيز نفوذها في السودان. يُتوقع أن يطلب المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، الدعم العسكري من إيران، مما قد يؤدي إلى تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين. هذه الخطوة قد تكون لها تداعيات كبيرة على الصراع القائم في السودان، حيث يمكن أن تؤدي إلى تصعيد النزاع أو حتى تغيير موازين القوى.

من جانبه، أعلن السفير السوداني بالإنابة لدى إيران، خالد إبراهيم الشيخ، أن وزير الخارجية السوداني سيقوم بزيارة إلى طهران لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. وأكد الشيخ أن إيران تعتبر دولة قوية، وأن النهج الدبلوماسي الذي تتبعه الحكومة الإيرانية الحالية يفتح آفاقًا جديدة للتعاون. كما أشار إلى أن العلاقات بين السودان وإيران كانت دائمًا جيدة على مدى العقدين الماضيين، معربًا عن أمله في أن تتعزز هذه العلاقات في ظل الظروف الراهنة.

وفي تعليقه على ذلك، أشار المحلل السياسي صلاح حسن جمعة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين، التي عادت لتظهر من جديد بعد اندلاع الحرب، تمكنت من جذب الجيش إلى التحالف مع إيران، مؤكدًا سيطرتهم على العلاقات بين الدولتين، وأن الدبلوماسيين السودانيين في إيران ينتمون إلى الجماعة الإسلامية.

أفاد جمعة، في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن مصالح الإخوان المسلمين في السودان كانت مرتبطة بإيران منذ فترة الرئيس السابق عمر البشير، الذي أنهى العلاقات معها في سنواته الأخيرة. وأوضح أن الجماعة استغلت حاجة الجيش للتسليح خلال هذه الحرب لتعيد العلاقة مع الدولة الفارسية.

ورجّح أن تكون الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السوداني إلى طهران منظمة من قبل الإخوان، بغرض تأمين الأسلحة لميليشياتهم التي تحارب إلى جانب الجيش السوداني.

وأشار إلى أن طهران تسعى، من خلال الاستفادة من حاجة الجيش السوداني للأسلحة والخبراء الذين يدربون عناصره على استخدام الطائرات المسيرة والأسلحة الأخرى، إلى تعزيز سيطرتها على ميناء البحر الأحمر.

وأشار إلى أن “التدخل الإيراني في السودان من خلال تزويد حكومة البرهان بالسلاح، وتدريب وتطوير كتائب الإسلاميين على الأسلحة المتقدمة، سيزيد من حدة الصراع الداخلي، وسيجرّ دول المنطقة إلى صراعات متنوعة”.

وأشار إلى أن البرهان لم ينجح في تحالفاته الدولية، مما جعله يرضخ للإخوان الذين هم على استعداد لاستسلام البلاد لإيران، التي يعتبرونها شريكًا استراتيجيًا يوفر لهم السلاح ويدرب عناصرهم من كتيبة البراء بن مالك.

استمرار الدعم الإيراني

من جانبه، أوضح المحلل السياسي عمر محمد النور أن التدخل الإيراني في السودان وSupportingها للجيش والميليشيات الإسلامية المتحالفة مع البرهان كان جليًا منذ بداية الصراع.

قال النور، في حديثه مع “إرم نيوز”، إن إيران كانت قد توسعت “ثقافيًا وعسكريًا” داخل السودان خلال فترة حكم الحركة الإسلامية، من خلال الحسينيات التي تروّج للمذهب الشيعي، بالإضافة إلى مصانع الأسلحة في الخرطوم التي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني، حسبما أفاد.

أشار إلى أن الحركة الإسلامية رأت في الصراع القائم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع فرصة لاستعادة روابطها مع إيران، التي انقطعت في السنوات الأخيرة من حكم عمر البشير.

وأشار النور إلى وجود تقارير تربط بين ميليشيا البراء بن مالك التابعة للحركة الإسلامية، التي تقاتل بجانب الجيش، وبين الحرس الثوري الإيراني.

وأضاف أن عناصر ميليشيا البراء بن مالك يتم إرسالهم إلى طهران لتلقي التدريب على استخدام الطائرات المسيّرة التي تتحكم في المعارك، مستندًا إلى مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر أحد ضباط الجيش وهو يعترف بأن مقاتلي “البراء” قد سيطروا على الطائرات المسيّرة.

السلاح الإيراني في الحرب السودانية

خلال الفترة الماضية، تم رصد تأثيرات استخدام أسلحة حارقة نتيجة الغارات الجوية التي شنتها القوات المسلحة السودانية في عدة مناطق من العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، في حين أفادت تقارير محلية بأن هذه الأسلحة من صنع إيراني.

قبل أسبوعين، أعلنت “غرفة طوارئ جنوب الحزام” عن مقتل أكثر من 20 فردًا حرقًا نتيجة غارات جوية شنها الجيش السوداني على منطقة السلمة الواقعة جنوب الخرطوم.

كان قد أعلِن في وقت سابق من قبل قوات الدعم السريع إسقاط طائرة “شاهد 129” الإيرانية في مدينة الخرطوم بحري، بعد استخدامها في قصف المناطق المدنية في مختلف أنحاء العاصمة السودانية.

ذكرت القوات في بيان لها أن نوع الطائرة التي تم إسقاطها يُظهر بشكل واضح كمية الإمدادات العسكرية التي تتلقاها قوات البرهان والحركة الإسلامية من إيران.

عن مصدر الخبر

ارم نيوز

تعليق