السودان الان السودان عاجل

موقع قطري : لبينة السودان.. هل يجاور غرب حميدتي شرق حفتر؟

مصدر الخبر / وكالات

مصدر التقرير \ عربي 21

في ظل المعارك الجارية في السودان وتقدم الجيش في العاصمة ومحيطها، بدأت الأحاديث تتناول محاولات قوات الدعم السريع بقيادة “حميدتي” لإنشاء حكومة موازية في الغرب تُنافس حكومة الخرطوم. وهذا الوضع يُشبه إلى حد كبير الظروف في ليبيا، حيث تنقسم البلاد بين الجنرال خليفة حفتر في الشرق وحكومة الوحدة في الغرب.

على الرغم من أن الفكرة تم طرحها في ديسمبر الماضي، إلا أنها تبدو الآن أكثر واقعية مع تراجع الدعم السريع تجاه الغرب، وفقًا لمصدر مطلع تحدث إلى “عربي21”.

حكومة موازية

قال المصدر إن سير المعركة نحو الغرب تجاه إقليم دارفور يجعل الفكرة أكثر واقعية، خصوصًا بعد الهزائم المتوالية في الخرطوم وأم درمان. وأوضح أن الغرب يمثل قاعدة شعبية لقوات الدعم السريع، نظرًا لأن حميدتي ينتمي إلى تلك المنطقة ويمتلك نفوذًا قبليًا فيها منذ أيام ميليشيا الجنجويد.

أدت الخطوة إلى حدوث انقسام داخل تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، التي تتضمن عدة كيانات، من بينها تيار رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك. حيث أعلنت لجان المقاومة في “تقدم” رفضها لأي إجراء يتعلق بتشكيل حكومة في الوقت الراهن.

قدمت “الجبهة الثورية”، التي تعد واحدة من العناصر البارزة في “تقدم”، اقتراحًا لتشكيل حكومة في المنفى خلال اجتماعات الهيئة القيادية للتحالف في شهر ديسمبر الماضي.

أكدت لجان المقاومة رفضها الثابت لإنشاء حكومة موازية في هذا الوقت، مشددة على أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تفاقم الانقسامات، وإطالة فترة الحرب، وتعقيد فرص الوصول إلى حل شامل وعادل.

أوضح البيان أن الشرعية الحقيقية لا يمكن أن تُستمد إلا من الشعب السوداني من خلال عملية سياسية مدنية ديمقراطية، مشيرًا إلى الانتقادات الموجهة لمحاولات فرض الأمر الواقع باستخدام القوة العسكرية أو الانحياز لأحد أطراف النزاع.

جددت لجان المقاومة دعوتها لجميع القوى الثورية والمدنية للتمسك بوحدة الصف، والعمل على إنهاء الحرب بوسائل سلمية. وأكدت التزامها بمقاومة الحرب والانقسام، وسعيها بكل الوسائل السلمية لتحقيق السلام الدائم، وبناء دولة مدنية تضمن حقوق جميع السودانيين.

يقول الكاتب السوداني خالد شمس الدين إنه لا يعتقد أن تشكيل حكومة في الغرب ممكن حاليًا، خاصة أن حميدتي لا يمتلك كيانًا سياسيًا يعتمد عليه بعد انسحاب “تقدم” ورفضها لهذه الفكرة.

لكنه أضاف قائلاً إن الأوضاع قد تتغير إذا تمكن حميدتي من تأكيد سيطرته بشكل جلي على إقليم دارفور، وزيادة خطوط الإمداد القادمة من تشاد والشرق الليبي.

أوضح في حديثه مع “عربي21” أن الجيش قادر على التقدم أكثر، وقد يتمكن حتى من استعادة دارفور، لكن ينبغي أولاً تطهير العاصمة بالكامل، ثم الانتقال للهجوم نحو الغرب.

تمكن الجيش السوداني خلال الأيام الأخيرة من إحراز تقدم ملحوظ في العاصمة الخرطوم، حيث استعاد السيطرة على مناطق استراتيجية كانت بيد قوات الدعم السريع، ومن أبرزها مقر القيادة العامة للجيش السوداني وقطاع الإشارة، بالإضافة إلى مناطق أخرى.

 

العودة للخرطوم

وأضاف: “بعد أن يسيطر الجيش على العاصمة وما حولها، سيقوم بإعادة المؤسسات السيادية من بورتسودان في شمال شرق البلاد، ثم يبدأ العمل من الخرطوم لاستعادة باقي المناطق عسكرياً، خصوصاً أن استعادة القيادة العامة وسلاح الإشارة تمثلان أهمية رمزية للجيش، في حين أنه ينتظر استعادة وزارة الخارجية وبعض الوزارات والمقار التي لا تزال تحت سيطرة الدعم السريع حتى الآن”.

توقع شمس الدين أن الأيام المقبلة ستشهد زيادة في الدعم المقدم لحميدتي من خلال حفتر، خاصة بعد سيطرة الروس على قاعدة السارة الواقعة بين الحدود التشادية والسودانية، حيث يمكن أن تمثل هذه السيطرة نقلة نوعية ودعماً لوجستياً جديداً لقوات الدعم السريع بسبب قربها من إقليم دارفور.

وقد أفادت صحيفة “سودان تربيون” أن قوات الدعم السريع بدأت في نقل معدات ثقيلة وأسلحة متطورة من قاعدة السارة، التي تقع على الحدود السودانية مع تشاد، إلى إقليم دارفور، وذلك قبل عدة أيام. ويأتي هذا التحرك في ظل انسحابات متكررة لقوات الدعم السريع من مناطق في العاصمة الخرطوم.

في بداية كانون الثاني/يناير 2025، ذكر ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السوداني، أن 25% من قوات الدعم السريع تتكون من مرتزقة جاؤوا من ليبيا تحت قيادة حفتر، بالإضافة إلى عناصر من تشاد ودول أخرى. وأوضح العطا أن هذه القوات تحظى بدعم مباشر من حفتر، بما في ذلك الأسلحة والمعدات.

في الجهة المقابلة، قام حفتر برفض هذه الاتهامات عدة مرات، حيث أعلن في يونيو 2024 خلال اجتماع مع قادة قواته أنه لا يساند أي طرف في السودان، مشددًا على أن قواته تلتزم بعدم التداخل في الشؤون الداخلية للدول.

في ديسمبر الماضي، أفادت التقارير بأن جنوداً من قوات “الدعم السريع” السودانية التي يقودها محمد دقلو المعروف بـ “حميدتي” قد فروا إلى مدن في ليبيا تخضع لسيطرة المشير خليفة حفتر.

وأكدت القوة المشتركة السودانية أنها استطاعت التصدي لهجمات المرتزقة ومقاتلي الجنجويد من قوات “الدعم السريع”، مما أدى إلى فرار بعضهم إلى الأراضي الليبية التي تقع تحت سيطرة “خليفة حفتر”. وأشارت إلى أنها تحقق الانتصار في صد هجوم مليشيا الجنجويد عندما حاولت التسلل من الحدود الليبية نحو مثلث الحدود الدولية بين السودان وليبيا وتشاد.

أكد بيان القوة المشتركة أن “دولة الإمارات كانت تستعد منذ عدة أشهر في شرق ليبيا لتنفيذ مثل هذه العمليات العسكرية؛ لإنقاذ قوات “حميدتي”، لكن تم إحباط هذه المحاولة اليائسة”، وفقاً لما ورد في البيان.

 

الإمارات.. هي المشترك

كما هو معروف، فإن قوات حفتر وحميدتي تتمتعان بدعم كبير من الإمارات، حيث تم تحت إشراف الإمارات فتح خط إمدادات بري وجوي من شرق ليبيا إلى الدعم السريع، مرورًا بمطارات تشاد، وبمساعدة روسية.

نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مصادر مطلعة أن حفتر، المدعوم من روسيا والإمارات، قام بإرسال شحنات من الذخيرة من ليبيا إلى السودان لتعزيز إمدادات الجنرال حميدتي. وأفاد الجيش السوداني بأن حميدتي يقوم بتجميع قوات كبيرة في قاعدة جوية شمالية استعداداً لاستقبال طائرة مساعدات عسكرية كبيرة من بعض الجهات الإقليمية.

أشارت الصحيفة إلى أن حميدتي كان قد قدم المساعدة لحفتر في محاولته الفاشلة للسيطرة على العاصمة الليبية في عام 2019.

عن مصدر الخبر

وكالات