في حادثة مأساوية هزت حي الجمهورية في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، كان خالد موسى يحيى يعمل خارج منزله لتأمين لقمة العيش لطفليه، عندما تعرض منزله لقصف جوي من قبل طائرات الجيش الحربي. هذه الغارة ليست الأولى من نوعها، حيث شهدت المنطقة سلسلة من الهجمات الجوية التي أدت إلى فقدان العديد من الأرواح وتدمير الممتلكات.
وفي حديثه مع “دارفور24″، روى خالد تفاصيل اللحظات المروعة التي عاشها يوم الاثنين الماضي، حيث كان يشاهد الطائرات الحربية تحلق في السماء دون أن يدرك أن تلك اللحظات ستغير حياته إلى الأبد. قال خالد بصوت مليء بالحزن: “كنت بعيدًا عن المنزل عندما بدأت الطائرات بإلقاء البراميل المتفجرة، ولم أكن أعلم أن تلك القنابل ستسقط على أطفالي”. وعندما عاد إلى منزله، كانت الصدمة أكبر من أن يتحملها، فقد وجد أن طفليه، مهند ومحمد، قد فقدا حياتهما.
تمثل قصة خالد واحدة من العديد من القصص المأساوية التي تعكس معاناة الأسر في دارفور، حيث فقدت العديد من الأسر أحباءها نتيجة القصف الجوي العشوائي. هذه الأحداث المأساوية تبرز الحاجة الملحة إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، حيث يعيش الناس في خوف دائم من الغارات الجوية التي تهدد حياتهم وأمنهم.
وأشار المواطن عبد الرحمن موسى لـ “دارفور24” إلى أن القصف المتكرر على نيالا يهدف إلى تهجير السكان.
وتساءل قائلاً: “إلى أين نذهب في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها سكان نيالا بسبب الحرب؟”
ارتفاع عدد القتلى
وقد ارتفع عدد القتلى نتيجة القصف الجوي المتواصل على مدينة نيالا خلال الأيام الخمسة الماضية إلى 55 قتيلاً، وفقًا لمصادر طبية وشهادات شهود عيان.
وحصلت “دارفور24” على بعض أسماء القتلى، من بينهم معتز يحي فضل وزوجته أنعام الساير، وتيسير صديق وأطفالها الأربعة، ونجم الدين السيد سائق الركشة، ومهند خالد، ومحمد خالد، والشيخ بلال، وعائشة تنقشية، ومنصور بابكر، وجوهر عبد المنعم مصطفى، والشيخ وزوجته أفراح، وسعيد شيشاي.
كما قُتل الأخوان منتصر وعثمان وموسي حرير في الغارات الجوية، بالإضافة إلى منتصر عادل، وتونة محمد، وهارون حامد، ونصر الدين أبكر حسن، وسليمان الطاهر، وكريمة آدم، وأبكر إبراهيم.
ولم تتمكن “دارفور24” من الحصول على جميع الأسماء بسبب احتراق الجثث المتناثرة في شوارع السينما والجمهورية قبل وصولها إلى المستشفيات والمراكز الصحية.
وذكر شهود عيان لـ “دارفور24” أن هناك 16 جثة تفحمت تمامًا في شارع السينما وسط المدينة، من بينهم 12 جثة داخل سيارة سفرية قادمة من مدينة الضعين، ولم يتم التعرف على هويتهم بعد أن اشتعلت النار في السيارة بسبب القصف الذي طال المنطقة.
وأحدث القصف دمارًا واسعًا للمنازل السكنية في أحياء النسيم والجمهورية والمصانع.
تفاصيل الغارات الجوية
وازدادت هجمات الطيران الحربي منذ صباح يوم الجمعة 31 يناير الماضي، حيث نفذت ثماني طلعات جوية جديدة على مدينة نيالا.
وقد أسقطت طائرة من طراز “إنتنوف 66” براميل متفجرة، حيث سقط عدد منها في أحياء مأهولة بالسكان مثل الجمهورية والسينما وحي الوادي وحي المطار والمصانع والمناطق الصناعية الجديدة.
ورصد مراسل “دارفور24” أن معظم أصحاب المحلات التجارية والمقاهي والصيدليات في وسط المدينة أغلقوا أبوابهم خوفًا من تجدد القصف.
واعتقلت قوات الدعم السريع عشرات المواطنين بتهم رفع إحداثيات للجيش، كما نشرت تعزيزات عسكرية وسيارات قتالية في وسط المدينة.