نفت حكومة جنوب السودان بشكل قاطع الاتهامات التي وجهها الجيش السوداني بشأن مشاركة مواطنين من جنوب السودان في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، أبوك أيول ميان، أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، مشيرة إلى أن الجنرال ياسر العطا يجب أن يتذكر تاريخ جيشه الذي يتسم بالارتزاق. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس حيث تتصاعد التوترات بين البلدين، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
وأوضحت ميان أن الواقع يشير إلى وجود مجموعات معارضة لنظام جوبا، والتي تقاتل بالفعل إلى جانب الجيش السوداني. من بين هذه المجموعات، ذكرت الجنرال توماس وقواته، بالإضافة إلى الجنرال جافور اليبايد والفريق أول إبراهيم الماظ دينق. تساءلت ميان عن سبب عدم ذكر ياسر العطا لهذه الشخصيات، مما يعكس عدم دقة المعلومات التي يتم تداولها حول الصراع القائم.
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المخاوف من تصاعد النزاع في المنطقة، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز موقفه. حكومة جنوب السودان تأمل في توضيح موقفها أمام المجتمع الدولي، بينما يستمر الصراع في التأثير على حياة المدنيين في كلا البلدين. من المهم أن يتم التعامل مع هذه المزاعم بحذر، حيث أن المعلومات المضللة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية وتزيد من حدة التوترات بين الجانبين.
في مؤتمر صحفي عُقد في جوبا، أعربت المتحدثة عن أسفها العميق تجاه التصريحات التي أدلت بها حكومة السودان بعد المذابح المروعة وغير المبررة التي تعرض لها مواطنون من جنوب السودان في ولاية الجزيرة خلال الشهر الماضي. وأكدت أن هذه التصريحات تعكس تجاهلاً صارخاً للمعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب الجنوبي، مشددة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
كما أشارت المتحدثة إلى واقعة حدثت في 20 يناير 2025، حيث تم بث لقطات فيديو للجنرال ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وهو يتحدث إلى قواته من موقع غير محدد. خلال هذا الخطاب، زعم العطا أن 65% من قوة قوات الدعم السريع تتكون من مواطني جنوب السودان، مما أثار تساؤلات حول نوايا الحكومة السودانية. وفي الوقت نفسه، أرسل الجنرال رسائل متناقضة، حيث أعرب عن ثقته في الرئيس سلفا كير وقيادة جنوب السودان، بينما اتهم الحكومة الجنوبية بعدم اتخاذ أي خطوات لمنع انضمام مواطنيها إلى قوات الدعم السريع.
واختتمت المتحدثة بالقول إن جنوب السودان يعتقد أن الجنرال العطا كان على دراية تامة، من خلال خبرته الطويلة في المنطقة، بأن الجيش السوداني لديه تاريخ طويل في تسليح الميليشيات الجنوبية. وأوضحت أن القوات المسلحة السودانية تمتلك إدارة خاصة تُعرف بإدارة القوات الشعبية والوطنية، والتي تُعنى بتجنيد مواطني جنوب السودان، مما يثير القلق بشأن استغلال هذه القوات في النزاعات الداخلية.
