أفادت مصادر محلية أن مدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان، غرب وسط السودان، شهدت تصاعداً ملحوظاً في الهجمات، حيث استهدفت قوات الدعم السريع يوم الخميس ثلاثة أحياء سكنية في المنطقة بقصف ناري مكثف. ورغم شدة القصف، لم تُسجل أي إصابات أو خسائر في الأرواح حتى الآن، مما يثير تساؤلات حول الأوضاع الأمنية في المدينة.
كما أشارت المصادر إلى أن القوات شنت هجمات عنيفة على مدينة الرهد منذ مساء الأربعاء، حيث اقتحمت منازل المدنيين، بما في ذلك منزل المواطن بشير الحلبي في حي البان جديد غرب. وقد تعرض الحلبي لإطلاق نار من قبل القوات، مما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة، مما يعكس تصاعد العنف في المنطقة وتأثيره على حياة المدنيين.
بالإضافة إلى ذلك، داهمت عناصر الدعم السريع منزل المواطن علي موسى في حي النصر، حيث أطلقت النيران عليه وأصابته في قدمه. كما شهد حي السلام إطلاق نار عشوائي استهدف مجموعة من المدنيين، مما أدى إلى وقوع إصابات بينهم. هذه الأحداث تعكس تدهور الوضع الأمني في المنطقة وتزيد من المخاوف بشأن سلامة السكان المحليين.
أفادت مصادر مطلعة لـ«التغيير» بأن الجيش السوداني تمكن من بسط سيطرته على بعض المناطق المحيطة بمدينة الرهد، بما في ذلك إدارية شركيلا ومنطقة الله كريم. تأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه ولاية شمال كردفان من ظروف معيشية صعبة نتيجة تصاعد العمليات العسكرية، مما دفع المواطنين إلى المطالبة بتدخل عاجل لتخفيف معاناتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في منتصف أبريل 2023، شهدت ولاية شمال كردفان مواجهات عسكرية عنيفة أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى بين المدنيين نتيجة القصف العشوائي المتبادل. وتستمر قوات الدعم السريع في محاولاتها للسيطرة الكاملة على الولاية، بينما يواصل الجيش جهوده لحماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية في مدينة الأبيض، التي تعد عاصمة الولاية.
تتمتع ولاية شمال كردفان بموقع استراتيجي مهم في وسط غرب السودان، حيث تضم مدينة الأبيض أكبر سوق عالمي لمادة الصمغ العربي، بالإضافة إلى أسواق أخرى للمحاصيل والماشية. كما ترتبط الولاية بشبكة طرق تصدير تربطها بولايات غرب السودان المختلفة، مما يزيد من أهمية استقرار الأوضاع فيها لضمان استمرار النشاط الاقتصادي وتلبية احتياجات السكان.
