السودان الان السودان عاجل

تعرف على خريطة مناطق سيطرة طرفي الصراع في الخرطوم حتى الان

مصدر الخبر / قناة الشرق

أفادت مصادر عسكرية سودانية مطلعة أن الجيش السوداني تمكن من السيطرة على مساحات شاسعة من العاصمة الخرطوم، وذلك بعد خوضه معارك عنيفة ضد قوات الدعم السريع. وتعيش منطقة جنوب الحزام، الواقعة جنوبي العاصمة، أوضاعاً إنسانية صعبة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية نتيجة تصاعد العمليات العسكرية بين الطرفين، مما يزيد من معاناة المدنيين في تلك المناطق.

في سياق متصل، أعلن الجيش السوداني في نهاية يناير الماضي عن إتمام المرحلة الثانية من عملياته العسكرية ضد قوات الدعم السريع، حيث تم دمج قوات من مدينتي أم درمان وبحري مع القوات الموجودة في القيادة العامة وسط الخرطوم. هذا التحرك العسكري أسفر عن فك الحصار الذي استمر لأكثر من 20 شهراً، مما يعكس التقدم الذي أحرزه الجيش في جهوده لاستعادة السيطرة على العاصمة.

كما أوضحت المصادر العسكرية خريطة السيطرة الحالية في الخرطوم، مشيرة إلى أن الجيش يسيطر على نحو 70% من مدينة أم درمان، بالإضافة إلى إحكام قبضته على منطقة بحري. في المقابل، لا تزال قوات الدعم السريع تحتفظ بالسيطرة على القصر الرئاسي وأجزاء من شارع النيل، فضلاً عن عدة مناطق أخرى في العاصمة، مما يشير إلى استمرار التوترات العسكرية في المنطقة.

مناطق “سيطرة” الجيش في الخرطوم

أم درمان.. 70% سيطرة

شمال: تمكن الجيش من تحقيق “سلطة كاملة”، حيث تشمل المنطقة أهم وحدات الجيش مثل قاعدة وادي سيدنا العسكرية، الكلية الحربية، قاعدة الصافات الجوية، معسكرات تدريب الجيش وغيرها من المناطق العسكرية.

جنوباً: اقترب الجيش من تضييق الخناق على قوات الدعم السريع في أقصى جنوب المدينة، في مناطق الصالحة وجادين والجموعية، حيث يربط بينها جسر خزان جبل أولياء.

جنوب الخرطوم

تمتد سيطرة الجيش لتشمل أحياء الفتيحاب والجامعة، بالإضافة إلى مناطق سلاح المهندسين والقاعدة الطبية للجيش (السلاح الطبي)، وكذلك مدخل جسري النيل الأبيض والفتيحاب اللذان يربطان بين أم درمان والخرطوم.

الخرطوم بحري

وسع الجيش نفوذه بعد تأمينه لشارع الإنقاذ، حيث ربط قواته بالقيادة العامة، وسيطر على المداخل الشمالية للعاصمة بالتعاون مع ولاية نهر النيل، مروراً بمصفاة “الجيلي” للنفط وقاعدة “الكدرو” العسكرية والمنطقة الصناعية في بحري، التي تعد أكبر موقع صناعي في السودان.

توسعت السيطرة لتشمل غرب وجنوب بحري وصولاً إلى سلاح الإشارة وسلاح النقل، بالإضافة إلى مستشفيات الجيش والأمن، ومكاتب جهاز المخابرات، ومدخل كبري “القوات المسلحة” الذي يربط بين الخرطوم وواحة بحري، وكذلك مدخل جسر المك نمر الذي يربط بحري بوسط الخرطوم ويمر بجوار القصر الرئاسي.

يتبقى للجيش فرض السيطرة فقط على منشآت التصنيع الحربي في حي كافوري وبعض أجزاء من الحي ليتمكن من إعلان السيطرة الكاملة على مدينة بحري، التي تعد استراتيجية بالنسبة للقيادة العامة للجيش.

الخرطوم المدينة

يسيطر الجيش على مناطق في جنوب الخرطوم تشمل سلاح المدرعات وسلاح الذخيرة وبعض الأجزاء من حي جبرة وحي اللاماب.

تمكنت قواته من التقدم شمالًا لتصل إلى مباني الكتيبة الاستراتيجية التي تقع على بعد حوالي 2 كيلومتر من نفق جامعة السودان.

وسط الخرطوم

تقدمت قوات الجيش إلى منطقة وسط الخرطوم من الجهة الشرقية عبر شارع الجمهورية والجامعة، حيث باتت المواجهة مع الجيش القادمين من جنوب وشرق الخرطوم تفصلها فقط عدة كيلومترات.

تبلغ المسافة بين قوات الجيش والقصر الجمهوري 4 كيلومترات فقط، مما يشكل تهديداً لقوات الدعم السريع بفقدان منطقة استراتيجية مهمة في العاصمة، حيث تقع فيها الرئاسة والوزارات السيادية والمرافق الحكومية العامة.

 شرق الخرطوم (شرق النيل)

تستمر قوات الجيش في تقدمها، حيث تمكنت من السيطرة على مناطق الوادي الأخضر، مما يسهّل فتح قاعدة خطاب العسكرية.

في جنوب شرق الخرطوم، تقدمت قوات الجيش من منطقة شرق الجزيرة واستولت على مناطق العيلفون ود أبو صالح ومنطقة المثلث وبلدات شرق النيل الجنوبية.

يتقدم الجيش للاتصال عند جسر “سوبا”، الذي يربط بين شرق الخرطوم وجنوب شرقها، حيث يعتبر هذا الجسر معبراً حيوياً لنقل قوات الدعم السريع.

تكتسب منطقة (شرق النيل) أهميتها من امتلاكها سهلًا شاسعًا يربطها بولاية الجزيرة في وسط السودان وولاية القضارف في الشرق.

شمال الخرطوم

توغل الجيش في أحياء النسيم والحاج يوسف.

– مصادر عسكرية لـ”الشرق”

مناطق وجود “الدعم السريع” في مدينة الخرطوم

تتولى قوات الدعم السريع السيطرة على القصر الرئاسي وبعض المناطق في شارع النيل، بالإضافة إلى أحياء تقع في جنوب غرب العاصمة، ومنطقة جبل أولياء، والخزان، والجسر الذي يربط بين أم درمان والجزء الجنوبي الأقصى من الخرطوم.

في بحري، تقتصر وجودها على حي كافوري شرق المدينة، حيث تهيمن على مناطق معينة من كافوري الذي كان يُعتبر مسكناً لعدد كبير من البعثات الدبلوماسية.

تقع في أم درمان في أقصى الجنوب والغربي منها.

تسيطر على جسر “المنشية” الذي يربط بين شرق النيل وشرق الخرطوم وشارع الستين “الأساسي” في شرق العاصمة.

توجد في شرق النيل ضمن مناطق الحاج يوسف ومدخل جسر “المنشية”، بالإضافة إلى منطقة “سوبا” شرق، بالإضافة إلى منطقة حلة “كوكو” المجاورة لحي كافوري.

– مصادر عسكرية لـ”الشرق”

أوضاع إنسانية “مزرية”

في سياق متصل، تشهد منطقة “جنوب الحزام” الواقعة إلى جنوب الخرطوم زيادة في النشاطات العسكرية بين الجيش و”قوات الدعم السريع”، مما أدى إلى “أوضاع إنسانية مأساوية” يواجهها الآلاف، وفقاً لبيان صادر عن غرفة طوارئ “جنوب الحزام”.

أوضح البيان أن “سكان المنطقة تلقوا دفعة واحدة من المساعدات الإنسانية التي قدمها برنامج الغذاء العالمي”، ثم توقفت الأمور تماماً، وأشار إلى معاناة الأهالي من نقص كبير في المواد الغذائية “بسبب امتناع التجار عن توريدها، نتيجة تصاعد العمليات العسكرية”.

قال (ع. أ.م)، وهو عضو في غرفة طوارئ جنوب الحزام، لـ”الشرق”، إن “الأوضاع السيئة تمتد منطقته إلى مناطق شرق النيل والحاج يوسف بسبب تطويق المناطق بهدف السيطرة عليها”. وأضاف: “تحت هذه الظروف، يبقى التنقل لجلب المواد الغذائية أو الأدوية مليئاً بالمخاطر على خطوط النار والاشتباكات”.

وأكد أن الأسواق، رغم قلة عددها، أصبحت خالية من المواد الأساسية، مشدداً على أن خطر الجوع يزداد بشكل متواصل. كما أشار إلى أن المستشفيات، رغم ندرتها، قد أغلقت أبوابها تماماً أو تكاد، بسبب نقص الأدوية.

تشكو المنظمات الدولية التي تعمل في السودان من صعوبة الوصول إلى عدة مناطق في العاصمة، حيث تتهم طرفي النزاع بإعاقة وصولها، أو بسبب المخاطر التي تواجه فرقها الميدانية. وفي هذا السياق، يرى المراقبون أن الدول المانحة لم تقدم الأموال اللازمة لهذه المنظمات لتقوم بأعمالها بشكل صحيح في السودان.

وجبة كل 3 أيام

رسم (ا.م.ع) من منطقة مايو جنوبي العاصمة الخرطوم صورة قاتمة للأوضاع خلال حديثه مع “الشرق”، حيث أشار إلى أنه يتناول وجبة واحدة كل ثلاثة أيام، بالإضافة إلى الصعوبة في الوصول إلى مياه الشرب والحصول عليها.

وأضاف: “ننتظر في طوابير طويلة من أجل الحصول على مياه نقية وبعض المواد الغذائية التي نتشاركها في كثير من الأحيان مع الجيران”. كما أشار إلى أن العلاج “معدوم تقريباً” في ظل انتشار الأمراض المعدية، موضحاً أن “من يُقرر له إجراء عملية جراحية يتم ذلك دون تخدير لعدم توفره”.

قال الطبيب (م.ع.ض) لـ “الشرق” إن الفرق الطبية في المنطقة تعاني من نقص حاد في المضادات الحيوية وحتى الأجهزة الطبية، موضحاً أن الجروح التي تنتج عن العمليات الجراحية تتعرض غالبًا لالتهابات خطيرة، واصفاً الوضع بأنه “منهار”.

أكد (ا.م.ع) أن الأوضاع في جنوب الخرطوم تفتقر تمامًا إلى مقومات الحياة وتعد مأساوية.

في ظل الحديث المتواصل من المنظمات الدولية حول احتمال حدوث مجاعة شاملة في السودان، أفادت منظمة “أطباء بلا حدود” مؤخراً بأن نصف السكان يواجهون مشكلة انعدام الأمن الغذائي، بينما يعاني 8.5 ملايين شخص من المجاعة بالفعل.

عن مصدر الخبر

قناة الشرق