شهدت العاصمة السودانية الخرطوم استمرار المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تركزت الاشتباكات بشكل خاص في منطقة شرق النيل. هذه المنطقة شهدت مواجهات شديدة بالقرب من جسر سوبا، الذي يربط بين شرق النيل ومدينة الخرطوم غربًا، مما أدى إلى تصاعد حدة القتال وتدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة.
خارج حدود الخرطوم، استمرت الاشتباكات في مدينة الفاشر، التي تُعتبر آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور. كما اندلعت مواجهات بين مقاتلي الجيش والحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو في مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان. التقارير الواردة من هناك تشير إلى وقوع العديد من الضحايا، حيث قُتل العشرات خلال اليومين الماضيين نتيجة لهذه الاشتباكات المستمرة.
في سياق متصل، أكدت كليمنتين نكويتا سلامي، المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، أن القتال في كادوقلي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 80 شخصًا، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعاني منها المنطقة. الوضع في السودان يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي، حيث تتزايد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية في ظل تصاعد العنف وتدهور الأوضاع المعيشية.
وحذرت الأمم المتحدة من أن تصاعد العنف يعمق الوضع الإنساني المتدهور، حيث تم قطع المساعدات الضرورية عن الملايين. وذكرت في بيان لها أن “عواقب انعدام الأمن الغذائي أصبحت ملحوظة، إذ تعيش الأسر على إمدادات غذائية شحيحة، فيما تتصاعد معدلات سوء التغذية بشكل خطير”.
كما حذرت المنظمات الإغاثية التي كانت تسعى للتخفيف من أزمة الجوع المدمرة في البلاد من أن تعليق الرئيس دونالد ترامب للمساعدات الخارجية الأمريكية لمدة 90 يومًا قد يؤدي إلى تحول الأزمة السودانية إلى كارثة شاملة. وكانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد التزمت بأكثر من 2 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الطارئة في السودان، منها 424 مليون دولار كمساعدات إنسانية جديدة، تم إرسال 276 مليون دولار منها عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.