تتواصل الأوضاع المأساوية في السودان مع استمرار الصراع المسلح، والذي بات يكلف البلاد الكثير من الأرواح والمشقات. في الوقت الذي يتقدم فيه الجيش نحو وسط الخرطوم ويقترب من القصر الجمهوري، لا تزال قوات الدعم السريع تعهد باستعادة المناطق التي فقدت السيطرة عليها. لكن يبقى السؤال المحوري: هل يمكن لحسم الصراع العسكري وحده أن ينهي هذه المعاناة المتزايدة؟
الأوضاع الحالية
يقول الكاتب والباحث السياسي ماهر ابو الجوخ بان الساحة العسكرية في السودان تشهد تغيرات مستمرة منذ يوليو الماضي، حيث تمكن الجيش من السيطرة على مناطق استراتيجية عديدة. هذه المتغيرات قد تخلق واقعًا جديدًا، ولكنها تشكك أيضًا في قدرة الحسم العسكري على إنهاء الصراع بشكل نهائي. إذ أن التاريخ السوداني يشير إلى أن أغلب الحروب لم تنتهِ عبر الانتصارات العسكرية، بل من خلال المفاوضات عبر التاريخ في السودان .
التحديات المستقبلية
واضاف ابو الجوخ في حديث مع قناة سكاي نيوز رصده اخبار السودان انه مع تفاقم المعارك ووصولها إلى العاصمة، تزيد المخاوف من دخول البلاد في حرب استنزاف طويلة الأمد، وهو سيناريو ممكن. لذلك، يصبح الخيار الأفضل لكافة الأطراف هو الانخراط في مفاوضات جدية لوقف القتال، بدلًا من الاستمرار في حالة من التوتر والقتال الذي لا ينتهي.
دور الأطراف الخارجية
وقال بان إذا كانت الأطراف المحلية غير جادة في السعي نحو طاولة المفاوضات، فإن الدور الخارجي قد يكون محوريًا. تدخل الأطراف الإقليمية والدولية قد يسهم في دفع الطرفين نحو الحوار، وخفض حدة الصراع. التوازن الحالي بين الطرفين، مع وجود ضغوط إنسانية ومعنوية، يمكن أن يعزز من فرص إيجاد تسوية سلمية.
إن ما يحدث في السودان اليوم ليس مجرد صراع عسكري، بل هو معركة إنسانية تسلط الضوء على معاناة الشعب. من الضروري أن تدرك الأطراف المتنازعة أن السلام والمفاوضات هما الحل الأمثل لتحقيق الاستقرار. بينما تستمر المعارك، يتعين على الجميع العمل من أجل إنهاء الصراع وتجنب المزيد من الزعزعة للأوضاع الإنسانية في البلاد.