وجد المتطوعون والناشطون أنفسهم في مواجهة الأسلحة أو القوات الأمنية الخاصة بأطراف النزاع، وهذا جانب آخر.أسود للحرب في السودان.
على الرغم من جهودهم الإنسانية وسط نيران الحرب في السودان، فقد توفي بعض المتطوعين داخل المستشفيات ومراكز الإيواء نتيجة للقصف العشوائي، بينما تعرض آخرون للاعتقالات التعسفية من قِبل الأجهزة الأمنية التابعة لطرفي النزاع.
في الفترة الأخيرة، تزايدت الأخبار عن وفاة المتطوعين والمتطوعات، سواء بسبب قصف الطيران الحربي للجيش السوداني أو قذائف مدفعية قوات الدعم السريع، أو بسبب حالات وفاة طبيعية في مناطق النزاع نتيجة نقص الأدوية والرعاية الصحية والغذاء.
كما قامت الأذرع الأمنية التابعة لطرفي النزاع بزيادة الضغوط على المتطوعين واعتقالهم، وكان من أبرز الحالات الأسبوع الماضي هو اعتقال الناشط “مؤمن ود زينب” قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقاً.
مؤخراً، فقدت التكايا والمطابخ الخيرية والمستشفيات عدداً من المتطوعين نتيجة الاعتقال أو الوفاة، مما أدى إلى تراجع أعدادهم وانخفاض تواجدهم بشكل ملحوظ، وذلك بسبب نقص الكوادر الطبية والصحية في المستشفيات وتجنب الشباب المشاركة في الأعمال الخيرية بسبب الضغوط الأمنية.
في مستشفى النو بأم درمان، انتقلت روح المتطوع الصادق حيدر (حديدة) إلى الرفيق الأعلى أثناء تأديته لعمله بالمستشفى، كما فقد الشاب عبد الرحمن الفاتح (جدو) حياته جراء إطلاق رصاص من جنود تابعين لقوات الدعم السريع.
توفيت المتطوعة سعدية يوم الثلاثاء الماضي في معسكر النيم بمدينة الضعين غرب السودان، وقد نعاها زملاؤها ووصفوها بأنها كانت رمزاً للإنسانية، وسباقة في تقديم الدعم، وكانت دائماً متواجدة في كل موقف إنساني، ولم تدخر جهداً في مساعدة الآخرين.
في يوم الخميس، أصدرت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم بياناً صحفياً يتعلق بالاعتقال غير القانوني للمتطوع حاتم الضو.
وأعربت الغرفة، وفقًا للبيان، عن إدانتها القوية للاعتقال، مشيرة إلى أن استمرار الاحتجاز التعسفي للمتطوع حاتم الضو من قبل قوات الدعم السريع يُعتبر انتهاكًا خطيرًا لقيم العمل الإنساني.
جاء في البيان: على الرغم من تأكيد الغرفة بشكل قاطع أن حاتم يعمل كمتطوع في المجال الإنساني فقط، دون أي ارتباطات أو أنشطة أخرى، إلا أنه تم اعتقاله.
أفاد بيان طوارئ جنوب الحزام أن المعتقل المذكور كان له دور أساسي في تنسيق ودعم العمل الإنساني داخل مستشفى بشائر، وساهم في ضمان تقديم الخدمات الطبية للمحتاجين خلال ظروف استثنائية. وأضاف أن استمرار احتجازه يعرقل هذه الجهود ويعرض حياة المرضى للخطر، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المستشفى مثل نقص الإمدادات والمياه.
وأضاف البيان: نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن حاتم الضو، ونحمّل قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامته وصحته. كما ندعو المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية للتحرك العاجل والضغط لضمان إطلاق سراحه ووقف الانتهاكات التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني.
أكدت غرفة طوارئ جنوب الحزام التزامها بالاستمرار في خدمة المجتمعات المتضررة، مشيرة إلى أن هذه الاعتقالات والضغوط لن تمنعهم أو تضعف إرادتهم في أداء مهمتهم الإنسانية.
كشفت غرفة جنوب الحزام أمس الجمعة عن اعتقال اثنين من أعضائها، وهما هاشم طائف ومحمد عبد الله، حيث تم اقتيادهما تحت تهديد السلاح من داخل مستشفى بشائر على يد قوات الدعم السريع.
أما الشاب وضاح فتبدو قصته غير عادية، حيث كان من المتطوعين في مدينة مدني وسط السودان منذ بداية الحرب وحتى تاريخ اقتحام قوات الدعم السريع للمدينة، إذ تم اعتقاله لفترة طويلة من قبل عناصر الدعم.
بعد أن استلم الجيش مدينة مدني، تم اعتقاله مرة أخرى من قبل استخبارات القوات المسلحة، ولا يزال محتجزاً في زنازينها حتى الآن، على الرغم من أنه يعمل في التكايا والمطابخ.
في وقت سابق، تم اعتقال عضو غرفة طوارئ مدينة سنار فقط لأن أحد الجنود لم يعجبه وجهه، حيث قال له: “وجهك ما عجبني، هل لديك اعتراض؟”.
كان المعتقل واحدًا من الشباب الذين أسسوا “غرفة الطوارئ” لمساعدة القادمين من ولاية الخرطوم.
قامت شرطة ولاية سنار بالقبض على أحد المتطوعين، ويدعى عبد الله حسن، أثناء تأديته لعمله الخيري.
منذ انقلاب قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، صدرت قرارات بإلغاء لجان المقاومة ولجان التسيير والخدمات التي تم تشكيلها خلال فترة الحكومة الانتقالية. ومنذ ذلك الحين، لم ينجُ المتطوعون والناشطون في العمل الخيري من الضغوطات الأمنية التي بلغت حد الموت والاعتقال بعد اندلاع الحرب.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا