أحدث تصريح القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان حول رفضه منح المؤتمر الوطني وتنسيقية “تقدم” فرصة ثانية للعودة إلى السلطة ردود أفعال واسعة.
وقال البرهان، خلال حديثه في اختتام مشاورات القوى السياسية والمجتمعية في بورتسودان يوم السبت، إن المؤتمر الوطني يجب أن يبتعد عن المزايدات السياسية، كما اتهم تنسيقية تقدم بتقديم الدعم لقوات الدعم السريع.
هاجم المؤتمر الوطني المحلول وبعض من قياداته خطاب البرهان. وأفاد القطاع السياسي للمؤتمر الوطني في بيان اطلع عليه راديو دبنقا، “نستهجن من البرهان مهاجمة المؤتمر الوطني في كل فرصة تُتاح له من أجل التقرب والتملق لقوى ضعيفة وهشة”. وذلك في إشارة إلى تنسيقية تقدم وقوى الحرية والتغيير.
وأضاف البيان: “نعتبر أنه من المبكر الانشغال بالخلافات والصراعات والبحث عن المكاسب السياسية التي ستؤذي بلا شك المعركة.”
وأشار البيان: “بعد انتهاء الحرب لن يستطيع أحد تقييد إرادتنا.. ومرحباً بصناديق الاقتراع”.
من جهة أخرى، أشار خالد عمر يوسف، القيادي في تنسيقية تقدم، إلى أن حالة الفوضى التي عانت منها عناصر النظام السابق بعد خطاب القائد العام للقوات المسلحة تُظهر بجلاء طبيعة هذه الحرب وأهدافها.
وأضاف في تغريدة على منصة “إكس” أن هذه حرب يسعى من خلالها حزب المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية إلى الاستفادة منها للسيطرة الكاملة على الحكم.
أشار إلى صدور مجموعة من البيانات من المؤتمر الوطني المنحل، وتنافس قادته في إصدار تصريحات متضاربة. وأضاف: “هاجم بعضهم البرهان، بينما حاول آخرون التفاوض معه بشكل تكتيكي. وأكد أن الدافع الوحيد لهم هو السعي للسلطة؛ وعندما تأثرت مشاعرهم بتصريحات البرهان، انتفضوا كاشفين بلا تردد عن حقيقة حربهم وأهدافها.”
وأكد أن ارتباط الحركة الإسلامية بالجيش يعتمد على قدرتها على توظيف المؤسسة العسكرية لخدمة أهدافها الحزبية. وأشار إلى أن أساليب الحركة الإسلامية تركز على الاستفادة من تصريحات الحرب.
قال شريف محمد عثمان، الأمين السياسي للمؤتمر السوداني، في تصريحات صحفية، إن هجوم قائد الجيش، البرهان، على الإسلاميين وادعائه أنهم لن يحكموا على حساب أشلاء السودانيين يُعتبر رسالة واضحة تحملهم مسؤولية كبيرة في الحرب.
قال محمد بشير أبونمو، القيادي في حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، إن بعض الأوساط السياسية اعتبرت أن خطاب البرهان خلال لقاء القوى السياسية يوم أمس يحمل نبرة تصالحية أكثر مما هو مطلوب تجاه “قحت وتقدم”. وأضاف في تغريدة على منصة إكس أن ما فهمه هو أن من أعلن توبته وانفصاله عن الدعم السريع لا يُمنع من العودة إلى السودان، لكن مشاركته في السلطة تتوقف على التفويض الشعبي مثلما هو الحال مع المؤتمر الوطني.
وجه البرهان إدارة الجوازات بوقف إصدار الوثائق لأي مواطن سوداني.
بدوره، أشار سليمان صندل، رئيس حركة العدل والمساواة، إلى أن تصريحات البرهان حول عدم عودة المؤتمر الوطني إلى السلطة تعتبر مجرد محاولة لتضليل الشعب السوداني. وأضاف: “الجميع يعلم أنهم لا يحتاجون للعودة، لأنهم بالفعل عادوا وهم موجودون في جميع مفاصل الدولة الآن”.
وأضاف أن الجيش محتجز من قبل المؤتمر الوطني، وأن البرهان في تصريحاته منح صكوك العفو والمغفرة لأعضاء (تقدُّم) وتوعَّد بالاستمرار في القتال.
قال إن مجموعة بورتسودان تتكوّن من المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية المرتبطة به بعد انقلاب 25 أكتوبر. وأكد صندل عزمهم على تشكيل ما أطلق عليه اسم حكومة الثورة لتهدف إلى إنهاء الحرب وإكمال مهام ثورة ديسمبر المجيدة.
وصف صلاح مناع، القيادي في حزب الأمة القومي، البرهان بأنه كاذب. ووجه إليه اتهامًا بفض الاعتصام رغم تأكيده القاطع على حمايته، وأضاف: “أقسم البرهان على حماية المرحلة الانتقالية ولكنه انقلب عليها في 25 أكتوبر، وتنكر لعلاقته بعلي كرتي والمؤتمر الوطني، مما أشعل حرب 15 أبريل من أجل عودتهم إلى الساحة”. واعتبر أن تصريحات البرهان هي خدعة موجهة لدول المنطقة، وكل ذلك من أجل أن يبقى في السلطة.
من ناحيته، أكد أحمد محمد هارون، رئيس المؤتمر الوطني المفوض المطلوب من قبل الجنائية، بأن مصلحة الوطن تتقدم على المصلحة الحزبية. كما تعهد بعدم العودة إلى الحكم إلا من خلال التفويض الانتخابي الحر للشعب. ودعا إلى الحفاظ على وحدة الصف الوطني من أجل إنهاء المعركة الوجودية للوطن.
من ناحيته، دعا ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، إلى قراءة خطاب البرهان بتجرد ودون الانحياز للمشاعر السلبية أو المواقف المتشددة.
قال في بيان على منصة إكس إن أهمية هذا الخطاب تكمن في انتقاله من خطاب النصر المطلق إلى نطاق أوسع من الحديث السياسي الذي يسعى للبحث عن الحلول. وأكد أن الخطاب يفتح نافذة للحوار ويطرح تساؤلات حقيقية ومعقدة.
وذكر أنه بغض النظر عن نتائج انتصارات الجيش الحالية، فإنها تمثل “دعامة” نحو الوصول إلى حل سلمي وليس نحو تحقيق نصر كامل، وأشار إلى أن الانتصار في الحرب من خلال حسم عسكري أمر غير ممكن.
حث الجيش على تحويل إنجازاته في ساحة المعركة إلى إنجازات سياسية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد انتصار كامل. ودعا البرهان إلى اجتماع مع جميع قوى الثورة والتغيير في الداخل والخارج من أجل مناقشة وقف الحرب وإنهائها بدون أي شروط.
في الجهة المقابلة، اعتبر القيادي في المؤتمر الوطني حامد ممتاز خطاب البرهان “مغازلة لشريك خان الوطن وتحالف ضد استقراره”، في إشارة إلى تنسيقية تقدم.
اعتُبر الخطاب وسيلة من البرهان لتبرئة شركائه السابقين، وطلب البرهان عدم الالتفات إلى ما وصفهم بالماكرين وتجار المواقف.
من ناحيته، صرح حاج ماجد سوار، القيادي في المؤتمر الوطني، أن الأرواح التي أُزهقت لن تكون ضحية لعودة حمدوك ومجموعته إلى الساحة مجددًا، مهما كان الثمن، فنحن لن نخسر أكثر مما خسرناه بالفعل.
وتم وصف هجوم البرهان على المؤتمر الوطني بأنه لا مبرر له في هذا الوقت وفي هذه الظروف الحساسة.
من جانبه، أوضح أمين حسن عمر، القيادي في المؤتمر الوطني، أنه يتفق مع البرهان إذا كان يرغب في القول بأن رجال المؤتمر السابقين لن يعودوا إلى السلطة ولا ينبغي لهم ذلك. أما إذا كان يقصد فكرة المؤتمر الوطني، فهو في هذا الجانب مخطئ. والشعب هو الحكم النهائي.
من جهته، أفاد عمار حسن عمار، المتحدث باسم المقاومة الشعبية، أن الإسلاميين، ورغم جميع ما بذلوه من دعم وتضحيات، يُعتبرون عدوًا استراتيجيًا بالنسبة لهم، في إشارة إلى البرهان. أما قحت وتقدم، فهم يُعتبرون عدوًا مؤقتًا ويمكن قبولهم في أي وقت.