توفي صباح اليوم الإثنين في القاهرة القيادي في الحركة الإسلامية أحمد عبدالرحمن محمد، الذي شغل منصب وزير الداخلية الأسبق وبرز كأحد الشخصيات البارزة في حزب المؤتمر الوطني المنحل. وأعلنت أسرته المقيمة في القاهرة عن إقامة صلاة الجنازة عليه بعد صلاة العصر في مسجد الإيمان الكائن بشارع مكرم عبيد في مدينة نصر، على أن يتم دفنه في مقابر بلبيس.
سيرة ذاتية
أحمد عبد الرحمن محمد
الميلاد والنشأة:
ولد الأستاذ أحمد عبد الرحمن محمد في عام 1934م في مدينة بربر، الواقعة على ضفاف نهر النيل.
التعليم والمسيرة المهنية:
تخرج من كلية الآداب بجامعة الخرطوم في عام 1958م، حيث بدأ حياته المهنية كضابط إداري.
لاحقًا، تم ابتعاثه إلى هولندا لنيل درجة الماجستير في الإدارة العامة، ليعود بعد ذلك إلى السودان ويشغل منصب المدير التنفيذي لمدينة كسلا.
الأحداث السياسية:
كان الأستاذ أحمد خارج السودان عند قيام انقلاب مايو في 1969م، والذي أعقبه اعتقال جميع قيادات جبهة الميثاق الإسلامي.
ردًا على هذا الوضع، قرر العودة إلى إثيوبيا حيث أسس مع عدد من الشخصيات البارزة، مثل الأستاذ عثمان خالد والدكتور عمر نور الدائم، حركة معارضة من الخارج، في حين انضم آخرون للعمل المعارض داخل السودان.
تنقلات المعارضة:
انتقلت الحركة المعارضة بعد ذلك إلى السعودية، ولكن تغير الموقف السعودي بعد طرد الشيوعيين، مما دفع المعارضة لانتقال إلى لندن في عام 1973م، ثم إلى ليبيا حيث حظيت بدعم القذافي.
حاولت المعارضة دخول الخرطوم بالقوة في 2 يوليو 1976م، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، لكنها أدت إلى بداية البحث عن هدنة مع النظام.
المصالحة الوطنية:
وقعت المصالحة الوطنية بين النظام والمعارضة، حيث اجتمع النميري مع الصادق المهدي، ثم عقد لقاءات مع الأستاذ أحمد عبد الرحمن وربيع حسن أحمد.
وقد أُتيحت للاحزاب المجال للعمل السياسي، مما أدى إلى مشاركة الأستاذ أحمد في البرلمان وتوليه وزارة الشؤون الداخلية من عام 1980م حتى 1984م.
المشاركة السياسية والنشاطات اللاحقة:
بعد انتفاضة مارس 1985م، شارك أحمد عبد الرحمن في تأسيس الجبهة الإسلامية القومية، وتم انتخابه نائبًا في الجمعية التأسيسية من 1986م إلى 1989م.
كما تولى منصب وزير الرعاية الاجتماعية في حكومة الصادق المهدي الثانية عام 1988م. وخلال فترة حكومة الإنقاذ، تم اختياره رقيبًا للمجلس الوطني.
العلاقات الاجتماعية والدولية:
سجل أحمد عبد الرحمن نجاحًا كبيرًا في مجال العلاقات الاجتماعية، حيث كان له روابط واسعة مع العديد من الشخصيات المحلية والدولية.
كما كان عضوًا في المكتب التنفيذي لمؤتمر القومي، وشارك في تأسيس منظمة الدعوة الإسلامية وجامعة أفريقيا العالمية.
أسس أيضًا مع مولانا دفع الله الحاج يوسف جامعة السودان العالمية.
التكريم:
نظير جهوده وانجازاته، منح أحمد عبد الرحمن محمد وسام ابن السودان البار من قبل رئيس الجمهورية البشير.
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا