كان من الطبيعي والمتوقع تصدع المواقف (المختلفة) لدواعي المشاركة في هذه الحرب بين المليشيات (المتناقضة) التي تشارك فيها عاجلاً أو اجلاً ، كلا حسب هواه ورغباته وأحلامه المستقبلية وأن وتيرة تلك الرغبات والأحلام سترتفع تدريجياً حتى تتحول إلى مواجهات علنية كلما بدأت علامات النصر لها تلوح في الأفق فالواضح منذ البدء أن قضية (الوطن) أو الكرامة لم يكن هي مايجمعها، بل المصالح المستقبلية وتقسيم (الكيكة) وقد تحدثنا عن ذلك كثيراً ولكننا سنعيد التذكير به من أجل إنارة تفكير المغيبين ومن أجل صناعة سودان الغد .
فمفهوم أن اللجنة الأمنية الانقلابية تقاتل من أجل ألا يخرج الأمر من سيطرة وقبضة القوات المسلحة على الحراك السياسي أو الحكم الذي ظلت تسيطر عليه بشكل أو بآخر منذ إنقلاب الفريق (عبود) الأمر الذي يتماهي مع أحلام عصابة الأربعة (برهان ، كباشي ، العطا ، جابر) أمر يعلمه كل عاقل مثقف وأن (الهيلمانة) والجعجعة الكيزانية في المشاركة معروفة الدوافع بالعودة للسيطرة على مقاليد الحكم هروباً من المساءلة والقصاص عن ما إرتكبوه خلال فترة حكمهم السوداء أما (قوات الغرب المشتركة) فقد تكون هي الأكثر (منطقية) بتخوفها من سيطرة الدعم السريع عدوها التأريخي على غرب البلاد وبالتالي ضياع أحلامها في حكم الإقليم ونفس الأمر ينعكس على الدعم السريع بمكوناته المعروفة وهو يسعى أيضاً للسيطرة على الإقليم بعد أن فشل في السيطرة علي كافة حكم البلاد .
هذه النظرة العامة لما يحدث بكل شفافية بعيداً عن (جعجعة) الأطراف المتناحرة لخصه البيان الذي أصدرته الحركات المشتركة الدارفورية وهي تعلن تخوفها من السيطرة الواضحة للدعم السريع في محور الفاشر وإقتراب سيطرتها عليها وبالتالي إكمال سيطرتها على الإقليم الغربي مع التجاهل التام لما يحدث من اللجنة الأمنية الإنقلابية التي تدير هذه الحرب وإطلاقها (صرخة) تحذير في وجه تلك اللجنة وتهديدها برفع يدها عنها بعد إحساسها المتأخر بأنها دخلت هذه الحرب ك (مغفل نافع) سيتم الاستغناء عنه إذا دعت الحاجة الي ذلك وقد بدأت في تحسس مقعدها بعد تواتر التصريحات حول حكومة كفاءات قادمة بينما تدرك أن كفاءتها لاتتعدي الفكي جبريل وعقار وان دخولها للحكم لن يأت من خلال (الكفاءة) بل فوهة البندقية .
ساحة صراع البيانات والتهديدات ستتواصل خلال الفترة القادمة فلا كيكل ولا البراء ولا زعماء الشرق ولاغيرهم من المليشيات التي تتسيد الساحة سيوافقون على حكومة هم ليسو جزءًا منها لتخرج الحكومة القادمة ميتة قبل أن تولد و(وعود) العسكر الذين يحاولون إرضاء كل الأطراف للوصول إلى غايتهم في السيطرة على مقاليد البلاد دون منازع، بالعزف على كل الأوتار ستذهب مع ادراج الرياح وسيكون الصراع القادم بين المتحالفين للقضاء على الدعم السريع أعنف وأكثر تعقيداً من الصراع الجاري إذا لم يتازل العسكر عن أطماعهم في الإستمرار على قمة السلطة وفي خطبهم يرددون بصورة أو بأخرى أنه المستحيل .
وثورتنا ستظل مستمرة ..
ويبقى القصاص أمر حتمي ..
والرحمة والخلود لشهدائنا الابرار ..
الجريدة
المصدر من هنا