تواصل قوات الدعم السريع تعزيز حصارها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد أن قامت بالتوغل إلى مناطق جديدة داخل المدينة وبعض المناطق المحيطة بها خلال الأسبوع الماضي. هذا التقدم يأتي في إطار جهودها المستمرة للسيطرة على المدينة، التي تشهد مقاومة قوية من قبل الجيش والقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة، التي تسعى لحماية الفاشر من أي تهديدات.
منذ أبريل الماضي، تفرض قوات الدعم السريع حصارًا محكمًا على الفاشر، حيث تسعى جاهدة لإسقاط المدينة والسيطرة عليها. في الوقت نفسه، يبذل الجيش والقوات المشتركة جهودًا كبيرة للدفاع عن المدينة، مما يزيد من حدة الصراع في المنطقة ويؤثر سلبًا على حياة المدنيين الذين يعانون من تداعيات هذا النزاع المستمر.
وفقًا لشاهد عيان، يُعرف باسم “يحي”، لموقع دارفور 24 تمكنت قوات الدعم السريع في أواخر يناير الماضي من التوغل إلى داخل المدينة، حيث وصلت إلى محيط السوق الكبير بالقرب من قيادة الجيش من الجهة الشرقية، بالإضافة إلى الوصول إلى مسجد خاتم الأنبياء في حي الثورة جنوب المدينة. هذه التطورات تشير إلى تصاعد التوترات في الفاشر، مما يثير القلق بشأن الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة.
أفاد الشاهد بأن قوات الدعم السريع قامت بقطع الطريق الذي يربط بين الفاشر وزمزم، حيث تمركزت داخل مقر بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي السابق المعروف باسم “اليوناميد”، والذي يقع في الجهة الجنوبية من طريق زمزم الفاشر. هذا التمركز يعكس الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها هذه القوات في السيطرة على المناطق الحيوية.
من جهة أخرى، أشار شاهد عيان آخر يدعى مصطفى إلى أن قوات الدعم السريع تمكنت من التوغل في أحياء أبو جربون وسجن شالا والمناطق المحيطة بالسجن. ومع ذلك، تمكن الجيش والقوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة من استعادة السيطرة على هذه الأحياء بعد مواجهات عنيفة، مما يعكس التوترات المستمرة في المنطقة.
في سياق متصل، أفادت منظمة الهجرة الدولية في الثالث من فبراير الجاري بوقوع 95 حادثة نزوح مفاجئ في شمال دارفور خلال الفترة من أبريل 2024 حتى 31 يناير 2025، مما أدى إلى نزوح حوالي 605,257 فردًا. كما نقل شهود عيان أن قوات الدعم السريع قد أحكمت سيطرتها على الطرق المؤدية إلى مدينة الفاشر، حيث وصلت إلى مناطق خزان قولو وشقرا وسلومة الواقعة جنوب غرب المدينة، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.
أفاد شهود العيان بأن قوات الدعم السريع قد أقامت نقاط ارتكاز في مناطق أبوزريقة الواقعة جنوب مخيم زمزم، بالإضافة إلى مدخل محلية دار السلام من الجهة الجنوبية. كما تم رصد وجود هذه القوات في مناطق جقو جقو وجبل حلوف شرق المدينة، مما يشير إلى تعزيز وجودها العسكري في تلك المناطق الاستراتيجية.
في وقت سابق، تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على بوابة مليط شمال المدينة، وذلك في إطار جهودها لمنع وصول الوقود والسلع الأساسية إلى المدينة. هذه الخطوة تعكس استراتيجية القوات في محاولة للسيطرة على الموارد الحيوية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.
من جهة أخرى، كشف مصدر من القوة المشتركة، فضل عدم ذكر اسمه، أن قوات الدعم السريع تواجه تحديات كبيرة نتيجة الغارات الجوية المكثفة التي ينفذها الطيران الحربي للجيش في مواقع ارتكازاتها. وقد أجبر هذا الوضع القوات على الاعتماد على المجموعات المسلحة المتحالفة معها لتكثيف الدوريات في مناطق قولو وشقرا وسلومة، كما تم إخفاء السيارات القتالية تحت الأشجار والمنازل في الأحياء التي تسيطر عليها.
تتواجد قوات الدعم السريع في معظم الأحياء الشرقية والجنوبية الشرقية من مدينة الفاشر، بالإضافة إلى بعض الأحياء في شمال المدينة. في المقابل، يسيطر الجيش والقوة المشتركة من الحركات المسلحة على المواقع الاستراتيجية مثل قيادة الجيش ورئاسة الشرطة ومطار الفاشر، فضلاً عن المؤسسات الخدمية والوزارات، إلى جانب بعض الأحياء الواقعة في الجزء الجنوبي من المدينة.
كما أن الجيش يسيطر على سوق المواشي وأحياء الدرجة الأولى والرديف وأولاد الريف والشرفة والعظمة والوادي وتمباسي، حيث تمتد سيطرته شمالاً حتى مخيم أبوشوك للنازحين. تشمل هذه السيطرة أيضًا حي الدرجة الأولى ومناطق واسعة من القطاع الغربي للفاشر، مما يعكس التوزيع الجغرافي للقوى المتنازعة في المنطقة.
منذ العاشر من مايو الماضي، تشن قوات الدعم السريع هجمات مكثفة على مدينة الفاشر، في محاولة للاستيلاء على آخر معقل للجيش في دارفور. ومع ذلك، فإن الجيش والقوة المشتركة المتحالفة معه يبذلون جهودًا كبيرة للدفاع عن المدينة، مما يؤدي إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين، ويعكس الوضع المتوتر في المنطقة.