تشهد مدينة مليط في ولاية شمال دارفور حالة من الفوضى الأمنية وأعمال النهب المتزايدة، وذلك في ظل استمرار إغلاق محلات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك”. هذه المدينة، التي تبعد حوالي 65 كيلومترًا عن الفاشر، عاصمة الولاية، أصبحت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية.
أفاد أحمد إسماعيل، أحد أعضاء لجان المقاومة في مليط، في تصريحاته لـ “دارفور24″، بأن حظر استخدام أجهزة “ستارلينك” (الواي فاي) لا يزال ساريًا في جميع أنحاء المدينة، حيث يُسمح فقط لبعض الأفراد العسكريين باستخدامها، ولكن تحت رقابة صارمة. هذا الحظر يساهم في زيادة العزلة المعلوماتية للمدينة، مما يزيد من معاناة السكان في ظل الظروف الحالية.
تتفاقم الأوضاع الأمنية في مليط بشكل غير مسبوق، حيث تزايدت الأنشطة الإجرامية من قبل مجموعات مسلحة متحالفة مع قوات الدعم السريع. هذه المجموعات تستغل المواطنين، وتقوم بإطلاق الرصاص عشوائيًا في الهواء، مما يثير الرعب بين السكان، بالإضافة إلى عمليات النهب التي تستهدف الممتلكات الخاصة والعامة، مما يزيد من حالة القلق والخوف في المدينة.
وفي هذا السياق، قُتل التاجر محمد التوم أبكر بشير يوم السبت في سوق مليط على يد قوة مسلحة ترتدي زي الدعم السريع، بعد رفضه تسليمهم بضاعة دون دفع قيمتها.
وقال بشير عيسى، أحد أقارب القتيل، لـ “دارفور24”: “إن القتيل كان يعمل تاجرًا في سوق مليط، وفي خلال السوق الأسبوعي الذي يُقام يوم السبت، جاء إليه خمسة أشخاص وطلبوا منه بضاعة بقيمة كبيرة ورفضوا دفع المبلغ، وأخذوها بالقوة. فعندما تصدى لهم، أطلقوا الرصاص عليه في وضح النهار وغادروا دون أن يتم اعتقالهم”.
وأضاف أن الأهالي أبلغوا أحد الارتكازات، لكنها لم تتحرك لملاحقة الجناة المعروفين، وتم نقل القتيل إلى المستشفى الريفي ثم دفنه لاحقًا.
أما عن الوضع الإنساني، فقد ذكر أحمد إسماعيل أن بعض السكان نزحوا إلى القرى المجاورة بسبب الاعتداءات والقصف الجوي المتكرر على المدينة، بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي وندرة المواد الغذائية، وعدم تدخل المنظمات الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية لهم.
وفي نفس السياق، أشار أحد المتطوعين في غرف الطوارئ بمدينة مليط إلى توقف المطبخ الجماعي للنازحين بمراكز الإيواء منذ عدة أشهر بسبب نقص التمويل وتوقف الدعم المقدم.
وناشد المتطوعون المنظمات الدولية والوطنية والخيريين لتقديم الدعم العاجل لغرف الطوارئ للقيام بدورها تجاه أكثر من 20 مركز إيواء في جميع أنحاء المدينة.