أعلنت تنسيقية “تقدم” رسميًا عن إنهاء وجودها.. وذلك بعد إعلان مفاصلة بين مجموعتين داخلها. الأولى تنوي تشكيل حكومة موازية في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الدعم السريع، بينما ترفض الثانية مبدأ تشكيل حكومة. ومن المتوقع أن تعلن المجموعة الأخرى، التي تضم المكونات السياسية الأكبر.. عن اسم جديد وتحالف جديد.
وحسب بيان رسمي من تنسيقية “تقدم”:
(انعقد اجتماع الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” برئاسة د. عبد الله حمدوك، عبر الاتصال الإلكتروني.. نهار أمس الاثنين الموافق 10 فبراير 2025م، لمناقشة قضية الشرعية والموقف من تصور إقامة حكومة كأحد وسائل العمل المعتمدة في التعامل مع هذه القضية.
أجاز الاجتماع التقرير الذي أعدته الآلية السياسية.. والذي خلص إلى وجود موقفين متباينين حول قضية الحكومة، وعليه فإن الخيار الأوفق هو فك الارتباط بين أصحاب الموقفين، ليعمل كل منهما تحت منصة منفصلة سياسيًا وتنظيميًا بإسمين جديدين مختلفين.
بذلك، سيعمل كل طرف اعتبارًا من تاريخه حسب ما يراه مناسبًا ومتوافقًا مع رؤيته حول الحرب وسبل وقفها وتحقيق السلام الشامل الدائم.. وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي المستدام، والتصدي لمخططات النظام السابق وحزبه المحلول وواجهاته.
هذا وسوف تعلن كل مجموعة للرأي العام ترتيباتها السياسية والتنظيمية والإسم الجديد الذي ستعمل به بصورة منفصلة.)
لا أجد صعوبة في تحديد مسار كل مجموعة. الفصيل الرئيسي الذي يرفض تشكيل الحكومة الموازية سيتحالف مع مجموعة أحزاب أخرى تحت عنوان “لا للحرب”.. بينما ستعلن المجموعة الأخرى قريبًا عن حكومة لن تجد موطئ قدم على الأرض سوى في إقليم دارفور.. وغالبًا لفترة قصيرة قبل أن تستضيفها الجارة تشاد.
السيرة الذاتية لتنسيقية “تقدم” منذ ولادتها قبل أكثر من عام تكشف إلى أي مدى يستمر الواقع السياسي السوداني في الانحدار. قوى الحرية والتغيير رعت الحراك الثوري الذي أطاح بالنظام الدكتاتوري في 11 أبريل 2019.. وبعدها مباشرة بدأت رحلة الصراع الداخلي والتصدع بتجميد حزب الأمة القومي مشاركته.. ثم خروج الحزب الشيوعي ومجموعة أخرى، وأخيرًا مغادرة حزب البعث في نهاية 2022. وانقسم التحالف إلى مجموعة المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية.
بعد الحرب، اختار مجموعة من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي أن تنخرط في تحالف “تقدم” مع مكونات سياسية ومجتمعية. وعلى مدار حوالي 13 شهرًا، لم ينجح التحالف في تكوين هياكل حقيقية، رغم إفراطه في عقد المؤتمرات وورش العمل في عدة عواصم مثل أديس أبابا ونيروبي وكمبالا والقاهرة، بالإضافة إلى مشاركات أخرى في عواصم أوروبية.
الصورة الخارجية لـ”تقدم” كانت أقرب إلى رجل كامل الهندام بربطة عنق أنيقة، لكنه لا يعرف ماذا يفعل أو إلى أين يذهب. فتعجبه صورته في المرآة، مكتمل الهيئة، لكن لا شيء أكثر من ذلك.
حل تنسيقية “تقدم” يشكل فرصة حقيقية لتصحيح مسار المكونات السياسية التي رفضت تشكيل حكومة موازية. الأمر يتطلب شجاعة الإقرار بالخطأ والاستدارة في الاتجاه المعاكس.
أنصح القوى السياسية التي ستشكل تحالفًا جديدًا: ليس مهمًا اسمه أو عنوانه، لكن لابد من تأكيد دعمهم للجيش وإشهار اعترافهم بشرعيته كمؤسسة عسكرية واحدة.
معارضة السلطة لا تعني معارضة كيان الدولة.
من هنا، يمكن ابتدار مسار جديد قد يحدث تحولًا كبيرًا في أحداث الأزمة السياسية في السودان.
التيار
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا