كتابات

صباح محمد الحسن تكتب : واجهة!!

مصدر الخبر / المشهد السوداني

طيف أول :
في سباق المواقف مكاسبك مثل خساراتك يحكمها إدراكك للمسافة المناسبة قبل الوقت المناسب!!
وفيما لاتراه قد يأخذك التفكير الي الوراء قليلا، أن تقدم لم تسلم من الإختراق مثلها وأجسام أخرى فكل قوة سياسية مستقيمة تقف على بلاط منازلة الإسلاميين سياسيا سرعان مايحاربونها بسلاحهم الضعيف وهو زرع بذرة شر بداخلها لتقسيمها من أجل إضعافها اوتلاشيها وهذا ليس بجديد حدث في صفوف الثورة كثيرا، وفي تجمع المهنيين وقبله في الأحزاب وبعده في لجان المقاومة.
فما لاتراه في إنقسام تنسقية القوى المدنية “تقدم” ربما يكون نخرا لسوس الإسلاميين في جسدها إن كان عبر ايادي ساهمت في تشييدها او عبر نصب واجهات منها موازية لتهد هذا التشييد
وفيما نراه فإن مجموعة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك والأحزاب السياسية الاخرى قد نجحت في مشروعها وخطها ورؤيتها والإلتزام بالمبدأ الذي يناهض الحرب ويدعو لوقفها وإستعادة الحكم المدني الديمقراطي، الخط الذي إلتزمت به منذ بداية مشوارها، وحتى وقوفها أمس صامدة بين لافتتين لحكومتين غير شرعيتين حكومة بورتسودان “المحنّطة” وحكومة الدعم السريع ” مقطوعة الرأس وفاقدة القدمين”
وفيما لانراه يسنده أن الدعم السريع ماهو إلا إستخدام للواجهة ليكتمل مخطط تقسيم القوى المدنية مثلما حدث في قوى الحرية والتغيير
حتى أن إستخدامه جاء في وقت خطأ ليبين أن هناك فكرة في الظلام تقف خلف فكرة الضوء التي أنجبت هذا الإنشقاق
فالدعم السريع قياداته نفسها غير راغبة في تشكيل حكومة وفي آخر خطاب كانت تنادي بإسقاط حكومة البرهان ولم يقل قائدها أنه بصدد إقامة حكومة موازية وهذا مايجعل أن هناك رغبة خفية لإقامة حكومة تعلو على رغبة الدعم السريع
ثانيا : إن فقدان الدعم السريع لمناطق سيطرته على الأرض اوأد طموحه السياسي وقبرّه وقرأ عليه فاتحة الكتاب رحمة ً ، لأن رغبته الساسية الميته كانت تتحدث عن إقامة حكومة في الخرطوم العاصمة التي كان يستمد منها القوة ففقدها وقبلها فقد ولاية الجزيرة
ثالثا : اقليم دارفور الذي تستند عليه الدعم السريع جغرافيا ومناطقيا لن تستطيع أن تضع حجر اساس حكومتها عليه لأن الاقليم ليس تحت سيطرتها الآن وهذا لاينسف طموحها في تشكيل حكومة ولكنه ينهي معها خيار التقسيم الجغرافي والمناطقي!!
رابعا : عدم الشرعية التي تنعت بها المجموعة حكومة البرهان هي نفسها تفتقرها محلياودوليا وقياداتها التي هي اقرب لكواليس الحل إقليميا تعلم أن لانصيب لها في الحكم مستقبلا وحتى الدول الحليفة للدعم السريع لاتدعمه سياسيا لحكم البلاد
لأنها هذه الدول هي جزء من عملية حل دولي لاتقبل فيه الطاولة قوات الدعم السريع كقوة حاكمة
إذن لطالما أن الدعم السريع هي ليست المستفيد الأول من تشكيل حكومة فمن المستفيد!!
فالمبرر الهزيل لإقامة حكومة لإنقاذ الشعب في مناطق سيطرة الدعم السريع هو مسوغ ضعيف لأنه يقلص المسئولية السياسية عند المجموعة ، ويجعل نظرتها ضيقة فبدلا من أنها كانت تحمل هم المواطن السوداني عامه اختصرت جهدها في الكفاح السياسي السلمي على مناطق بعينها وهذا هو عجز سياسي مريع ، فالشعب حتى في مناطق سيطرة الجيش يحتاج الي إنقاذ ومساعدة ومد يد العون وتقديم أبسط مقومات الحياة
لهذا فإن ستعجال المجموعة لإعلانها نفسها وطرح رؤيتها السياسية تحت مظلة الدعم السريع ولافتته ( المشلعة)
تعني أن ثمة “طرف سياسي ثالث” يحاول أن يستبق حلا قادما يعلم أن الحل يبعد الأطراف العسكرية من المسرح السياسي ولهذا فأنه وبهذه ” الطبخة النية”
إما أنه ينفخ الروح في جسد الدعم السريع سياسيا او يمنح البرهان دعما مستقبليا بإضعاف خصمه السياسي “القوى المدنية” !!
وفيما نراه ولو أن الجبهة الثورية ضحية مؤامرة او أن الذي تم بوعيها وعلمها،او بدونه ، فإنها الخاسر سياسيا بلا شك ليس لأنها تعيد سيناريو الكتلة الديمقراطية مع الحرية والتغيير التي كانت سندا للانقلاب
ولكن لأنها بهذا تخدم البرهان اكثر مما تنزع منه الشرعيه ، فاللعبة واحدة لخدمة العسكريين تصنعها يد واحدة لتأتي بنتيجة واحدة ، فالكتلة الديمقراطية عندما خرجت قالت إنها جناح سياسي يمثل نفسه بإسم التغيير ، واتضح في نهاية المطاف أنها تمثل البرهان وتمثل إنقلابه ومثلته حتى في الحرب والقتال سياسيا وميدانيا.
ولكن ولو أن خريطة طريق المؤامرة بهذا الشكل فاللعبة غير مربحة لأن الحلول الدولية المطروحة لاتحتاج لتقدم ككتلة سياسية للحكم، مثلما كانت تحتاح الي قوى الحرية والتغيير في السابق، حتى يعنييها تماسكها او فك إرتباطها، هي فقط تحتاج اليها كمجموعة سياسية داعمة للحل السياسي ، بحكومة مدنية من التكنوقراط، وذكرنا هذا من قبل إنه ليس من الضروري ان تكون تقدم جزء من الحكومة او لاتكون، حتى ان تقدم كانت زاهدة في هذا الإتجاه وقالت أن هدفها وقف الحرب وهذا مايجعل أن كل ما تم وسيتم، سيضيع هباء ًمنثورة، لأن كل حزب وجسم سياسي في تقدم وتحت أي لافته سيحافظ على موقعه ودوره المنوط به حتى بلوغ الأهداف بعيدا عن الجنراليين وداعميهم
وهذا موقف ناضج يحسب لمجموعة السلام تاريخيا والتي أكدت براءتها من دماء الأبرياء عندما دمغتها الفلول بتهمة التماهي مع الدعم السريع ورفضها لحكومة الدعم السريع يهد جدار هذه الفرضية السطحية التي شيدتها الفلول من رمال الخديعة والوهم
طيف أخير :

تقول مجموعة الدعم السريع السياسية ان لديها مفاجأة بضم كيانات جديدة لكن علة الثقل السياسي فيها ليس افقيا فلو انضمت لها كل الأحزاب الساسية الأخرى فهي تفتقر للشرعية لأن علتها “رأسية ” عكس مجموعة حمدوك التي ربما تكسب بهذا الموقف أكثر منها.

الجريدة

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

المشهد السوداني

تعليقات

  • كل سودانى يعمل او يشتقل سياسة اذا بطل طمع وغرض ومرض فى ممارسة السياسة يكون وطنى وصادق لكن هذا طريق السودانين ومنذ الاستقلال يعارض كويس وعندما تاتى الفرصة يحصل الشكل على غنيمة المناصب والمكاسب وتبق المعارضة ذي الحكومة واحد طالبين مناصب وثروة…عشان كده ما ح تقوم ليهم قيامه…والنضال زاتو عندنا حنك واركان نقاش وكلام فى كلام ….جميع الاجسام والاحزاب المعارضة وين عملكم غير الكلام …تسيس لاندية مستشفيات مركز تهيل وتدريب ووووو شغل على المجتمع غير الكلام والتنظير والتحليل…