تمكن الجيش السوداني من إحراز تقدم ملحوظ في العاصمة الخرطوم، حيث استطاعت قواته السيطرة على مناطق جديدة في ظل تجدد الاشتباكات. وقد شهدت الساعات الأخيرة تصاعدًا في حدة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث اندلعت المعارك في عدة محاور، مما أدى إلى تعزيز الجيش لحصاره حول العاصمة.
وفي تفاصيل الأحداث، أفاد شهود عيان بأن الجيش السوداني قد تمكن من السيطرة على مدينة جياد الصناعية الواقعة جنوبي الخرطوم، كما حقق تقدمًا ملحوظًا نحو الشرق، حيث بسطت قواته سيطرتها على حي كافوري. هذا التقدم يأتي في وقت حساس، حيث يسعى الجيش إلى تعزيز موقفه العسكري في مواجهة قوات الدعم السريع.
وفي إطار العمليات العسكرية، نفذ الجيش قصفًا مدفعيًا مكثفًا صباح الأربعاء من منصاته شمال أم درمان، مستهدفًا مواقع قوات الدعم السريع في الخرطوم بحري. وقد تزامن ذلك مع سماع أصوات اشتباكات عنيفة في وسط الخرطوم وشرق النيل، بالإضافة إلى مناطق جنوب وغرب أم درمان، حيث سُمعت أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة، إلى جانب انفجارات عنيفة تعكس تصاعد حدة الصراع في المنطقة.
كان قد أعلن الجيش السوداني في وقت متأخر من يوم الثلاثاء عن استعادة السيطرة على مدينة جياد الصناعية الواقعة جنوب الخرطوم. كما ظهر قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، في حي كافوري للمرة الأولى، حيث ألقى كلمة قصيرة أمام قواته، مشدداً على أهمية الاستمرار في القتال ضد قوات الدعم السريع.
في سياق متصل، حذرت عدة غرف طوارئ في العاصمة الخرطوم من تفاقم الأزمات الإنسانية بشكل متسارع. وأفادت غرفة طوارئ الكبابيش بأن السكان في المنطقة يواجهون خطر الموت جوعاً، نتيجة توقف المطابخ الجماعية وانقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات، بالإضافة إلى توقف الخدمات البنكية لأكثر من عام.
كما أشارت غرف الطوارئ إلى أن الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط الخرطوم قد أدت إلى توقف إدخال المواد الغذائية والصحية، فضلاً عن الانتهاكات التي اتهمت قوات الدعم السريع بارتكابها ضد المدنيين، وفقاً لشهادات السكان المحليين.