دعا الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته خلال المؤتمر الإنساني رفيع المستوى الذي يهدف إلى دعم الشعب السوداني، إلى ضرورة تقديم مساعدة عاجلة للمواطنين الذين يواجهون أزمة إنسانية غير مسبوقة. وأكد أن الوضع الراهن في السودان يتطلب استجابة سريعة ومستدامة من المجتمع الدولي، مشددًا على أهمية التعاون بين الدول والمنظمات لتحقيق هذا الهدف.
انطلق المؤتمر الإنساني صباح يوم الجمعة تحت رعاية كل من إثيوبيا والإمارات والاتحاد الإفريقي وإيغاد، حيث شهد حضور عدد من القادة البارزين، بما في ذلك رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس الكيني ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى رئيس تحالف صمود الدكتور عبدالله حمدوك. وقد تمحورت المناقشات حول سبل تعزيز الدعم الإنساني وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات التي يواجهها الشعب السوداني.
وأوضح الأمين العام أن الأمم المتحدة ستتعاون مع الشركاء الدوليين لإطلاق خطة شاملة للاحتياجات والاستجابة الإنسانية للسودان للعام 2025، بالإضافة إلى خطة خاصة للاجئين السودانيين. وأشار إلى أن كلا الخطتين تتطلبان تمويلًا قدره ستة مليارات دولار، وذلك لدعم 21 مليون شخص داخل السودان وحوالي 5 ملايين لاجئ سوداني في الدول المجاورة، مما يعكس حجم التحديات الإنسانية التي تتطلب استجابة عاجلة وفعالة.
وأكد الأمين العام أن السودان يمر بأزمة ذات أبعاد كارثية تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا، مشددًا على أهمية حماية المدنيين، بما فيهم العاملون في المجال الإنساني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق، والحد من الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة التي تسهم في تفاقم الصراع وزيادة معاناة المدنيين. وأعلن أن الأمم المتحدة تجري حوارات مع الأطراف المتحاربة لتنفيذ إعلان جدة الذي يهدف إلى تحقيق وقف شامل لإطلاق النار وحماية المدنيين.
ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، أطلق الأمين العام نداءً للمجتمع الدولي لاستخدام نفوذه للضغط من أجل وقف الأعمال القتالية وتقديم الدعم الإنساني، والعمل نحو تحقيق السلام الدائم في السودان، مؤكدًا على ضرورة تكثيف الجهود لإنهاء معاناة الشعب السوداني والتخفيف من هذه الأزمة الإنسانية الكبيرة.
من جانبه، أوضح تحالف صمود أن رئيسه الدكتور عبدالله حمدوك تحدث في المؤتمر مؤكدًا على أهمية تعزيز الاهتمام العالمي بالأزمة الإنسانية في السودان وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لتلبية الاحتياجات الأساسية وحماية المدنيين، وإيجاد حل سلمي للنزاع المستمر الذي يقترب من عامه الثاني.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمات من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، والرئيس الكيني، ويليام روتو، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، شخبوط آل نهيان، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، والسكرتير العام لمنظمة الإيغا، رقني قبيهو. وأكد المتحدثون أن السودان يواجه أكبر كارثة إنسانية في العالم، مشددين على ضرورة إنهاء الحرب وتوفير الدعم الإنساني للمتضررين.
