أكد الفريق أول عبدالفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، أن كل من حمل السلاح وقاتل إلى جانب القوات المسلحة سيكون له دور في أي مشروع سياسي مستقبلي في السودان. جاء ذلك خلال زيارة قام بها البرهان، برفقة مساعده ياسر العطا، إلى منطقة أمدرمان العسكرية، حيث استمع إلى تقارير حول سير العمليات العسكرية في المنطقة. هذه التصريحات تعكس التزام الجيش السوداني بتعزيز الشراكة مع المقاتلين الذين وقفوا في صفه خلال النزاعات الحالية.
في كلمته أمام الجنود، شدد البرهان على أن القوات المسلحة لن تتخلى عن أي فرد شارك في القتال ضد قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن هؤلاء الأفراد سيكونون جزءًا من أي عملية سياسية مستقبلية دون استثناء. كما أشار إلى أن الجيش ماضٍ في تحقيق النصر، معبرًا عن تصميمه على تطهير البلاد من أي تهديدات. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث يسعى الجيش إلى تعزيز موقفه في الساحة السياسية.
من جهة أخرى، قبل ايام حذر البرهان حزب المؤتمر الوطني من محاولة استغلال المقاتلين لتحقيق مكاسب سياسية، مشددًا على أن هؤلاء المقاتلين ليس لديهم طموحات سياسية. وأكد أن أي محاولة للعودة إلى الحكم على حساب أرواح السودانيين لن تُقبل، مما يعكس موقف الجيش الحازم تجاه أي تدخلات سياسية قد تؤثر على استقرار البلاد. هذه التصريحات تعكس التوترات السياسية الحالية في السودان وتبرز أهمية الوحدة بين القوات المسلحة والمقاتلين.
وأضاف البرهان في حديثه أمام قوى سياسية في بورتسودان “هؤلاء الذين يقاتلون هم سودانيون ووطنيون وليس لديهم رغبة في الحصول على حقوق أو مكاسب، هناك قوى سياسية تحاول استقطاب بعض المقاتلين، نحن حذرناهم من الانخراط مع أي جهة، ومن له ولاء لجهة معينة عليه أن يضع السلاح ويذهب”.
وفي اليوم التالي لحديث البرهان، أعلنت وزارة الخارجية عن طرح “خريطة طريق للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب واستئناف العملية السياسية الشاملة”.
وتتضمن هذه الخريطة “إطلاق حوار وطني شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية، وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لاستئناف مهام الفترة الانتقالية، ومساعدة الدولة على تجاوز تبعات الحرب، وإجراء التعديلات اللازمة على الوثيقة الدستورية، وإقرارها من القوى الوطنية والمجتمعية، ومن ثم اختيار رئيس وزراء مدني لإدارة الجهاز التنفيذي للدولة دون تدخل”.
