دعا د. عبدالله حمدوك، رئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية “صمود”، المجتمع الدولي إلى تكثيف اهتمامه بالأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان. جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر العون الإنساني رفيع المستوى الذي عُقد في أديس أبابا، حيث شدد على أهمية تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان وحماية المدنيين من تداعيات الصراع المستمر. حمدوك أشار إلى أن الوضع الإنساني في البلاد يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي، خاصة مع اقتراب النزاع من عامه الثاني.
في سياق المؤتمر، أعرب حمدوك عن ضرورة إيجاد حل سلمي للصراع الدامي الذي يعصف بالسودان، والذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية. كما دعا الاتحاد الإفريقي إلى ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري وغير مشروط، في ظل استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف إبريل. هذه الدعوات تأتي في وقت حرج، حيث يعاني ملايين السودانيين من نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، مما يستدعي تحركاً عاجلاً من قبل المجتمع الدولي.
من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن خطتين طموحتين بقيمة 6 مليارات دولار تهدفان إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 26 مليون سوداني، سواء داخل البلاد أو في دول الجوار. المتحدثون في المؤتمر أكدوا أن السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم، مشددين على أهمية إنهاء النزاع وتقديم الدعم الفوري للمتضررين. هذه التصريحات تعكس القلق المتزايد من تفاقم الأوضاع الإنسانية، وتؤكد الحاجة الملحة للتعاون الدولي من أجل إنقاذ الأرواح.
في سياق قمة الاتحاد الإفريقي، تم تنظيم سلسلة من الاجتماعات الفنية التي تناولت سبل معالجة الأزمة السودانية. وقد شهدت هذه الفعاليات مشاركة عدد من الخبراء والمختصين الذين ناقشوا التحديات التي تواجه السودان في ظل الظروف الراهنة، حيث تم التركيز على أهمية التنسيق بين الدول الإفريقية لمواجهة هذه الأزمة.
كانت الأزمة الإنسانية في السودان هي الموضوع الأبرز خلال هذه الاجتماعات، حيث أشار محمد بن شمباس، رئيس اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي المعنية بالسودان، إلى أن الوضع الإنساني في البلاد يعد من أسوأ الأزمات على مستوى العالم. وقد أبدى شمباس قلقه العميق إزاء تداعيات النزاع المستمر، الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، شهدت البلاد تصاعداً في أعمال العنف، مما أسفر عن نزوح الملايين من المواطنين، بالإضافة إلى صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. وأكد شمباس أن التحدي الأكبر يكمن في إصرار الأطراف المتنازعة على استخدام القوة العسكرية بدلاً من الانخراط في حوار جاد، مشدداً على أهمية إجراء محادثات سياسية شاملة تهدف إلى إنهاء النزاع وبناء إطار سياسي مستدام للحكم في السودان.
وعبّر السفير بانكول أديوي، مفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن، عن تفاؤله بشأن مواصلة التعاون مع جميع الأطراف السودانية، بما في ذلك المدنيين والجهات السياسية، من أجل تحقيق حل شامل للأزمة وحوار سياسي لاستعادة الديمقراطية الدستورية في السودان.
وأوضح: “يجب أن نوقف الحرب في السودان لأنها تؤثر على الجميع، حيث تستضيف جنوب السودان وإثيوبيا ومصر وتشاد الآلاف من اللاجئين. ومن المؤسف أن السودان لا يزال يواجه تحديات لا يمكن تصورها”.