تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يوم الجمعة في قلب العاصمة الخرطوم، حيث يسعى الجيش لتوسيع نطاق عملياته العسكرية والتقدم نحو محيط القصر الرئاسي. هذه المعارك تأتي في وقت حساس، حيث يحاول الجيش تعزيز وجوده في المناطق الاستراتيجية وسط العاصمة، مما يزيد من حدة التوترات في المنطقة.
في سياق هذه الاشتباكات، تمكنت قوات الجيش من التصدي لهجوم شنته قوات الدعم السريع في شرق محيط القيادة العامة، حيث استمرت عمليات القصف المدفعي من قبل الجيش على مواقع الدعم السريع المنتشرة في العاصمة. في الوقت نفسه، قامت القوات العسكرية بالتوغل نحو شارع السيد عبد الرحمن، في محاولة للوصول إلى وسط السوق العربي، مما يعكس استراتيجية الجيش في السيطرة على النقاط الحيوية في المدينة.
على الجانب الآخر، قامت قوات الدعم السريع بإعادة نشر قواتها في مناطق متفرقة شرق الخرطوم، تحديداً في منطقة شرق النيل، بهدف قطع تقدم الجيش وقوات دراع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل. ومع تقدم الجيش وسيطرته على معظم محلية بحري، انسحبت قوات الدعم السريع بشكل ملحوظ إلى شرق النيل، بعد استيلاء الجيش على مصفاة الجيلي وفك الحصار عن سلاح الإشارة والقيادة العامة في الخرطوم.
كانت شهدت قوات الدعم السريع تراجعًا ملحوظًا في وجودها العسكري في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بعد فقدانها لعدة مناطق استراتيجية في وسط السودان. تصاعدت حدة القتال في محاور الصحراء والفاشر بشمال دارفور، مما دفع القوات إلى إعادة تقييم مواقعها. في أغسطس الماضي، قامت الشرطة العسكرية التابعة للدعم السريع بتنفيذ عمليات واسعة النطاق ضد مقاتليها، حيث استهدفت تلك الحملات المقاتلين الذين كانوا يتواجدون في المقاهي والأسواق، مما أدى إلى اعتقال عدد منهم ونقلهم إلى جبهات القتال بواسطة شاحنات كبيرة.
وفقًا لشهادات بعض المواطنين، فإن الارتكازات الجديدة التي أقامتها قوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل تضم مقاتلين جدد لم يسبق لهم الوجود في المنطقة. وقد وصف أحد الشهود هؤلاء المقاتلين بأنهم “وجوه جديدة كليًا”، مما يشير إلى تغيير في التركيبة البشرية للقوات. كما أفاد شاهد عيان آخر بوقوع حالات اختطاف من قبل عناصر الدعم السريع، حيث تم طلب فدية مالية مقابل الإفراج عن المخطوفين، مما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة.
في سياق متصل، انسحبت قوات الدعم السريع تدريجيًا من منطقة الخرطوم بحري إلى شرق النيل تحت ضغط متزايد من الجيش السوداني. وقد تسارعت وتيرة الانسحاب بعد المواجهات التي حدثت بين الجيش وقوات سلاح الإشارة في 24 يناير الماضي. في الوقت نفسه، تمكن الجيش من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في ولاية الجزيرة، بالإضافة إلى السيطرة على الخرطوم بحري، باستثناء بعض المناطق المحدودة في كافوري. ومنذ يومين، تشهد مناطق شرق النيل معارك عنيفة بين الجيش وقوات درع السودان، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
الى ذلك ذكرت تقارير صحفية أن الجيش السوداني يحقق تقدماً ملحوظاً نحو القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، الذي لا يزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية النزاع.
وأوضحت المصادر أن القوات المسلحة أصبحت الآن على مسافة تقدر بحوالي 500 متر من بوابة القصر الرئاسي، مما يعكس تصاعد العمليات العسكرية في المنطقة.
كما أفادت الأنباء بأن الجيش قام بقصف مواقع قوات الدعم السريع في شرق العاصمة باستخدام المدفعية الثقيلة، مما يزيد من حدة الاشتباكات في تلك المنطقة.