في إطار الأحداث المتسارعة في السودان، تداول مستخدمون على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو أثار جدلاً واسعاً.
تفاصيل الفيديو:
كان يزعم ناشروه أنه يوثق لحظة اعتراض القوات الجوية السودانية “طائرة إماراتية محملة بالأسلحة”.
يظهر الفيديو ما يبدو وكأنه هبوط لطائرة مدنية بعد عملية اعترض جوي.
وجاء في التعليق المرافق له:
“نسور الجوية (الجيش السوداني) تعترض طائرة إماراتية متجهة إلى مطار نيالا وتجبرها على الهبوط في مطار كنانة الدولي”.
ردود الفعل:
حظي هذا الفيديو بمشاركات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي،
تزامناً مع اتهامات وجهتها حكومة الخرطوم لدولة الإمارات بمساندة قوات الدعم السريع عبر تزويدها بالأسلحة،
وهو ما تم نفيه من قبل أبوظبي وقوات الدعم السريع.
ولكن، تبين أن الفيديو المتداول لا يُظهر اعتراض طائرة إماراتية.
التحقق من المعلومات
ما يثير الشك بادئ الأمر هو ظهور علامة الخطوط الجوية الليبية على الطائرة التي هبطت في المطار.
وبعد البحث عن الفيديو، يتضح أنه تم نشره على يوتيوب قبل عدة سنوات،
تحديدًا في فبراير 2019، على القناة الرسمية لمكتب الإعلام التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية.
ووفقًا لمنصة فرانس برس، الفيديو يُظهر القوات الجوية الليبية خلال اعتراض طائرة مدنية قد اخترقت منطقة الحظر الجوي في الجنوب.
وقد أجبرت الطائرة على الهبوط في مطار تمنهنت الدولي بجنوب ليبيا.
الأوضاع في السودان:
منذ أبريل 2023، يشهد السودان نزاعًا دامياً بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان،
وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ “حميدتي”.
وتواجه الأطراف المتنازعة اتهامات بارتكاب جرائم حرب، خاصةً استهداف المدنيين.
النداءات الإنسانية:
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة،
إلى وقف تدفق الأسلحة إلى السودان، مشيرًا إلى “أزمة إنسانية غير مسبوقة في القارة الإفريقية”.
وقال غوتيريش في إثيوبيا خلال مؤتمر حول الوضع الإنساني في السودان:
“يجب حماية المدنيين وتسهيل الوصول الإنساني الآمن ووقف تدفق الأسلحة”.
وخلال المؤتمر ذاته، دعت الإمارات إلى “هدنة إنسانية” خلال شهر رمضان،
وتعهدت بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 200 مليون دولار، بينما تعهدت إثيوبيا بمبلغ 15 مليون دولار وكينيا بمبلغ مليون دولار.
هذا الوضع يضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ كبير،
في ظل تصاعد الأوضاع الإنسانية والأمنية في السودان والمنطقة.
