طيف أول :
في نصف الحكاية
هلِعُ خشية أن يمحوه الزمان
وهو على كفة الضياع…
أيها الوطن صبرا ً
لن يبقى قفلك اليتيم تائها عن المفتاح.. تمهل !!
وأمس الأول تحدثنا عن أن الجهود التي يقوم بها وزير الخارجية لإصلاح ما أفسدته الحرب وقبلها الإنقلاب ، ماهي إلا تحركات فاشلة، لن تؤتي أُكلها ليس لآن أوان إصلاح العلاقات الدولية وتبني الوساطات بين السلطة الانقلابية والمجتمع الدولي ولى وانتهى، ولكن كما ذكرنا السبب المباشر هو أن الحرب ، وبحث معالجة أزمتها وكيفية التداوي ، تجاوز السلطة الإنقلابية وطرفي الصراع ، وبارح منطقة القرار عندها ،. وانتقل الي قبضة أيادي خارجية، تتسابق في مساحة المصالح إن كان عبر دول إقليمية اودولية
وهذا ما كشفته جلسة مجلس السلم والأمن الأفريقي بالأمس وأكدته، حيث تحول خطاب المنصة من بث الرسائل الي مسامع قادة طرفي الحرب الي المحاور التي تتحكم فيها
فأهم ما جاء في تصريحات رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي موسى فكي في الجلسة بشأن الازمة السودانية ، هو أنه قال : ( لا بد من وقف التدخلات الخارجية و”الحرب بالوكالة” من أجل السيطرة على السودان). ،
وهذا يعني أن النظرة الدولية للحل تجاوزت مخاطبة طرفي الصراع ، سيما دعوتهما لوقف النار في السودان فتدخلات الدول الخارجية أصبحت ليست تلك التي توثر على القرار إنما التي تتحكم في الميدان وهي رسالة مباشرة من فكي الي الدول المعنية التي تساهم في إستمرار الحرب
وحتى إتجاه مجلس الأمن والسلم الإفريقي للدعوة لهدنة إنسانية في شهر رمضان تمدد لوقف نار دائم حال إلتزام الأطراف السودانية ،
ربما لن يكون مجديا فالأطراف المتصارعة من الفلول في الجيش والدعم السريع لاتعرف حرمة هذا الشهر الكريم ، وتعودت أن تكون جرائمها السابقة والآنية في هذا الشهر الذي إتخذته موعدا وميقاتا لتنفيذ القتل والإغتصاب إن كان في فض الإعتصام سابقا او في حرب “15 ابريل”
لذلك أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تخطى الحديث عن العودة للحوار والتفاوض ودعا إلى ضرورة فتح تحقيق دولي بشأن الجرائم التي ارتكبت في السودان ، وهو مايعني أن الأطراف جميعها وضعت تحت طائلة الإتهام ، الذي يريد غوتيرش به أن يوصلهم به الي بوابة العدالة عبر تحقيق مفتوح!!
وهو مايؤكد أن العالم خلص الي إن الأرض الآن تحولت الي مسرح للجريمة تساوت فيها نظرته لجميع الأطراف لأن الامم المتحدة ولأول مرة لم تسم الطرف الذي يجب التحقيق معه ومساءلته هذا التخطي أدركته حكومة البرهان مسبقا ، مما دفعها للهرولة الي روسيا لتستبق القادم بحاضر يشكل لها طوق النجاة، ولهذا ذكرنا أن البرهان يعرض ساحل البحر الأحمر لأجل الحماية أكثر من رغبته في البقاء على السلطة، فالتحقيقات الدولية إن تبنتها الأمم المتحدة او مجلس الأمن او المحكمة الجنائية الدولية فهي بالتأكيد تستند على آخر التقارير المقدمة ، التي أدانت قيادة طرفي الصراع بتحجيم نشاطهما المالي والحد من تحركاتهما، ولكن هذه المرة ولأن الدعوة تنطلق من قاعدة الإنتهاكات الإنسانية فربما تتجاوز العقوبات حظر الأرصدة والحسابات البنكية وتتجه الي الإتهام المباشر بإرتكاب جرائم حرب ، وجرائم ضد الإنسانية بتحمل المسئولية كاملة ، وهو الأمر الذي ربما يتسبب في إتساع قائمة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية
التي إن قررت إلحاق الإتهام بقيادات عسكرية فربما يغلق هذا طريق التعامل والتعاون الدولي ليشمل حتى روسيا ، ليس لوقف بناء قاعدة كما تعشم حكومة البرهان ولكن لكف يدها عن تقديم أي دعم او مساعدة
ولم ينحصر حصار المجتمع الدولي للحكومة الإنقلابية عبر هذه الجلسة في التلويح بالعقاب والإصرار على التمسك بضرورة وقف إطلاق النار، ولكنه شكك حتى في أمانتها على المساعدات الإنسانية، وكشف عن عدم ثقته في منظماتها العاملة في مجال توزيعها للمواطنين وذلك عبر إتجاه مجلس الأمن والسلم الإفريقي للدعوة إلى حصر تدفق المساعدات الإنسانية للسودان عبر المنظمات الأممية فقط
الخطوة التي تؤكد نية الامم المتحدة في ضرورة التحكم في العمل الإنساني، وذلك بدعوة غوتيريش لضرورة توحيد المبادرات وتكثيف التنسيق بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، وعملية وضع اليد الكامل على العمل الإنساني ودعوة الأمين العام للامم المتحدة لفتح باب التحقيق مع الأطراف المتصارعة يعني أن المجتمع الدولي يحاول نزع شرعية القرار العسكري على الأرض بعد نزع شرعية القرار السياسي، وهي الخطوة التي لن تقف عند إحتكار المساعدات الإنسانية ولكنها ربما تتخطى حدود الإعتراف بطرفي الصراع كأيادي ممسكة بمحرك الميدان ، وصولا الي مرحلة عدم الإعتراف بوجودهما على الٱرض، عندها لابد من وجود آخر يكمل عملية مابعد توزيع المساعدات الإنسانية!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
حضور طاغي لصمود بقيادة رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك في مؤتمر العون الإنساني بأديس ابابا
أكد حقا أن
المكان لن يمنحك المكانة
أنت من تمنح المكانة للمكان !!
الجريدة
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا