أعلن مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، عن الأرقام الأولية لضحايا الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على معسكر زمزم، حيث بلغ عدد القتلى 25 شخصاً و47 جريحاً، بالإضافة إلى اختطاف 9 أفراد. وأكد مناوي أنه لا صحة لما يُشاع حول منع القوة المشتركة من إجلاء النازحين من منطقتي زمزم والفاشر، مشيراً إلى انتقاده لطريقة تعامل الأمم المتحدة مع المنظمات الإنسانية التي أنشأتها قوات الدعم السريع.
خلال كلمته التي ألقاها أمام المنظمات الدولية والوكالات الأممية في بورتسودان، أشار مناوي إلى أن من بين الضحايا هناك 6 نساء و8 أطفال و9 رجال، بالإضافة إلى اثنين من موظفي المنظمات الإنسانية. هذه الأرقام تعكس حجم المأساة الإنسانية التي تعاني منها المنطقة، حيث تتزايد الحاجة إلى الدعم والمساعدة العاجلة للمتضررين.
كما أفاد مناوي بأن عدد الجرحى الذين تم نقلهم إلى مستشفى أطباء بلا حدود بلغ 47 جريحاً، لكنه أضاف أن هناك العديد من الجرحى الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى بسبب الظروف الأمنية الصعبة. هذه الأوضاع تستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للمتضررين وتوفير الحماية للنازحين في ظل تصاعد العنف في المنطقة.
وأفاد أن أحد المحتجزين تمكن من الهروب من خاطفيه وأبلغ عن تعرض المحتجزين لسوء المعاملة. كما أشار إلى إحراق 37 منزلاً و8 آلاف محل تجاري، بالإضافة إلى تدمير 3 مدارس و4 مساجد خلال الهجوم، مع الإشارة إلى خروج 11 من مضخات المياه عن الخدمة ونهب 400 سيارة مملوكة للمواطنين.
وأشار إلى أن الأوضاع في زمزم مستقرة حالياً، لكنه في الوقت نفسه نبه إلى وجود مشكلات تتعلق بالوضع الإنساني نتيجة نقص الماء والرعاية الصحية والغذاء، مما يستدعي تدخل المنظمات بشكل عاجل.
نفى حاكم إقليم دارفور وجود أي قيود على المواطنين من الفرار من زمزم والفاشر بسبب القوة المشتركة. وأوضح في مؤتمر صحفي للمنظمات الدولية والأممية أن هذه القوة توفر أماكن آمنة للنازحين. وتساءل عن مصير النازحين في ظل استمرار الحرب وسيطرة الدعم السريع على باقي المناطق. كما أشار إلى أن النازحين الذين يفرون إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع يتعرضون للاعتداء، مستدلًا بالهجوم الذي استهدفت قافلة نازحين عند مدخل كبكابية أثناء حمايتها من قبل القوة المحايدة، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص. وأعرب عن استغرابه من دعوة القوة المشتركة للسماح للمواطنين بالفرار، بدلاً من مطالبة الدعم السريع بوقف الهجمات.
أوضح أن القوة المشتركة قد مكنت العديد من النازحين من الهروب، لافتًا إلى عودة 25 أسرة إلى الفاشر و15 أسرة أخرى إلى مناطق قولو وشقرة. كما أشار إلى نزوح 42 ألف شخص من معسكر زمزم والأرياف المجاورة إلى الفاشر، وأكد على الحاجة الملحة للغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
قال إن قادة من قوات الدعم السريع هددوا إمام مسجد يُدعى أدم حامد جار النبي بتصفيته، واتهمهم بتصفية إمام آخر في مسجد قبل بضعة أسابيع في الفاشر.
واتهم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة ليس فقط في مناطق النزاع، بل أيضاً في المناطق التي تسيطر عليها في الخرطوم ودارفور، مطالباً بتصنيفها كمجموعة إرهابية.
قال مناوي إن قوات الدعم السريع تحاصر مدينة الفاشر منذ حوالي عام، مما يجعلها معزولة عن باقي أنحاء البلاد. وبعد أن فشلت في السيطرة على الفاشر، بدأت في تهجير النازحين من منطقة زمزم، الذين نزحوا أصلاً من جبل مرة وجنوب الفاشر وجنوب دارفور منذ عام 2003. وأشار إلى أن المواطنين بدأوا في النزوح بشكل عكسي من زمزم إلى الفاشر نتيجة للهجمات.
أشار إلى الزيادة في عدد النازحين منذ بداية هجمات قوات الدعم السريع على الفاشر في مايو من العام الماضي، محذرًا من استهداف مختلف المرافق المدنية بالقذائف والطيران. كما انتقد طريقة تعامل الأمم المتحدة مع المنظمات الإنسانية المرتبطة بالدعم السريع واعترافها بها، ودعا إلى ضرورة اتخاذ موقف مختلف من قبل الأمم المتحدة.
تتهم قوات الدعم السريع الجيش والقوة المشتركة بتحويل معسكر زمزم إلى قاعدة عسكرية واستخدام النازحين كدروع بشرية.
من جهتها، أفادت غرفة الطوارئ المحلية في دار السلام بحدوث نزوح كبير لعدد من القرى غرب دار السلام خلال الأسبوع الماضي نتيجة للاعتداءات المتكررة وسرقة المواشي والممتلكات والعنف.
جددت قوات الدعم السريع قصفها العنيف بالمدفعية في مدينة الفاشر يوم السبت، بينما قام الجيش بتنفيذ غارات جوية على المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في المدينة.
ذكرت قيادة الفرقة في تقريرها اليومي أمس أنها نفذت 11 غارة جوية، وأشارت إلى إسقاط أربعة طائرات مسيرة انتحارية قبل أن تقوم بالتعامل مع أي هدف.
اتهمت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر قوات الدعم السريع بتنفيذ هجمات على عشر قرى في محلية دار السلام بشمال دارفور.
كشفت غرفة الطوارئ المحلية في دار السلام عن حدوث نزوح كبير من عدة قرى غربي دار السلام نتيجة للاعتداءات المتكررة وسرقة المواشي والممتلكات، بالإضافة إلى ممارسات العنف اللفظي والجسدي. وذكرت أن القرى التي هجر سكانها إلى مدينة دار السلام تشمل كروة، كومه، كرقيات، حلة ياسين، حلة أحمد، هبينا، أم ضل، دميكة، وحلة سنوسي.