السودان الان السودان عاجل

وزير الخارجية السوداني في إيران .. العودة إلى مربع التقارب القديم

مصدر الخبر / موقع التغيير

بدأ وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، زيارة رسمية إلى إيران يوم الأحد، وذلك بعد فترة قصيرة من زيارته لروسيا، حيث تم التوصل إلى اتفاق يمنح روسيا قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر. هذه التحركات تثير قلق العديد من المراقبين، حيث يعتقد بعض المحللين السياسيين والعسكريين أن إيران تسعى لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة، مما يثير مخاوف الولايات المتحدة ودول غربية وعربية. يأتي ذلك في ظل تراجع نفوذ إيران في كل من سوريا ولبنان نتيجة الأزمات المستمرة، وخاصة تداعيات الحرب في غزة.

في سياق هذه الزيارة، صرح سفير السودان في إيران، عبد العزيز حسن صالح، لوكالة أنباء السودان الرسمية (سونا) بأن وزير الخارجية سيلتقي نظيره الإيراني، عباس عراقجي، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الحكوميين. الهدف من هذه اللقاءات هو إطلاع الجانب الإيراني على آخر التطورات في السودان، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن تبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الطرفين.

تأتي زيارة وزير الخارجية السوداني في وقت حساس، حيث تتزايد التوترات في المنطقة، ويبدو أن السودان يسعى إلى تعزيز علاقاته مع إيران في ظل التغيرات الجيوسياسية. هذه الخطوة قد تعكس رغبة السودان في الاستفادة من الدعم الإيراني في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، بينما تظل الأنظار متجهة نحو ردود الفعل المحتملة من القوى الكبرى في المنطقة، وخاصة الولايات المتحدة، التي تراقب عن كثب هذه التطورات.

اتفقت السودان وإيران في أكتوبر الماضي على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد انقطاع دام 8 سنوات، حيث كان الهدف من ذلك هو المسعى الذي قام به الجيش السوداني لتعزيز تحالفاته في الصراع القائم مع “قوات الدعم السريع”.

في وقت سابق، اتهمت دول غربية إيران بتقديم الدعم العسكري للجيش السوداني من خلال تزويده بأسلحة نوعية ساعدت في تحقيق أول انتصار عسكري في الحرب، وهو استعادة مدينة أم درمان، التي تُعتبر ثاني أكبر مدن العاصمة السودانية الخرطوم.

أثار هذا التقارب العديد من الأسئلة حول أهداف الجيش السوداني في استئناف العلاقات مع إيران بهذه السرعة، مما قد يؤدي إلى تحويل الصراع في السودان إلى ساحة لصراع إقليمي ودولي يتصدى لأي نفوذ روسي وإيراني، مما يزيد من تعقيد الأزمة في السودان ومنطقة الشرق الأوسط.

رفض السودان في مارس 2024 طلباً من طهران لإنشاء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر، رغم تقديمها طائرات مسيّرة متفجرة للجيش السوداني لاستخدامها في مواجهته مع “الدعم السريع”.لم تصدر أي تصريحات رسمية من الإدارة الأميركية الجديدة بشأن إعلان السودان عن التوصل إلى “اتفاق كامل” مع روسيا حول القاعدة البحرية في البحر الأحمر. ومع ذلك، توقع الدبلوماسي الأميركي السابق، كاميرون هدسون، في مقابلة مع “الشرق الأوسط” نُشرت يوم السبت، أن يكون رد فعل الرئيس دونالد ترمب قوياً إذا تم تأكيد صحة هذا الاتفاق.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة، بالإضافة إلى اهتمامها بالسودان، تولي أهمية أكبر لأمن البحر الأحمر، وتسعى إلى إبقاء روسيا وإيران بعيدتين عن المنطقة، وضمان سلامة حركة الملاحة فيها.

ذكر مصدر مطلع أن تحركات الحكومة في بورتسودان تمثل “رسالة إلى الغرب ودول المنطقة، تفيد بأنها قادرة على التحرك في جميع الاتجاهات لتحقيق مصالحها”.

وفسّر مصدر، طلب عدم ذكر اسمه، زيارة وزير الخارجية السوداني علي يوسف إلى طهران بعد أيام قليلة من زيارته لموسكو، واتفاقه على منح قاعدة عسكرية لإيران في بورتسودان، “أن هذا نهج متبع من قِبَل الإسلاميين منذ عهد الرئيس السابق عمر البشير، الذي كان يلجأ إلى محور روسيا وإيران للحصول على الدعم عندما تسوء علاقاته مع الغرب”.وذكر لـ”الشرق الأوسط” أن “الزيارة قد تتضمن أيضًا مطالب سودانية بشأن استمرار الدعم العسكري، نظرًا لأن الحرب في البلاد لم تنتهِ بعد لصالح الجيش السوداني، وقد تستمر لفترة زمنية غير محددة”.

ورأى حول إمكانية منح إيران منفذاً بحرياً على ساحل البحر الأحمر، أن «قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان، يدرك أنه يقود مرحلة تشبه الفترة الانتقالية في البلاد، حيث لا يملك سلطة القرار في غياب حكومة تنفيذية فعالة وبرلمان يمثل الشعب السوداني، إلا أن هذا قد لا يمنعه من اتخاذ أي قرار بحجة أن البلاد في حالة حرب».

وَاعتَبَرَ هذه التحركات “مجرد مناورة وضغط على الغرب في الوقت نفسه، نظرًا لإصراره على مدى عامين من الحرب على وضع الجيش السوداني و(قوات الدعم السريع) في نفس المستوى، وعدم الاعتراف بشرعيته في تمثيل السودان”.

لكن المصدر أشار إلى أن “توجه السلطة الحالية في بورتسودان بقيادة الجيش نحو المحور الإيراني قد يؤدي إلى خروجها بالكامل من الاتفاقيات الإبراهيمية التي تسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب لتوسيعها في المنطقة العربية خلال فترة رئاسته الحالية”.

بدوره، اعتبر المستشار في “الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية”، اللواء معتصم عبد القادر، أن الزيارتين إلى موسكو وطهران تمثلان تحولًا استراتيجيًا للجيش السوداني نحو الابتعاد عن المعسكر الغربي، الذي كان يسعى دائمًا لتعزيز العلاقة معه.

قال في حديثه مع “الشرق الأوسط” إن هذا الموقف “ناتج عن رؤية الحكومة السودانية لتبني الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى لمواقف معادية تجاهها، لذا كان من الضروري عليها الاتجاه نحو محور روسيا وإيران، وإلى حد ما قطر”.

من المعروف أن إيران قامت ببيع طائرات مُسيرة من نوع “مهاجر” للجيش السوداني، مما أدى إلى تحقيق توازن عسكري على الأرض مع “قوات الدعم السريع”.

قال عبد القادر: “قد يكون هناك تفاهم سابق بين السودان ومصر، وإلى حد ما إريتريا، بشأن وجود القاعدة اللوجستية الروسية، لكن هناك دولاً مؤثرة في المنطقة تعارض بشدة أي وجود روسي في المياه الدافئة.”

وتم اعتبار هذا التوجه ثمنًا لانفصال الغرب وعدائه للسودان، مما دفع القيادة السودانية إلى الانحياز نحو هذه المحاور التي تعارض السياسات الغربية في المنطقة. وأكد أن أي وجود إيراني في البحر الأحمر، مع علاقاته مع حلفائه الحوثيين في اليمن وبقية وجوده في سوريا، “يشكل خطرًا كبيرًا على المصالح الغربية في المنطقة”.

قال المحلل السياسي الجميل الفاضل: “إن قادة الجيش السوداني فقدوا الأمل في كسب تأييد الغرب لصالحهم، ويسعون بجد نحو التقارب مع روسيا وإيران لزيادة الضغط على الولايات المتحدة ودول أوروبا من أجل فتح قنوات رسمية معهم، أو الاستمرار في هذه التحالفات حتى النهاية”.

وتوقع أن يتم تعزيز التقارب بشكل أكبر مع هذه الهيئات، خاصة أنهم في حاجة إلى الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية لإنهاء الحرب مع (الدعم السريع)، ولن يحصلوا على هذا الدعم إلا من روسيا وإيران.

أشار إلى أن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بعد فرض العقوبات الأميركية الأخيرة عليه، وجد نفسه مضطراً للتقارب بشكل أكبر مع روسيا وإيران، نتيجة لدفع حلفائه الإسلاميين الذين يمتلكون علاقات قوية وتاريخية مع إيران.لكن المحلل السياسي الجميل الفاضل اعتبر أن قرب سلطة الجيش في بورتسودان من روسيا وإيران يمكن أن يكون بمثابة تحد لبعض الدول الغربية، مما قد يدفعها لتقديم أشكال الدعم المباشر أو غير المباشر لقوات الدعم السريع وحلفائها الذين يخططون لتشكيل حكومة موازية في الأيام المقبلة، في مواجهة ما كان يُعرف سابقاً بـ “محور الشر” الذي تمثله إيران.

وفقًا للسفير السوداني، من المقرر أن يتناول الجانبان القضايا المهمة لكليهما على الصعيدين الثنائي والعالمي، وسيقوم الوزيران بالتوقيع على مذكرة تفاهم لتأسيس لجنة للتشاور السياسي بين البلدين، بهدف التنسيق والتفاهم في مختلف المسائل من خلال آليات العمل الدبلوماسي والسياسي.

 

نقلاً عن الجزيرة نت

 

عن مصدر الخبر

موقع التغيير

تعليقات

  • الحصار والزنقة ثم الاتجاه الي روسيا وايران ثم السقوط الكيزاني الاول وانفراجة كبيرة بعد الثورة المجيدة ثم انقلاب كيزاني ثم حصار وزنقة والاتجاة ثانية لروسيا وايران وحتما نفس المصير والسقوط الكيزاني الثاني واظنه سيكون سقوطا نهائيا

  • يا اتففه الموااقع ببساطة السياسة السعوودية تقيم علاقات مع ايررران وكذلك الامممارات التي تحتل ايراان جزرها ما المانع ان يقيم السودان علاقتع معها ؟ لماذا المقالات التحريضية ضد سياسة البلد وامنها واستقرارها ؟ متي تتوقف هذه المتاجرة الرخيصة بالمواقف يا هبل الاعلام ؟