كتابات

صباح محمد الحسن تكتب : حكومة حرب !!

مصدر الخبر / المشهد السوداني

طيف أول :
بالسلام
يمكنك أن تحفر على جدار هذا الوطن إسمه
وتعيد الأمر إلى نصابه دون أن
تقصم ظهر أحلامه بيدك!!
ولم يستطع الدكتور الهادي إدريس رئيس الجبهة الثورية رئيس حركة تحرير السودان تقديم مسوغات جيدة ومقنعة لتشكيل حكومة موازية لحكومة بورتسودان عبر حواره على قناة الجزيرة ، كان الطرح والفكرة والرؤية لتشكيل الحكومة ضعيفا للغاية ومليء بالتنقاضات
فالهادي يتحدث عن حكومة سلام تستعد لحماية المدنيين في مناطق الدعم السريع ليس لإيصال المساعدات الإنسانية، ولا لتقديم الخدمات للمواطن في مناطق سيطرة الدعم السريع، ولكن عن ضرورة إمتلاكها لطيران وسلاح حتى تستطيع الدفاع عن نفسها ومواطنيها ، وهنا ينتقل الذين يؤيدون الحكومة من مربع السلام لمربع الحرب ، فالهادي لم يقل في إجابته إن شراء طيران او الحصول على سلاح هذه ليست مهمة الحكومة المدنية التي يتحدث بإسمها في الحوار وان الأمر يعود للجيش الذي يتم تكوينه لاحقا حسب خطتهم ، وغلبت عليه النبرة المناطقية وقالها بغبن ( تضربنا بالطيران وعايزنا نتفرج عليك ) وبهذه العبارة الضيقة طولا ومقاسا على الوطن لخص إدريس الدوافع الأساسية لحماية المواطن في مناطق بعينها وأكد عودة الجبهة الثورية للميدان بصورة واضحة ومباشرة في الوقت نفسه يقول ادريس أنهم حكومة سلام تقف بقوة ضد التقسيم الجغرافي لكنها تعمل للتقسيم السياسي والعسكري ومع هذا تدعو الي وحدة السودان
وهذا هو التناقض في تصريحات الهادي الذي اكد انها فكرة هشه نابعة فقط من مشاعر انفعالية فعندما يقول أنها حكومة سلام فما تطرحه المجموعة على لسانه يؤكد أنها ( حكومة حرب) تؤمن بالرد على أي اعتداء بالإعتداء نفسه!!
ولطالما أن ادريس يؤمن بعملية جلب السلاح والطيران للدفاع عن المواطنين في مناطق سيطرة الدعم السريع فلماذا لاتترك المجموعة المهمة لقوات الدعم السريع لتواصل حربها وتدافع عن مناطقها اما كان الأسهل على الجبهة الثورية أن تخرج من تقدم بحجة إنتقالها من منطقة الحياد وتعلن إنحيازها للدعم السريع بكل وضوح وتختصر عليها هذه المشقة ، حتى مشقة عدم القدرة على الإجابات المنطقية على الأسئلة والإستفهامات الحائرة!!
والمحير هنا هو أن ادريس عندما سأله المذيع عما إذا كان للمجموعة إعتراض على الجمع بين قيادة الدعم السريع والجيش على طاولة واحدة للتفاوض ، وماهو مصير الحكومة إن حدثت هذه الخطوة!!
رد عليه سندعم هذا الخيار فنحن في الأساس ندعم السلام والتفاوض!!
إذن لطالما أن هذه هي الإجابة أليس من الأفضل لك أن تبقى في مكانك ضمن تنسيقية “تقدم” وتدعم خيار السلام عبر التفاوض!!
وهنا تدخل الرؤية في ظلمة متاهة منطقة وسطى بين السلام والحرب تكشف أن الفكرة عرضية قابلة للزوال بالطرح غير المنطقي سيما قوله” نحن بهذه الخطوة نريد أن ننتقل من نقطة بيانات الشجب والإدانة التي لاتفيد الي البيان بالعمل ووحده هنا هو الذي أكد أن ادانتهم لجرائم الدعم السريع مجرد بيانات وحبر على ورق، فالذي يدين جرائم وإنتهاكات الدعم السريع لايضع يده معه لأنه يتحول تلقائيا الي شريك!!
لذلك يبقى ماطرحه إدريس هو حجة ضعيفة فليس هناك مستفيد من هذا العرض السياسي والإعلامي سوى الدعم السريع الذي يجد بهذه المبادرة دعما سياسيا فقده طيلة فترة الحرب، فمع موسم هزائمه المتكررة تخرج مجموعة سياسية لتعيده الي الواجهة من جديد، لذلك تحدثنا من قبل أن تشكيل حكومة موازية يتم بغية إضعاف القوى المدنية بالإنشقاق وتقديم دعم سياسي مباشر للدعم السريع لأكثر!!
وربما بهذه الحكومة يحاول الدعم السريع الحصول على تعويض إجتماعي بمصالحة الشعب السوداني وذلك بتقديم المساعدات والخدمات للمواطن في ظل ظروف إقتصادية قاسية فإن كان شبح الجوع طارق لنافذة المواطن، والدعم السريع يطرق نافذته الأخرى يقدم عبرها الطعام فهذا أخطر تحدي يقابل حكومة بورتسودان في مربع المواجهة القادمة مع حكومة الدعم السريع!!
وقد تظهر على منصة الحكومة الموازية اسماء سياسية جديدة مثل رئيس حزب الأمة برمة ناصر وغيره من العاتبين على “تقدم القديمة” ولكن ستكون اغلبها شخصيات تمثل نفسها ولاتعبر عن كيانات واحزاب سياسية وهذا يعني أنها ليست بثقل “عنصر المفاجأة” الذي تتحدث عن الجبهة الثورية!!
طيف أخير :

حكومة بورتسودان تقرر استمرار فتح معبر “أدري” الحدودي مع تشاد لمدة 3 أشهر لتسهيل إنسياب المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من الحرب وتخفيف معاناة مواطني دارفور

الجريدة

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

المشهد السوداني