تعرضت ولاية النيل الأبيض في السودان لانتشار واسع لمرض الكوليرا، حيث أصيب المئات من المواطنين في ظل تحذيرات من تدهور سريع وخطير في الوضع الصحي. تشير التقارير إلى أن مستشفى كوستي استقبل خلال الساعات القليلة الماضية ما يقارب 500 حالة مصابة بالكوليرا، بينما أفادت مصادر أخرى بأن العدد قد يصل إلى 600 حالة. هذا الوضع يثير القلق بين السكان، خاصة مع تزايد الأعداد بشكل ملحوظ.
وفقًا للمصادر الطبية، فإن عدد الوفيات الناتجة عن الإسهال المائي بلغ حوالي 50 حالة، مما يعكس خطورة الوضع الصحي في المنطقة. تفشي المرض جاء نتيجة لشرب مياه ملوثة، حيث توقفت محطات المياه في مدينتي كوستي وربك، مما أدى إلى نقص حاد في المياه النظيفة. هذا الأمر يزيد من معاناة المواطنين ويعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها السلطات الصحية في السيطرة على الوضع.
في سياق متصل، شهد عام 2024 تفشي وباء الكوليرا في أربع ولايات سودانية، مما أسفر عن وفاة المئات من الأشخاص. تتزامن هذه الأزمة الصحية مع استمرار الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية والصحية في البلاد. في ظل هذه الظروف، تبرز الحاجة الملحة لتوفير الدعم الطبي والإنساني للمواطنين المتضررين، والعمل على تحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي للحد من انتشار الأمراض.
توقفت محطات المياه قبل أيام بسبب انقطاع الكهرباء، حيث تواجه البلاد مشاكل في الطاقة نتيجة استهداف محطات الكهرباء في مروي وأم دباكر من قبل قوات الدعم السريع، مما جعل هيئة المياه تضطر لاستخدام الجازولين الذي نفد من المحطات فتوقفت عن العمل.
وفي هذا السياق، اعترف مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة الاتحادية خلال اجتماعه في نهاية الأسبوع بانتشار حالات الكوليرا وحمى الضنك في البلاد.
أظهر التقرير تسجيل ثماني إصابات جديدة بمرض الكوليرا دون حدوث أي حالات وفاة، مما يرفع إجمالي الإصابات في 84 محلية من 12 ولاية إلى 53.735 إصابة، مع تسجيل 1430 حالة وفاة.
أشار إلى أن ولايات النيل الأبيض، النيل الأزرق والقضارف ما زالت تسجل حالات إصابة جديدة.
أشار تقرير تدخلات وباء الكوليرا إلى تراجع في معدل الإصابة بالكوليرا في عدة ولايات، وعدم تسجيل إصابات جديدة في ولايات نهر النيل، كسلا، البحر الأحمر، والشمالية. كما أكد استمرار التدخلات على المستوى الاتحادي، مشددًا على وجود عدد من التحديات.
أكد معمل الصحة العامة في تقريره أنه تم إرسال (20) عينة اشتباه بالكوليرا للفحص من كل من كسلا، المحولة من القضارف، ومن النيل الأزرق. وأظهرت نتائج الفحص المعملي أن (9) عينات من القضارف كانت إيجابية للكوليرا، بالإضافة إلى (3) عينات من النيل الأزرق.
وأشار إلى وجود معمل متنقل في النيل الأزرق يوفر الفحص السريع للكوليرا، بالإضافة إلى فحوصات حمى الضنك والملاريا واكتشاف تلوث المياه.
ركز الاجتماع على ضرورة متابعة الوضع في النيل الأبيض والنيل الأزرق، حيث تستمر تسجيل حالات إصابة بالكوليرا.