السودان الان السودان عاجل

خبراء : سيناريوهات المواجهة.. حكومة السلام تعيد ترتيب الأوراق..البرهان في موقف صعب

مصدر الخبر / ارم نيوز

أبدى خبراء سودانيون قلقهم من أن تشكيل الحكومة السودانية للسلام، المتوقع الإعلان عنه قريبًا، قد يضع قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، في موقف صعب. حيث يتوقع هؤلاء الخبراء أن يقوم البرهان بشن عمليات عسكرية جديدة ضد قوات الدعم السريع، في محاولة منه لعرقلة جهود تشكيل الحكومة، مما قد يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد.

وأوضح الخبراء في تصريحاتهم لوسائل الإعلام أن خيارات البرهان أصبحت محدودة للغاية، خاصة بعد عدم تحقيقه لأي نتائج إيجابية خلال قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة. حيث لم يتمكن من إقناع القادة الأفارقة برفع تعليق عضوية السودان، مما يعكس تراجع موقفه على الساحة الدولية ويزيد من الضغوط عليه داخليًا.

في سياق متصل، انطلقت في العاصمة الكينية نيروبي اجتماعات يوم الثلاثاء، جمعت مجموعة من القوى السياسية والعسكرية، بهدف العمل على تشكيل حكومة سودانية شاملة تعزز من فرص تحقيق السلام في البلاد. هذه الاجتماعات تمثل خطوة مهمة نحو معالجة الأزمات المستمرة في السودان، وتوفير بيئة ملائمة للحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة.

كان من المقرر أن يتم توقيع الميثاق التأسيسي للحكومة في نفس اليوم، ولكن تم تأجيله إلى يوم الجمعة القادم بناءً على طلب قائد “الحركة الشعبية” عبد العزيز الحلو، لمنح وفده الوقت الكافي للحضور والمشاركة في مراسم التوقيع.

أثارت خطوة إنشاء حكومة جديدة في السودان ردود أفعال كبيرة، وزادت من مخاوف السلطة الحالية في بورتسودان، التي سرعت في تعديل الوثيقة الدستورية وأعلنت عن ذلك يوم الأربعاء، في محاولة لتشكيل حكومة مدنية بهدف عرقلة جهود القوى السودانية المتجمعة في نيروبي.

وفقًا لمصادر “إرم نيوز”، يعتزم قائد الجيش السوداني إقامة حكومة تتفق مع مطالب الاتحاد الأفريقي، بهدف استعادة عضوية السودان في المنظمة الأفريقية قبل أن تتمكن الحكومة الموازية المحتملة من التنافس معه على هذا الأمر.

فرص ضيقة

أشار المحلل السياسي علي الدالي إلى أن خيارات الجيش السوداني أصبحت ضيقة في ظل التحركات السريعة للتحالف الجديد الذي يسعى لتشكيل حكومة جديدة.

وأوضح أن “البرهان ليس لديه خيار سوى التصعيد العسكري، كونه الوسيلة الوحيدة المتاحة لمواجهة الحكومة الجديدة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع”، بحسب تعبيره.

أوضح الدالي لموقع “إرم نيوز” أن “حتى هذا الخيار يستدعي من الجيش القيام بتحركات عسكرية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع في دارفور وكردفان، نظرًا لأن العمليات العسكرية في الخرطوم لم تعد ذات فائدة”.

وأشار إلى أن “الحكومة الجديدة ستُقام في إقليم دارفور، الذي يُعد منطقة واسعة يسكنها عدد كبير من السكان، وستشمل أيضًا جنوب كردفان والنيل الأزرق، لا سيما بعد انضمام قائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو إلى مشروع تشكيل الحكومة الجديدة”.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تشهد تقدمًا جليًا على الجيش، سواء في الجوانب العسكرية أو السياسية والدبلوماسية.

في هذا الإطار، أوضح أن حكومة بورتسودان بدأت باتخاذ خطوات سياسية لتعطيل تشكيل الحكومة المقبلة، من خلال إجراء تعديلات سريعة على الوثيقة الدستورية، كمحاولة منها لإظهار أنها في طريقها لتشكيل حكومة مدنية، بهدف طمأنة الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد بأن الأمور تسير وفق الأطر القانونية المطلوبة.

كما أشار الدالي إلى أن الجيش السوداني ضيع فرصة مهمة، مما كلفه خسائر كبيرة، خاصة خلال الاجتماعات الأخيرة للاتحاد الأفريقي التي لم تتناول حتى وضع السودان داخل المنظمة، واصفًا ذلك بأنه “فشل دبلوماسي كبير للجيش”.

وأضاف: “على الجانب الآخر، استمرت قوات الدعم السريع في الاستفادة من هذا الفشل، واتخذت خطوات سريعة لتشكيل حكومة تستطيع منافسة سلطة الجيش”.

الوقت بدل الضائع

أكد الدالي أن الجيش السوداني يخوض صراعه في الوقت الضائع، حسب قوله.

أفاد بأن قوات الدعم السريع، من خلال تشكيل الحكومة الجديدة، ستستفيد من دعم إضافي بانضمام قوات جديدة للحرب ضد الجيش السوداني، مشيرًا إلى أن جميع الجيوش التي اتبعت سياسة الحياد في الفترة الماضية ستقوم بالترحيب بالحكومة الجديدة.

وأشار إلى أن الجيش السوداني قد يواجه خمسة جيوش يقودها كل من الطاهر حجر، والهادي إدريس، وعبد الواحد نور، وعبد العزيز الحلو، بالإضافة إلى قوات الدعم السريع، إذا ما اتحدت هذه القوى ضمن الحكومة الجديدة وشكلت جيشًا موحدًا يمثل السودان.

يعتقد أن الجيش، من الجانب العسكري، سيواجه قوة أكبر من التي كان يواجهها في الماضي، مما يقلل من خياراته، بينما تزداد فرص قوات الدعم السريع على الصعيدين السياسي والعسكري.

سيناريوهات المواجهة

من ناحية أخرى، أشار الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبوعبيدة برغوث، إلى احتمال توصل الطرفين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل التوجه نحو سيناريوهات المواجهة العسكرية.

قال برغوث لموقع “إرم نيوز” إن الحكومة الجديدة التي يُخطط لتشكيلها تعتبر من الخيارات المتاحة لوقف الحرب، ومن المتوقع أن تساعد في تقريب وجهات النظر وتقليل التصعيد العسكري.

وأضاف أن “الحكومة الجديدة تهدف إلى وقف وإنهاء الحرب، وأن الخيار الأفضل للجيش هو التوقف عن التصعيد العسكري”. وأوضح أن البرنامج الذي ستتبنّاه الحكومة المقبلة سيوفر للسودانيين فرصة لحل خلافاتهم وإلزام الطرفين بوقف إطلاق النار.

وتوقع أن يتجه الطرفان نحو إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن كل طرف ضمن المناطق التي يسيطر عليها، حيث تكون هناك حكومتان معنيتان بأمن المواطنين وتقديم الخدمات لهم. وبعد ذلك، ستستمر جولات التفاوض حتى الوصول إلى تفاهمات لوقف الحرب، بحسب قوله.

أستبعد أن يقدم الجيش على التصعيد العسكري، حيث سيكون لدى الحكومة الجديدة وسائل للدفاع عن نفسها ومواجهة أي تحركات عسكرية معادية.

في نفس الوقت، أوضح عثمان عبدالرحمن سليمان، المتحدث باسم تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم”، أن الحكومة التي سيتم الإعلان عن تشكيلها في الأيام القادمة في السودان ستضع في مقدمة أولوياتها تحقيق السلام وحماية المدنيين بعد إبعاد سلاح الطيران.

وأشار إلى أن الحكومة المقبلة ستسعى أيضًا لإجراء المصالحات بين مختلف المكونات الاجتماعية في السودان.

أشار إلى أن حكومة الجيش السوداني توقفت عن الوجود بشكل فعلي بمجرد بدء الجلسة الافتتاحية لتحالف السودان التأسيسي “تأسيس” في العاصمة الكينية نيروبي.

وأشار إلى أن حكومة بورتسودان أغلقت أمام نفسها الفرص لأنها تروج للأعمال الانفصالية، كما أنها حكومة انقلابية تمارس سلطة فردية ينفرد بها البرهان بدون أي شرعية.

عن مصدر الخبر

ارم نيوز