يعاني مستشفى كوستي في ولاية النيل الأبيض من أزمة صحية خانقة، حيث يفترش المئات من المصابين بالكوليرا الأرض في ساحة المستشفى، مما يعكس حجم الكارثة التي تعصف بالمنطقة. يضطر المرافقون للمرضى إلى حمل المحاليل الوريدية بأنفسهم، في ظل نقص حوامل المحاليل، مما يزيد من معاناة المرضى الذين يعانون من التعب والإرهاق. تتزايد أعداد المرضى الذين يصلون إلى المستشفى بشكل يومي، مستخدمين مختلف وسائل النقل، مما يدل على تفشي الوباء بشكل متسارع في المنطقة.
وفقًا لتقارير منظمات دولية، فقد توفي 60 شخصًا من بين 1200 حالة إصابة بالكوليرا في مدينة كوستي، بالإضافة إلى 50 حالة مؤكدة في المدينة المجاورة ربك. هذه الأرقام تعكس الوضع المأساوي الذي يعيشه السكان، حيث تتزايد حالات الإصابة والوفيات بشكل مقلق. إن الوضع الصحي في المنطقة يتطلب استجابة عاجلة من الجهات المعنية لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمتضررين.
أفادت مصادر طبية من مستشفى كوستي بأن عدد الوفيات الناتجة عن الكوليرا ارتفع إلى 38 حالة، بينما تجاوز عدد حالات الإصابة 800 حالة خلال ثلاثة أيام فقط. تشير التقارير إلى أن العديد من الحالات الجديدة تأتي من الريف الجنوبي والجنوبي الغربي لكوستي، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتوفير الدعم الطبي واللوجستي في تلك المناطق. إن استمرار تفشي الوباء يتطلب تكثيف الجهود من قبل السلطات الصحية والمجتمع الدولي لمواجهة هذه الأزمة الصحية.
أفادت مصادر صحية بأنه تم تحويل مستشفى كوستي إلى مركز للعزل، وتم إخلاء قسمي العظام والباطنية ونقلهما إلى الطابق الأول من مستشفى الحوادث. وأشارت المصادر إلى أن هناك عددًا كبيرًا من المرضى ينامون على الأرض. كما لاحظت وجود خيام بجوار مركز العزل نتيجة تزايد عدد المرضى واكتظاظ المستشفى وامتلاء طاقته الاستيعابية.
ذكر مرافقو المرضى أن أسعار المحاليل الوريدية قد ارتفعت من أربعة آلاف إلى عشرة آلاف جنيه.
فيما يتعلق بالجهود التي تبذلها الحكومة، فقد أصدرت السلطات قراراً بإغلاق المدارس لمدة أسبوع وإغلاق السوق، بالإضافة إلى إغلاق أماكن بيع الطعام والمشروبات المجاورة للمستشفى. كما ذكرت المصادر أنه تم تأمين مصادر المياه وإغلاق أحد المصادر غير الآمنة، مشيرة إلى أن المياه هي السبب الرئيسي وراء انتشار الوباء.
وفقًا لمصادر محلية، فإن مدينة كوستي تعاني من انقطاع إمدادات المياه منذ أربعة أيام نتيجة لقطع التيار الكهربائي، بعد استهداف محطة تحويل قريبة من محطة أم دباكر بواسطة الطائرات المسيرة. وأفادت المصادر أن القصف أدى إلى تدمير كامل لأحد المحولات وتدمير جزئي لمحولات أخرى.أدى توقف توفير المياه إلى الاستعانة بمصادر غير آمنة للمياه، مما ساهم في انتشار الوباء.
تتهم السلطات قوات الدعم السريع بقصف محطات الكهرباء والمرافق العامة من خلال الطائرات المسيرة. من جانبها، تواصل قوات الدعم السريع نفي استهدافها لهذه المرافق.
أعلنت الجهات المختصة عن بدء حملة تطعيم ضد الكوليرا اليوم الجمعة في كوستي وربك. كما قامت الإدارة الصحية في محلية تندلتي بإغلاق السوق وتطبيق حملة تعقيم.على المستوى الفيدرالي، قامت وزارة الصحة الاتحادية بإرسال كميات من المحاليل بالإضافة إلى إرسال مئة من الطاقم الطبي.
