يعبر الدكتور فرانسيس لايو أوكان، المرجع الطبي لمشروع أطباء بلا حدود في كوستي، عن قلقه العميق بشأن الوضع الراهن في مستشفى كوستي، حيث يشير إلى أن الأوضاع قد تخرج عن السيطرة في أي لحظة. ويستمر مركز علاج الكوليرا في استقبال المرضى الذين يعانون من حالات حرجة، مما أدى إلى نفاد المساحات المتاحة. وفي ظل هذا النقص، يتم علاج المرضى في منطقة مفتوحة على الأرض، مما يبرز التحديات الكبيرة التي تواجهها الفرق الطبية في تقديم الرعاية اللازمة.
أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن عشرات الأشخاص قد لقوا حتفهم نتيجة تفشي الكوليرا، حيث تم تقديم العلاج لأكثر من 800 مريض يعانون من أعراض الإسهال المائي الحاد والجفاف والقيء، بالإضافة إلى علامات مثل العيون الغائرة. يتم تقديم هذه الخدمات في مركز علاج الكوليرا التابع لوزارة الصحة في مستشفى كوستي التعليمي بولاية النيل الأبيض، مما يعكس حجم الأزمة الصحية التي تعاني منها المنطقة.
في سياق جهودها لمكافحة الكوليرا، أوضحت منظمة أطباء بلا حدود أنها تدعم أنشطة العلاج في مستشفيي كوستي وربك منذ أكتوبر من العام الماضي. ورغم التحديات الكبيرة، فقد لوحظ انخفاض في عدد الإصابات مؤخرًا، حيث تم تسجيل أقل من 20 مريضًا في بعض الأيام، مما يعطي بصيص أمل في إمكانية السيطرة على الوضع وتحسين الظروف الصحية في المنطقة.
في ليلة الأربعاء، كان هناك إدخال أول 100 مريض إلى مركز علاج الكوليرا، ثم ارتفع العدد بحلول عصر يوم الجمعة إلى أكثر من 800 مريض. حتى الآن، أُخرج 48 مريضًا، ولكن الأعداد لا تزال في تزايد، مما جعل من الصعب على الفريق الاستجابة تسجيل التفاصيل بدقة.
وأشارت المنظمة إلى أن عدد المرضى في مركز علاج الكوليرا بمستشفى كوستي قد تجاوز قدرته الاستيعابية، مما أدى إلى استخدام غرف الطوارئ للبالغين والأطفال.
يقول الدكتور فرانسيس لايو أوكان، “نحن نستثمر مواردنا وقد تمكنا حتى الآن من التعامل مع الوضع، لكننا نشعر بالقلق من أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو خلال الأيام القليلة المقبلة، ستنفد مواردنا الطبية التي تعالج الجفاف الحاد وتحافظ على حياة المرضى، إلى جانب الضغط الكبير الذي سيعاني منه الفرق الطبية.”
ويضيف “نحن بحاجة ماسة إلى دعم منظمات أخرى في الاستجابة لحالة الطوارئ هذه من خلال توفير الطواقم الطبية والإمدادات اللازمة لمعالجة المرضى، فالأشخاص بحاجة إلى المياه، ومن الأهمية بمكان أن نبدأ الحملات التوعوية لمعالجة هذه الأزمة من جذورها.”
من المحتمل أن يكون مصدر العدوى هو النهر، حيث كانت العديد من الأسر تجمع المياه بواسطة عربات تجرها الحمير بعد انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة.
قامت السلطات الصحية بحظر جمع المياه من النهر باستخدام هذه العربات، وطالبت بتعزيز عملية الكلورة في نظام توزيع المياه. كما تم إغلاق السوق ومعظم المطاعم.
وفقًا للمتطوعين، فقد أغلقت السلطات أماكن بيع الطعام في السوق المركزي، ومنعت فرش الخضروات والفواكه على الأرض بعد ظهور حالات إصابة بالكوليرا.