شهدت مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الوفاة الناتجة عن وباء الكوليرا، حيث بلغ العدد الإجمالي للوفيات 108 حالات حتى يوم السبت. وأكدت وزارة الصحة الاتحادية تسجيل 1351 إصابة جديدة خلال فترة ثلاثة أيام، مما يعكس تفشي المرض بشكل كبير في المنطقة. الوضع الصحي في المدينة يتطلب استجابة عاجلة من السلطات الصحية والمجتمع المحلي لمواجهة هذا التحدي.
وفقًا لمصادر محلية، قام المتطوعون بدفن 50 جثة لمصابين بالكوليرا توفوا خارج مستشفى كوستي، بينما تم الإعلان عن وفاة 58 شخصًا آخرين داخل المستشفى. ويشير هذا إلى أن العدد الإجمالي للوفيات قد تم احتسابه فقط من الحالات المدفونة في مقابر ود أم جمبو، مما يعني أن الأرقام قد تكون أعلى إذا تم احتساب المقابر الأخرى. ورغم هذا الوضع المأساوي، تم تسجيل انخفاض في عدد الوفيات اليوم، حيث تماثل ألف حالة للشفاء.
في تقريرها اليومي، أفادت غرفة طوارئ النيل الأبيض بأن عدد الحالات الموجودة في مستشفى كوستي بلغ 371 حالة، مع تسجيل انخفاض ملحوظ في عدد حالات الدخول الجديدة. هذا الانخفاض قد يشير إلى تحسن طفيف في الوضع الصحي، إلا أن الحاجة إلى تعزيز الجهود الوقائية والعلاجية لا تزال قائمة. يتطلب الأمر تكاتف الجهود بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني لمكافحة هذا الوباء والحد من انتشاره.
تستمر حملات التطعيم التي تنظمها إدارة تعزيز الصحة في المنطقة ليومها الثالث، كما تتواصل المساعدات المقدمة من المتطوعين في المستشفى، بما في ذلك تقديم الوجبات والعصائر للفريق الطبي، بالإضافة إلى توفير المحاليل الوريدية والأدوية للمرضى في المستشفى.
شهد يوم السبت دخول 225 حالة إلى مركز العزل وتسجيل 14 حالة وفاة.
أفادت وزارة الصحة الاتحادية بأن السبب الأساسي للوباء هو تلوث مياه الشرب، والذي نتج عن توقف المحطة الرئيسية للمياه في مدينة كوستي بسبب استهداف قوات الدعم السريع لمحطة كهرباء أم دباكر.
وأوضحت أن تدخلات حكومة الولاية ووزارة الصحة تضمنت إعادة تشغيل محطة المياه الرئيسية في كوستي وتنفيذ حملة تلقيح لمواجهة وباء الكوليرا، بالإضافة إلى تأمين إمدادات من المحاليل الوريدية بكمية 40 ألف وحدة في منطقة محايل.
وأوضحت أنه تم زيادة القدرة الاستيعابية لمركز العزل من خلال التعاون والعمل مع المنظمات الدولية المتخصصة في مجال الصحة مثل اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود وبلان سودان، بالإضافة إلى المنظمات الوطنية.
أفادت وزارة الصحة الاتحادية بأنه تم تفعيل قانون الصحة العامة للطوارئ من خلال إغلاق الأسواق والمدارس والمحلات التجارية، بالإضافة إلى تنفيذ حملات للتعقيم البيئي وتطبيق الإجراءات الاحترازية والمتطلبات الصحية العامة.
من ناحية أخرى، أصدرت إدارة وحدة السوق المركزي في كوستي قرارًا بإغلاق السوق بدءًا من يوم غد الاثنين وحتى يوم الخميس المقبل كجزء من الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء الكوليرا.
يُعَد السوق المركزي المصدر الأساسي لجميع الخضروات والفواكه الواردة إلى كوستي.
وجهت إدارة السوق المركزي العاملين فيه بتصريف بضائعهم خلال اليوم أو نقلها إلى أسواق أخرى بعد ظهور حوالي 9 حالات إصابة بالكوليرا حتى الآن.
أقدمت السلطات المحلية في كوستي على غلق السوق الكبير والأماكن المخصصة لبيع الأطعمة حول المستشفيات لمدة يومين.
