كتابات

صفاء الفحل تكتب قبل فوات الأوان

مصدر الخبر / المشهد السوداني

لم اسمع بحكومة على مستوي العالم لا تعير الاهتمام بل تفرح وتهلل بانتشار وباء في احد مناطق نفوذها كما تفعل الحكومة الكيزانية في برتكوز اليوم وهي تحتفي بفرح ونشوة بانتشار (الكوليرا) بمدينة كوستي وكانما الحدث انتصار عسكري كبير تحاول من خلاله إستجداء العالم وإستخدام الموت الجماعي للمواطنين للبحث عن تعاطف وهي تضع اللوم على المنظمات العالمية والجهات المانحة اذا ما رفضت تقديم العون لها وكأنما تبعث برسالة للمجتمع الدولي مفادها ان لم يقدم الدعم للحكومة الانقلابية فإنها ستواصل اغراق البلاد في المزيد من المآسي والكوارث .
الحكومة المشغولة باجتماعات كينيا والتخوف من الحكومة الموازية وسقوط الفاشر وتواصل حربها العبثية مع الدعم السريع لا تفكر للحظة واحدة بأن من يسقطون من جراء وباء الكوليرا بكوستي وربك والعديد من قري النيل الأبيض حاليا هم أهم كثيراً من اللهث وراء إفشال قيام حكومة موازية لهم وأن الحرب ضد وباء قد يتفشى قريباً إلى كافة مدن البلاد أهم من صرفهم البذخي على حرب لن تنال منها البلاد غير الدمار والقتل والتشريد ، وان ما يحدث ليس كما يصورونه مجرد (حالات محدودة) يمكن القضاء عليها بأقل الامكانيات بل كارثة ستحصد العديد من الأرواح البريئة في ظل حكومة فقدت بوصلة تحديد الأهمية واصبحت تبحث عن سبل إستمرارها بكافة السبل .
الحكومة التي أسقطت كل محاولات الدعم برفضها لكل المنابر التي تم اقتراحها ستفقد قريبا حتى تعاطف بعض أبناء الداخل الذين انكووا بنيران الدعم والتفوا حولها بحثاً عن الخلاص من اوجاعهم إذا ما ظلت تتجاهل قضاياهم الجوهرية فالموت والقهر الذي يحاولون الخروج منه لا فرق فيه بين إجتياح الدعم السريع أو إجتياح الأمراض الوبائية فالموت في كافة الأحوال واحد..
وعلي حكومة برتكوز ورغم كل ما تعنيه في هذه الفترة التعامل مع الوباء بواقعية وجدية اكثر من الطريقة الهزلية التي تتعامل بها مع هذا الأمر الجلل وان تفتح الباب أمام المنظمات العالمية وبالطريقة التي ترغب فيها تلك المنظمات لتسهم في حصر الوباء واحتواءه وأن تجند كافة إمكانيات الدولة في الوقت الحالي لهذا الغرض خاصة مع الأخبار التي تقول انه بدأ الانتقال والتمدد الي مناطق أخرى بعد ظهور حالات بمدني وبعض قرى الجزيرة حتى لا نخرج قريبا من دائرة الموت بالطائرة والمسيرات والرصاص إلى دائرة الموت المشاع بهذا الوباء ..
ندق جرس الانذار فهل من مجيب ..!!
والثورة لن تتوقف ..
والقصاص يظل أمر حتمي ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

المشهد السوداني