أفادت مصادر متطابقة أن اللواء بحر أحمد بحر، قائد عمليات الخرطوم بحري، توفي في حادث تحطم طائرة، حيث كان يشغل منصبه في القيادة العامة لمدة تقارب العامين. الحادث الذي وقع بشكل مفاجئ أثار صدمة كبيرة في الأوساط العسكرية والمدنية على حد سواء، حيث كان اللواء بحر معروفاً بكفاءته وقيادته الحكيمة ولم يؤكد الجيش صحة الخبر حتى الان .
في سياق متصل، نعى قائد البراء بن مالك، المصباح أبو زيد طلحة، زميله ناصر مختار بابكر الذي لقي حتفه في حادث سقوط طائرة عسكرية في أم درمان. الحادث الذي وقع مساء الثلاثاء ترك أثراً عميقاً في قلوب زملائه وأحبائه، حيث كان ناصر شخصية محبوبة ومؤثرة في مجتمعه.
كما عبر شيخ الأمين عمر، أحد أقارب الضحية، عن حزنه العميق لفقدان قريبه حسن بدر الدين، الذي توفي في نفس الحادث. وقد نشر شيخ الأمين مقالاً مؤثراً على صفحته في فيسبوك، حيث استذكر فيه ذكرياته مع حسن، مشيراً إلى أن الحادث وقع بعد إقلاع الطائرة من قاعدة وادي سيدنا العسكرية، في منطقة الثورة بأمدرمان، مما زاد من حزن العائلة والمجتمع المحيط بهم.
من هو اللواء بحر أحمد بحر
في سياق الأحداث المتسارعة في السودان، يبرز اللواء بحر أحمد بحر كأحد الشخصيات العسكرية البارزة.
وُلد اللواء بحر في شمال كردفان، وهو خريج الدفعة 35 من الكلية الحربية، والتي تعتبر من الدفعات المميزة في تاريخ الجيش السوداني.
عُرفت هذه الدفعة في عهد الرئيس الأسبق نميري.
مسيرته العسكرية:
يمتاز اللواء بحر بتفوقه العسكري، حيث عُرف كمقاتل من الدرجة الأولى وضابط استخبارات متميز.
شارك في عدة عمليات عسكرية في الجنوب، وخصوصاً في أعالي النيل والاستوائية.
وترك بصمته خلال أحداث جبل ملح في عام 1998، حيث أسهم بشكل كبير في تأمين الطريق بين جوبا وتوريت.
في صيف عام 2013، لمع نجمه في قيادة عمليات أبكرشولا.
تطوير القوات المسلحة:
في ذلك الوقت، كان بحر برتبة عميد وأظهر فعالية قوية في استخدام الدروع الخفيفة.
وكتب تصوراً لإعادة تأسيس قوات مشاة آلية تحت مسمى “قوات التدخل السريع”.
تسرب هذا التصور إلى رئاسة الجمهورية، مما أثار جدلاً كبيرًا داخل القيادة العسكرية.
المعارضة لمشروع الدعم السريع:
كان اللواء بحر قد عارض مشروع تكوين قوات الدعم السريع بشكل قوي.
تعاون مع الفريق مصطفى أبو عشرة في صياغة رأي عام ضد هذا المشروع، والذي أدى إلى إزاحته من رئاسة هيئة الأركان.
على الرغم من تلك التحديات، استمر اللواء بحر في خدمته وترقى إلى رتبة لواء.
شغل بعد ذلك منصب قائد منطقة الخرطوم المركزية، حيث لعب دوراً حيوياً في تأمين العاصمة خلال فترة الانفلات الأمني.
الاعتقال والعودة إلى المواجهة:
على إثر انقلاب هاشم عبد المطلب، تعرض اللواء بحر للاعتقال ومصادر صحفية تقول بان حميدتي كان له اليد في اعتقاله حينها .
إلا أن المحكمة بريئته، ليعود ويستأنف قتال الدعم السريع دون أن ينظر إلى فترة اعتقاله.
في لحظة مفاجئة، أعلن ولاءه للقوات المسلحة بعد تمرد الدعم السريع، حيث اقتحم القيادة العامة للقوات المسلحة في مشهد يُظهر إصراره على خدمة بلاده.
تتوالى الأحداث بالسرعة التي تحتمها الأزمة، ومع ذلك يبقى اللواء بحر أحمد بحر رمزاً للولاء والتضحية في خدمة الوطن.
