أعربت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، عن قلقها العميق إزاء التقارير الأخيرة التي تشير إلى منع المدنيين من مغادرة مناطق النزاع، حيث يُحتجزون كرهائن في بؤر القتال. وقد سلطت الضوء على الوضع المأساوي في معسكر زمزم بمدينة الفاشر، حيث يعاني السكان من ظروف قاسية. في هذا السياق، أعلن برنامج الغذاء العالمي ومنظمة أطباء بلا حدود عن تعليق أنشطتهما في المعسكر اعتبارًا من يوم الأربعاء، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
شهد معسكر زمزم في الآونة الأخيرة تصاعدًا في الهجمات من قبل قوات الدعم السريع، حيث تعرض المعسكر لقصف مدفعي منذ ديسمبر الماضي، مما أدى إلى تفاقم الوضع الأمني والإنساني. وأكدت كليمنتين نكويتا في بيانها أن المدنيين يعيشون في حالة من العنف والمعاناة غير المسبوقة، مشيرة إلى أن العديد من النازحين يعانون لفترات طويلة من الزمن دون أي أمل في تحسين أوضاعهم.
وأشارت نكويتا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان خروج المدنيين إلى أماكن آمنة، وفقًا للقوانين الإنسانية الدولية. وأكدت أن عشرات الآلاف من النازحين في معسكر زمزم، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، يعيشون في ظروف قاسية من الحصار والقصف والهجمات البرية. يعاني هؤلاء من نقص حاد في الغذاء، حيث يواجه الأطفال خطر سوء التغذية، مما يستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لإنقاذ أرواحهم.
وقد أدانت عدة دول أعضاء في مجلس الأمن الهجمات المتكررة على معسكر زمزم، وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن ما ورد من تقارير تفيد بأن ميليشيات مرتبطة بالقوات المسلحة السودانية تستخدم المدنيين كدروع بشرية. وأكدت على ضرورة إنهاء قوات الدعم السريع لهجماتها على المدنيين النازحين في زمزم، ودعت القوات المسلحة لضمان حرية تحرك المدنيين والعاملين في المجال الإنساني داخل وخارج المعسكر.
كما أشارت منسقة الأمم المتحدة إلى أن عمال الإغاثة لم يسلموا من العنف والإساءة، مما جعل العديد من المنظمات توقف أنشطتها.
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود عن تعليق جميع أنشطتها في معسكر زمزم بسبب تصاعد القتال، بينما أوقف برنامج الغذاء العالمي توزيع المساعدات الحيوية في المعسكر.
في وقت سابق، نفى مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، الاتهامات الموجهة لقواته حول منع النازحين من مغادرة معسكر زمزم، متسائلاً في نفس الوقت: “أين سيهرب النازحون؟ نحن لا نضمن سلامتهم في مناطق السيطرة للدعم السريع.”
وقالت كليمنتين سلامي إن القتال يؤثر على المدنيين والمرافق المدنية، مشددة على أن الجهات المسلحة التي تعمل بالقرب من المناطق المأهولة أو داخلها تشكل تهديدات مباشرة للمدنيين وتعيق عمليات توصيل المساعدات الإنسانية.
ودعت جميع الأطراف المتنازعة إلى خفض التصعيد والامتثال للواجبات المنوطة بها بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، مشيرة إلى ضرورة الالتزام بإجراءات حماية المدنيين. وأضافت: “هناك قواعد للصراع يجب على الجميع احترامها، مهما كانت الظروف.”