شهدت مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، تصاعداً ملحوظاً في حوادث سرقة المنازل، حيث أفاد شهود عيان بأن عناصر من الجيش السوداني والقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة يشاركون في هذه العمليات، خصوصاً في أحياء “الكرانيك والقبة” التي تقع شمال قيادة الجيش. هذه الظاهرة أثارت قلق السكان، الذين يشعرون بعدم الأمان في منازلهم، مما يزيد من معاناتهم في ظل الظروف الحالية.
وفي حديثه عن تجربته، أشار أحد المتضررين، الذي اختار أن يُعرف باسم “أبو العباس”، إلى أن منزله في حي الكرانيك تعرض للسرقة في وضح النهار. وأوضح أنه تلقى بلاغاً من جيرانه يفيد بأن مجموعة من العناصر العسكرية اقتحمت منزله بعد كسر الأبواب، وقاموا بسرقة محتوياته، حيث تم تحميل المسروقات في مركبة عسكرية قبل أن يلوذوا بالفرار. وأكد أن السكان لم يتمكنوا من تقديم أي مساعدة أو استجابة لنداءاته في تلك اللحظات الحرجة.
من جانبها، أفادت متضررة أخرى، تفضل عدم ذكر اسمها، بأنها فقدت أثاث منزلها وأجهزة كهربائية بعد أن اقتحم جنود منزلها بنفس الطريقة، حيث تم كسر الأبواب وسرقة كل ما فيه. هذه الحوادث تعكس حالة من الفوضى وانعدام الأمن في المنطقة، مما يستدعي تدخل الجهات المعنية لحماية المواطنين وضمان سلامتهم في ظل هذه الظروف الصعبة.
وقال نجم الدين عيسى، أحد شهود العيان، إن معظم المنازل القريبة من قيادة الجيش، والتي غادرها أصحابها، تعرضت للنهب من قبل أفراد الجيش والقوات المشتركة، مشيراً إلى أن المسروقات تُباع في سوق “نيفاشا” داخل مخيم أبشوك للنازحين شمال المدينة، وهو الذي تحول إلى أكبر مركز لبيع الممتلكات المسروقة.
وأضاف أن “المسروقات تشمل الأثاث المنزلي، والأجهزة الكهربائية، والأواني، حيث تُباع بأسعار منخفضة”.
من جانبه، نفى مصدر عسكري في الجيش السوداني بالفاشر – طلب عدم ذكر اسمه – أن تكون هذه السرقات منظمة أو تتم بعلم القيادة العسكرية، مؤكداً أنها تصرفات فردية ناتجة عن استغلال الفوضى الأمنية في المدينة. وتابع أن “الجيش ألقى القبض على عدد من المتهمين بعمليات النهب، وتم احتجازهم في انتظار محاكمتهم بعد استقرار الأوضاع الأمنية”.
تشهد مدينة الفاشر حالياً أوضاعاً أمنية متوترة، في ظل استمرار القتال بين الجيش السوداني والقوات المشتركة للحركات المسلحة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، مما زاد من معاناة السكان نتيجة تصاعد أعمال السلب والنهب.
دي فبركة دعامة هو الجيش في الفاشر فاضي للسرقة؟