شنت قوات الدعم السريع هجمات بطائرات مسيرة على أربعة مواقع استراتيجية في مدينة مروي، شمال السودان، وذلك للمرة الثانية خلال يومين. الهجمات التي وقعت فجر يوم الجمعة استهدفت بشكل خاص قيادة الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش، بالإضافة إلى مطار المدينة وسد مروي ومحطة توليد الكهرباء. وقد تصدت المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني لهذه الهجمات، حيث تمكنت من إسقاط عدد من الطائرات المسيرة، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المدينة.
وفقاً لتصريحات قيادة الفرقة 19 مشاة، استمر الهجوم من الساعة الثانية والنصف فجرًا حتى الخامسة صباحًا، حيث أكدت القوات أنها في حالة تأهب واستعداد كامل لمواجهة أي تهديدات أو أجسام غير معروفة في سماء مدينة مروي والولاية الشمالية بشكل عام. هذا التصريح يعكس مستوى اليقظة الذي تتبعه القوات المسلحة في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة.
يذكر أن الهجوم الأخير يأتي بعد هجوم مماثل نفذته قوات الدعم السريع في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، حيث استهدفت مطار المدينة. هذه التطورات تشير إلى تصاعد التوترات في المنطقة، مما يثير القلق بشأن الأمن والاستقرار في شمال السودان، ويعكس التحديات التي تواجهها القوات المسلحة في التصدي للتهديدات المتزايدة من قبل قوات الدعم السريع.
في بداية الشهر الماضي، استهدفت قوات الدعم السريع محطة أم دباكر للكهرباء في ولاية النيل الأبيض، بالإضافة إلى هجمات أخرى طالت سد مروي ومحطة كهرباء دنقلا، فضلاً عن المحطة التحويلية في منطقة الشوك بولاية القضارف. هذه الهجمات أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أربع ولايات، من بينها ولاية النيل الأبيض، مما زاد من معاناة السكان في تلك المناطق.
في إطار الصراع المستمر في السودان، بدأت قوات الدعم السريع في استخدام الطائرات المسيّرة منذ يونيو 2023، مما أضاف بُعدًا جديدًا إلى طبيعة الحرب. هذا الاستخدام المتزايد للطائرات المسيّرة يعكس تحولًا في استراتيجيات القتال، حيث أصبحت هذه الطائرات أداة فعالة في تنفيذ الهجمات بدقة عالية على الأهداف الاستراتيجية.
لقد ساهم هذا التطور التكنولوجي في تغيير مجريات الحرب، حيث أصبحت الطائرات المسيّرة تلعب دورًا محوريًا في تحديد موازين القوى على الأرض. ومع تصاعد استخدام هذه الطائرات لاستهداف المنشآت الحيوية، تسعى قوات الدعم السريع إلى تعطيل البنية التحتية الأساسية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في البلاد ويؤثر سلبًا على حياة المواطنين.
