كتابات

عوض عدلان يكتب : صكوك الخيانة والتخوين..!!

مصدر الخبر / المشهد السوداني

في الصراع الدائر اليوم بين المجموعة العسكرية الإنقلابية ومن خلقهم فلول العهد البائد وما يمكن تسميتهم اذا اردنا وضعهم في سلة واحده ب(اعداءهم) المفترضين من المجموعات ثورة ديسمبر والمنادية بالديمقراطية والدولة المدنية او المجموعة التي توسعت أطماعها وهي تنازعهم الحكم من المليشيات المتعددة وعلى قمتها الدعم السريع أو حتى المجموعات البعيدة عن السياسة والناشطة المنادية بإعادة توزيع الثروة والنفوذ داخل هذا الوطن الشاسع ، صار لا حدود للاتهامات ولا مجال للعقلانية او الوسطية مع تصلب الآراء وذهابها في إتجاه واحد ان لم تكن معنا فأنت ضدنا وبما أن كل طرف يدعي الوطنية فأنت في نظره متعاون وخائن وعميل وغير وطني تعمل من أجل تدمير البلاد.
صكوك الوطنية غير محددة المعالم (صارت على قفا من يشيل) فقد ينالها كيكل وجبريل ومناوي وكتائب البراء ومزمل والرزيقي ويحرم منها حمدوك وبرمة ناصر وجميع الكتاب الذين يصدحون بالحقيقة فقط لأنهم لم يقولوا كلمة مدح في القائد الملهم البرهان وليس لأنهم صدحوا بالعقلانية وتحكيم المنطق وطالبوا باخراج الشعب من المعاناة.
واتهامات التخوين لا حدود لها او شكل سوى مصالح الشخص الشخصية رغم تدثرها دائما بثياب الوطنية فإذا استبعدنا الدعم السريع ونحن جميعا على قناعة بانه قد ارتكب الفظائع ولا مكان له في مستقبل البلاد السياسي فما ذنب القوى الوطنية الأخرى التي لا علاقة لها به، الا إذا ما كان المناداة بالحرية والسلام والعدالة وإعادة الديمقراطية والحكم المدني وإبتعاد العسكر عن سدة الحكم جريمة يستحق عليها كل من يرددها الاتهام بالعمالة والخيانة
ومنطق (ادعمونا أولا لنقضي علي الجنجويد المرتزقة) ثم لنجلس معاً بعد ذلك للنظر في مستقبل الوطن منطق عاجز ويصطدم بالعديد من التساؤلات عمن الذي جاء بعرب الشتات للخرطوم اصلا وقام بتسليحهم ودعمهم حتي صاروا وحوش تقتل وتسرق وتغتصب حرائرنا وحتي ان تجاوزنا هذا الحديث فما الذي يمنع من تسليم الدولة اليوم الي حكومة مدنية من الكفاءات وأن تعود القوات المسلحة إلى وحداتها وتقوم بمهامها الأساسية وتتفرغ للقضاء علي هذا الوحش بدلاً من التمتع بالمناصب الرئاسية والتحكم في ثروات البلاد وأخيراً ومن خلال التجارب كيف لنا ان نثق في ان البرهان وزمرته من العسكر يمكن أن يعيدو لنا الحكم المدني الديمقراطي وقد انقلبوا عليه ..!
والتخوين والعمالة والارتزاق هي صفات ملازمة ولا تستعمل الا في فترة الحكومات الدكتاتورية العسكرية وتستخدمها غالبا من اجل التقليل من شأن معارضيها ونزع صفة الوطنية عنهم ولم نسمع انه تم تداولها من خلال الفترات الديمقراطية رغم قصر فتراتها
وقد كان الراحل جون قرنق خائن وعميل ومرتزق لسنوات طويلة وعندما سمحت الظروف للشعب بالتعبير عن رأيه الحقيقي (تحت إذن العسكر) تحول الي بطل قومي وقد كان كيكل حتى قبل وقت قصير عميل ومرتزق ثم تم تحويله الي قائد همام حتى تم إخراج هذه الكلمات من مدلولها الحقيقي وستظل في حقيقتها مرادفة للوطني الغيور المقاتل الباحث عن الحرية والانعتاق، مهما طال استخدامها غباءا لنعت المعارضين ..
الجريدة

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

المشهد السوداني