يعيش النازحون في مدينة مليط بشمال دارفور في ظروف إنسانية قاسية، حيث يواجهون تحديات كبيرة داخل مراكز الإيواء نتيجة لنقص حاد في المساعدات الإنسانية وتدهور الخدمات الأساسية. تتزايد أعداد الأشخاص الذين يفرون من النزاع المستمر في المنطقة، مما يزيد من الضغط على هذه المراكز التي تعاني بالفعل من نقص الموارد.
وأوضح النازح بشير عبد الله، الذي انتقل من الفاشر إلى مليط، في حديثه مع “دارفور24″، أن جميع مراكز الإيواء تعاني من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية. كما أشار إلى تدهور الوضع الصحي والخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناة النازحين الذين يعتمدون على المساعدات لتلبية احتياجاتهم اليومية.
من جهته، أكد أحد المتطوعين في المدينة، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الأوضاع الإنسانية للنازحين تفوق قدرة غرفة الطوارئ والجهات الخيرية على الاستجابة. وأشار إلى أن تزايد أعداد النازحين وتدهور الأوضاع الصحية والأمنية في المدينة يجعل من الصعب تقديم الدعم الكافي، مما يترك العديد من الأسر في حالة من اليأس والقلق بشأن مستقبلهم.
وأشار إلى أن آخر الإحصائيات المحلية حول عدد النازحين في مليط تُظهر أن العدد يصل إلى حوالي 24 ألف شخص حتى أكتوبر الماضي، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، ويقيمون في أكثر من 30 مركز إيواء مؤقت في مدارس متفرقة بمدينة مليط.
وكشف المصدر أنه لم يتم تقديم أي دعم إنساني للنازحين، مضيفًا أنه لم تصل أي قافلة إغاثة إلى المدينة منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع عليها في أبريل الماضي.
وحذرت غرفة طوارئ مليط في تحديث نشرته على حسابها في “فيسبوك” من أن آلاف النازحين يواجهون صعوبات كبيرة في العثور على مأوى مناسب، ويعتمدون على مراكز الإيواء للبقاء على قيد الحياة، في ظل تحديات متزايدة مثل نقص الغذاء، وندرة الموارد، وتدهور الأوضاع الصحية والبيئية في المخيمات.
وطالبت الغرفة المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بتقديم دعم عاجل لمراكز الإيواء، مشددة على الحاجة الملحة لتوفير مساعدات مالية فورية، وبناء ملاجئ آمنة، ودعم برامج التأهيل والتعليم، وتوفير الرعاية الصحية والغذائية لتحسين الأوضاع الإنسانية في المدينة وإنقاذ حياة الآلاف.